تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن النقاش]ــــــــ[09 - 11 - 05, 01:45 ص]ـ

ونقلا عن الشبكة الليبية:

علي محمد الصلابي

مفخرةٌ بحق

الشبكة الليبية

2005 - 10 - 19

حين يُذكر أهل العلم وأهل الهمم، يبدأ طائر السعد والفرح بتحريك أجنحته الربانية في حنايا النفس؛ ذلك بأن ذكرهم ذكر لله تعالى، وتذكير به، فما تلبث النفس أن تشعر بلذة هذا الطريق، برغم صعوبته، وتنتشي من أخبارهم وسيرهم العطرة الزاكية.

وهذا الذي قال عنه الإمام أبو حنيفة: " معرفة السِيّر تغني عن كثير من الفقه "؛ لأن هذه السير العطرة تحوي الفقه وزيادة؛ ففيها التطبيق العملي الواقعي للفقه، وفيها العبر المتحركة النابضة التي تدل على إمكانية التطبيق في أعلى نماذجه.

منذ أن كان الأخ الحبيب " علي الصلابي " يعيش في حدائق بنغازي العطرة، كان " يحلم " أن يكتب في التاريخ الليبي، وظل هذا الحلم يسكن داخل نفسه وروحه، يتحرك كل آن وحين، ولم تمنعه دارسته الشرعية في المدينة المنورة ـ على صاحبها أزكى الصلاة والسلام ـ من السعي لتحقيق هذا الحلم، فظل هو الطالب المجتهد الأول دوما على دفعته، ظل يبحث عن حلمه وإمكانية تحقيقه، يجلس مع أهل الاختصاص، ويشتري الكتب ويعكف عليها، ويتكلم مع كل من زاره من أهل البلد الطيب " ليبيا " عن هذا المشروع الحلم، بل يطالبونه بأن يحكي لهم عنه، وأين وصل فيه.

تفوق في جامعة المدينة المنورة بمرتبة شرف، رفعت اسم بلده عاليا، ومن قبل اسم أمته الماجدة، ثم حاز على الماجستير والدكتوراه من السودان الشقيق، كلاهما في القرآن الكريم ودراساته، إذ الأخ الحبيب " علي الصلابي " صاحب صلة " فريدة " بالقرآن الكريم، حفظا وتلاوة وفهما وعشقا.

ومع هذه الدراسات الأكاديمية بدأت الخطوات العملية في تحقيق الحلم، ليصبح حقيقة ماثلة للعيان، بل ويتسع الحلم الجميل الواقعي أكبر مما كان عليه أول الأمر؛ فقد كان في أوله الكتابة في التاريخ الليبي، ثم أضيف له سير الخلفاء الراشدين وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام، وتاريخ الدول الإسلامية وغيرها.

إن الدكتور علي الصلابي ـ حفظه الله ـ يمتاز بقدرته وصبره على البحث والتنقيب، حتى إنني أزعم أن هذه الميزة تندر اليوم عند طلبة العلم اليوم، بل والعلماء، وهذا واضح ومشهود له به من قبل القريب والبعيد والصديق والحسود، حتى أنك ترى أثر القلم في يده وقد ترك أثرا لمكانه في أصابعه المباركة.

لم ينل الدكتور علي الصلابي حقه في بيان جهوده من قبل أهل بلده لهذه المجهودات الضخمة التي بذلها، فعمله اليوم ليس قاصرا على ليبيا فقط، وإنما تعداها ليصل إلى الاهتمام بالأمة أجمع؛ فقد انتشرت كتبه في كل مكان، وطبعت في أكثر من قطر، وترجم بعضها إلى لغات أخرى، ونالت إحسان وثناء أهل العلم الأفاضل.

ففي المرحلة الأولى عندما صدرت عدة كتب للدكتور علي الصلابي قال له أحد علماء اليمن البارزين الربانيين: (ليس عندنا في اليمن من هو في مثل عمرك ويقدر يعمل ما عملت!) وهي كلمة لها وزنها من أهل اليمن، في حين كان يلقى الدكتور علي الكلمات المثبطة من بعض الأحبة!، لكن الله يخلق ما يشاء ويختار.

ويقول أحد الأساتذة البارزين من أهل العراق وقد أشرف على مئات الرسائل الجامعية، يقول للدكتور علي الصلابي (لم اقرأ بحثا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كمثل كتابكم)! ولا زلت أذكر الكثير من عبارات التثبيط التي وصلت من البعض حول الكتابة في السيرة، وأنه ما الذي سوف يضيفه فيها؟

طبع اليوم من كتاب السيرة (السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث) أكثر من مائة وخمسون ألف نسخة " 150.00 " من روسيا إلى العراق إلى موريتانيا والجزائر والخليج ومصر و أدغال أفريقيا وغيرها، وهذا من فضل الله تعالى وحده، وتقبل الناس الكتاب بقبول حسن، في حين كتبَ غير الدكتور علي الصلابي الكثيرون في السيرة، ولا تزال بحوثهم طي النسيان.

إن تحديد الهدف، والعزيمة على المضي فيه، وعدم الالتفات إلى غيره، وقلة الاكتراث بعبارات التثبيط والتجريح، والتضرع المستمر إلى الله بالقبول، وحسن النية في العمل، كل أولئك كانت من أسباب النجاح للدكتور علي الصلابي حفظه الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير