تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا يصلح دليلاً للقائلين بأن الجماعة شرط لصحة الصلاة ومن صلى منفرداً فصلاته باطلة.

ولهذا ذهب الإمام أحمد رحمه الله في إحدى الروايات عنه واختار هذه الرواية ابن عقيل، وسوف يأتي إن شاء الله بحث هذا المسألة.

المقصود من كلامنا أن صلاة الجماعة واجبة بلا إشكال ومن قال بأن الجماعة سنة فلم يذكر دليلاً والأدلة صريحة وكثيرة في وجوب صلاة الجماعة وأنه لا يصلي في بيته إلا الموصوف بالنفاق ومن كان له عذر.

وفي الحديث دليل على جواز العقوبات المالية لأن الرسول r هم بتحريق بيوت المتخلفين ولهذا ذهب الإمام احمد وهو اختيار شيخ الإسلام كما في كتاب الجهاد من الفتاوى واختيار ابن القيم رحمه الله كما في الطرق الحكمية وهو الحق وأدلة ذلك كثيرة ومنها دليل الباب.

أما الشافعية رحمهم الله قد زعموا نسخ أحاديث التعزيرات ولم يذكروا الناسخ والأحاديث كثيرة في إثبات العقوبات وقد قال النبي r في مانع الزكاة " إنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا".

قوله r وشطر ماله هذا صريح في إثبات العقوبات حتى ولو كانت في أخذ شيئ من ماله، والحديث سنده صحيح رواه احمد وأبو داود وغيرهما، وقد جاء في مسند الأمام احمد رحمه الله أن النبي r ذكر المانع له من تحريق بيوت المتخلفين على صلاة الجماعة، فقال: لولا ما فيه من النساء والذرية " وهذه الرواية شاذة وإن كان معناها صحيح إلا أن اللفظة شاذة.

قوله " والذي نفسي بيده ":

فيه جواز الحلف من غير استحلاف وقد حفظ عن النبي r نحو من ثمانين حديثاً أنه حلف من غير استحلاف ذكر هذه الفائدة ابن القيم في الجزء الثالث من زاد المعاد.

وفيه إثبات صفة اليد لله عز وجل وأهل السنة والجماعة يثبتون لله اليدين إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل لإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله وهو السميع العليم خلافاًُ في إثبات اليدين للجهمية والمعتزلة والأشاعرة وما أشبه ذلك من الفرق المنحرفة والضالة.

قوله " لو يعلم أحكم أنه يجد عرقاً سميناً ومرماقتين حسنتين وفي رواية مرماتين حسنتين"

أي لو يعلم أحدهم أنه يجد عظماً فيه لحم أو لحم بين ضلع لشهد العشاء لأن الدنيا أكبر في نفوسهم من الآخرة، وهذا كثير في الناس فإذا كان هذا يوجد في القرن الأول فما بالك بمن يعيشون في آخر الزمان ولقد كثر التخلف عن الصلاة وقل المنكرون لذلك فتجد أكثر من خمسين أو ستين نفراً يتخلفون عن صلاة الفجر فلا يرفع الإمام بذلك ساكناً، وإذا صلى الظهر " السلام عليكم " لا ولاء ولا براء كأنه لم يكن شيء كأنه لم ينافق في دين الله كأنه لم يبارز الله عز وجل في المعاصي، والذي يتخلف عن صلاة الفجر كان الصحابة يحكمون عليه بالنفاق بل كان علامة المنافق في العهد النبوي أن يتخلف عن صلاة الفجر، أما صلاة العصر والظهر والمغرب فلم يكونوا يحكمون على من يتخلف عنها بالنفاق وذلك لاحتمال وجود الشواغل ولكن ما عذر الإنسان بالتخلف عن صلاة الفجر عذره النوم هذا ليس عذراً، كون الإنسان يسهر معظم الليل إما عاكفاً بالإستراحات على آلات الملاهي والجلوس مع المردان والمخنثين أو عاكفاً عند التلفاز وغيره إلى الأذان الأول ثم ينام فيقول رفع القلم عن ثلاثة، سبحان الله حشفاً وسوء كيل، أولاً تحريف للنصوص وتلاعب بها ووضع لها في غير مواضعها، ثانياً: تخلف عن الصلوات ومشابهة المنافقين.

قوله " لشهد العشاء ":

وهذا دليل على أن التخلف عن صلاة العشاء من صفات المنافقين، والسبب في تخصيص صلاة العشاء أن المنافق إذا غاب لا يُرى ولا يُعلم بغيابه.

وعلى كل هذا يختلف بإختلاف الأزمان فتلاحظ أن المنافقين يشهدون العشاء ولكنهم يتخلفون عن صلاة العصر لأنها بعد النوم وأما الفجر فهذا كثير.

وفي زماننا هذا عجب عجاب فيعض الناس لا يصلي أبداً إلا الجمعة وبعض الناس لا يصليها ولا يشهدها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير