تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا الخبر ورواه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده وأبو داود والنسائي وعبدالرزاق في المصنف والدارمي وابن حبان في صحيحه وابن خزيمة كلهم من طريق شعبة عن أبي اسحاق السبيعي عن عبدالله بن أبي بصير قال شعبة قال أبو اسحاق سمعته من عبدالله بن أبي بصير ومن أبيه عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم به.

وصححه جمع من الحفاظ منهم العقيلي وابن السكن والحاكم وابن خزيمة وابن حبان وذكر الحافظ ابن حجر في التلخيص عن النووي قال وأشار علي بن المديني إلى صحته.

وعبدالله بن أبي بصير قال بعض أهل العلم عنه بأنه مجهول، ولكن رواية أبي اسحاق السبيعي عنه مع تصحيح هؤلاء الأئمة ترفع جهالته وإن ثبت تصحيح علي بن المديني لهذا الحديث فلا إشكال في صحة الخبر ولا ريب أن جهالة عبدالله مرتفعة، وإن لم يثبت هذا فتصحيح ابن خزيمة وابن حبان والعقيلي رافع لجهالة عبدالله بإذن الله.

فالحديث إسناده جيد وهو دليل على فضيلة صلاة الرجل مع الرجل على صلاة المنفرد وقد تقدم حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه في الصحيحين " صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة " وكلما كان الجمع أكثر في المساجد كان أحب إلى الله فصلاة الأربعة أحب إلى الله من صلاة الاثنين وصلاة الثمانية أحب إلى الله من صلاة الأربعة وهكذا.

وفي هذا الحديث دلالة ظاهرة على أن كثرة الجماعة أفضل من المسجد العتيق وبعض الققهاء يستحب الصلاة في المسجد العتيق وهذا لا دليل عليه ولذلك أخذ هذا بعض العوام حادثة أو أحدوثة فيقولون أن هذا المسجد قديم يعني أن الصلاة فيه أفضل وهذا لا أصل له، والعبرة في كثرة الجماعة وأن يكون المسجد مؤسساً على التقوى وهذا الحديث صريح أن المسجد الذي تكثر جماعته الصلاة فيه أفضل وما كان أكثر فهو أحب إلى الله.

وفي الحديث دليل أيضاً على إثبات صفة المحبة لله تعلى وفيه الرد على الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وأشباههم من أئمة الضلال، وصفة المحبة ثابتة لله فالله يحب كل مؤمن تقي يحب المؤمنين ويحب المقسطين قال تعالى " يحبهم ويحبونه " وقال تعالى " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ".

وقد أنكرت الجمهية وأشباههم هذه الصفة العظيمة الدالة على كمال الله جل وعلا فزعموا أن الله لا يحب فعطلوه عن هذه الصفة العظيمة.

وقد جاء عند الإمام الدارمي في الرد على الجهمية عن خالد القسري أنه خطب الناس يوم الأضحى قال: ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم فقد زعم أن الله لمن يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليماً فنزل فذبحه.

وهذه القصة مشهورة بين أئمة السلف وشهرتها تغني عن إسنادها، فذبح أهل التجهم والتقرب إلى الله بقتلهم وتشريدهم قربة من أعظم القرب إلى الله.

413 - وَعَنْ أُمِّ وَرَقَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا, {أَنَّ اَلنَّبِيَّ r أَمَرَهَا أَنْ تَؤُمَّ أَهْلَ دَارِهَا} رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ, وَصَحَّحَهُ اِبْنُ خُزَيْمَةَ. ().

(الشرح):

وعن أم ورقة رضي الله عنها أن ا لنبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تؤم أهل دارها "

رواه الإمام أبو داود في سننه فقال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال أخبرنا وكيع قال حدثنا الوليد بن عبدالله بن جميع قال حدثتني جدتي وعبدالرحمن بن خلاد عن أم ورقة.

وصححه ابن خزيمة ولكن أعله غير واحد فإن الوليد بن جميع وإن كان صدوقاً على الصحيح -قال عنه الإمام احمد ليس به بأس- ولكن إنفراده بهذا الخبر وتفرد به أيضاً عن شيخيه جدته وابن خلاد وهما مجهولان لا يعرفان فلا يقبل تفردهما بهذا الخبر وأيضاً لم يثبت سماع ابن خلاد من أم ورقة، ولو ثبت فالحديث ضعيف.

وقد احتج به أبو ثور والمحب الطبري وجماعة من العلماء على جواز إمامة المرأة بأهل دارها وأما إمامة المرأة بالرجال الأجانب فهو من الغلط ومن أسباب الضلالات ولم يطرق هذا أسماع المتقدمين، فكون المرأة تؤم الرجل فهذا من أعظم الفتن المروجة للفساد ومن أعظم والمخالفة والمصادمة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يمكن أن يجوز ويتساهل في كون المرأة تؤم الرجال الأجانب في المسجد كلما ركعت أو سجدت نظروا إلى دبرها.

إلا أن محل الحديث عند من صححه أن تؤم المرأة أهل دارها أي محارمها أو عبيدها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير