أما كونها تؤم الرجال الأجانب فهذا غلط محض وضلال بعيد، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم " لن يفلح قوم ولو أمرهم إلى امرأة "، وهذا عام في جميع الولايات ومنها إمامة المسلمين في مساجدهم ومصلياتهم، علماً أن جماهير العلماء لا يجوزون إمامة المرأة ولو لمحارمها.
أما كون المرأة تؤم النساء فهذا لا مانع منه إذا لم يتخذ عادة، فلا مانع من كون المرأة تؤم أهل دارها في بعض الأحيان وقد اختلف الفقهاء حينئذ هل تقف المرأة وسط النساء أم تتقدمهن قولان لأهل العلم والخلاف واسع هنا.
والعلم عند الله.
414 - وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ; {أَنَّ اَلنَّبِيَّ r اِسْتَخْلَفَ اِبْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ, يَؤُمُّ اَلنَّاسَ, وَهُوَ أَعْمَى} رَوَاهُ أَحْمَدُ, وَأَبُو دَاوُد َ ().
415 - وَنَحْوُهُ لِابْنِ حِبَّانَ: عَنْ عَائِشَة َ () رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا.
(الشرح):
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم يؤم الناس وهو أعمى.
هذا الحديث رواه أحمد رحمه الله وأبو داود من طريق عمران بن داور القطان عن قتادة عن أنس بن مالك.
وعمران مختلف فيه قال عنه يحي بن معين ليس بالقوي وضعفه النسائي والعقيلي بينما قال الإمام البخاري رحمه الله صدوق يهم، وهذا هو الذي اعتمده الحافظ ابن حجر في تقريبه وقد أورد الحافظ ابن حجر في التلخيص هذا الخبر من طريق عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
وقال عنه رواه الطبراني وإسناده حسن وجاء هذا الخبر عند ابن حبان في صحيحه من طريق حبيب المعلم عن هشان بن عروة عن أبيه عن عائشة به وسنده صحيح.
وهذا هو المحفوظ بإمامة ابن أم مكتوم لأهل المدينة والحديث فيه فضيلة لأبن أم مكتوم حيث كان محل ثقة عند النبي صلى الله عليه وسلم.
والحديث دليل على صحة إمامة الأعمى واختلفوا أيهما أفضل الإمام الأعمى أم الإمام المبصر فقال بعضهم إمامة الأعمى أفضل لأنه أقرب للخشوع وقال بعضهم المبصر أفضل لأنه أشد توقياً للنجاسات ولأن معظم الأئمة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا مبصرين وليس لهذا الخلاف كبير فائدة والعبرة بالإمام أن يكون تقياً ورعاً قارئاً للقرآن عالماً بما يحتاجه في صلاته.
416 - وَعَنْ اِبْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ r { صَلُّوا عَلَى مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ, وَصَلُّوا خَلْفَ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ} رَوَاهُ اَلدَّارَقُطْنِيُّ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ. ().
(الشرح):
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صلوا على من قال لا اله إلا الله وصلوا خلف من قال لا اله إلا الله ".
هذا الخبر رواه الدارقطني في سننه من طريق عثمان بن عبدالرحمن عن عطاء عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
وعثمان هذا كذبه يحي بن معين ورواه الدارقطني من طريق أبي الوليد المخزومي عن عبيد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً به
وأبو الوليد المخزومي قال عنه ابن عدي متهم بالوضع ولهذا الحديث طرق لا تخلوا من كذاب أو وضاع وضعيف وقد جاء بمعناه عند أبي داود من حديث مكحول عن أبي هريرة مرفوعاً.
وفي سنده انقطاع فإن مكحولاً لم يسمع من أبي هريرة، ولا يصح في الباب شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما روى أبو داود في سننه بسند حسن حديث السائب بن خلاد وهو صحابي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى رجل يبصق في القبلة فقال لا يصل بكم فلما حضرت الصلاة وأراد أن يتقدم جذبوه وقالوا نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم أن تصلي بنا فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليشكي إليه الأمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك آذيت الله ورسوله " أي بسبب البصاق بالقبلة والفسق أعظم أذاً لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ممن يبصق بالقبلة.
¥