وهذه الطبعة سيئة للغاية لأن التخريجات لا منهج لها فمرة يطيل التخريج بلا فائدة، ومرة أخرى يمر على الحديث والأثر بدون أن يتكلم عليه. ثم تعليقاته العلمية لا معنى لها في الغالب بل فيها تعليقات غير مستساغة.
وبالجملة فإن هذا الكتاب النفيس يحتاج إلى تحقيق جديد لعالم مجيد يخرج أحاديثه وآثاره ويدقق نصه ويرقم أحاديثه ترقيماً سيسهل الرجوع إليها والإحالة عليها، ويعلق على ما لابد له من تعليق، دون قصور في ذلك كله ولا طول ممل.
وأختم هذا الباب بقصة طريفة تدلك على مدى هجران الناس لهذا الكتاب النفيس تعصباً للمذاهب.
قال العلامة السيد محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى عن صديقه إمام الشام العلامة محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332 هـ) رحمه الله تعالى:
>.
الباب الثاني
1 - منهج المحلى بالجملة
قال شيخنا الجد، سلمه الله: >.
ويبدأ " المحلى" بمقدمة مختصرة يقول فيها:
>.
ثم افتتح الكتاب بكتاب التوحيد، حيث بين فيه عقيدته بدلائلها، ثم كتاب الأصول فبين فيه أصوله الفقهية التي شرحها في "الإحكام في أصول الأحكام" ولخصها في "النبذ".
وبعد ذلك يدخل على الترتيب الفقهي المعتاد بادئاً بكتاب الطهارة منتهياً إلى كتاب الحدود والتعزير.
ويفتتح ابن حزم كل كتاب من كتب "المحلى" بمسألة تلو مسألة. فيقول مسألة: ويذكر الحكم الذي يراه مجرداً ثم يستدل عليه بآية إن وجدت ثم يقول: قال أبو محمد أو قال علي، يعني نفسه، ولا أدري هل هذا من قوله أو من قول أحد تلاميذه.
ثم يبدأ الاستدلال بالحديث بذكر سنده وبالآثار السلفية الموافقة لما ذهب إليه والمخالفة له ويذكر دلائل أصحابها بالأسانيد المتصلة ويتكلم على إسنادها ورجالها.
ويقوي حجته كذلك بالأصول التي رسمها في البداية، ويطيل النفس في المسألة الواحدة حتى تبلغ الصفحات ذوات العدد ويعنف على المخالف خاصة المقلدين للأئمة لأنه يعتبرهم قد استبصروا الحق لكن أعماهم التقليد.
ولا يخفاك أن ابن حزم يحرم التقليد تحريماً باتّاً ويرى أنه بدعة منكرة حدثت بعد القرون الفاضلة، ولذلك تراه لا يفتأ يشتد نكيره على المقلدة للأئمة رحمهم الله تعالى.
ومما يجدر ذكره أن ابن حزم مات ولم يكمل "المحلى" فأكمله ولده أبو رافع الفضل، رحمه الله تعالى، وذلك من المجلد العاشر إلى آخر الكتاب، من المسألة رقم (2023) إلى (2308).
قال جدي، حفظه الله تعالى، في ذكر طريقة ابن حزم: .
وقال، أمتع الله به: >.
¥