تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مات و الأمة الاسلامية في أشد الحاجة الى علماء من أمثاله و الى علومه النادرة التي ليس لها مثيل و ها قد مضى شهر على وفاة الشيخ محمد مال الله عبدالله الخالدي رحمه الله تعالى رحمة واسعة، لقد مات الشيخ مبكرا و هو في الأوج من شبابه عن عمر ناهز الثالثة و الأربعين و خلّف وراءه سبعة أطفال أكبرهم عبدالرحمن الذي لم يتجاوز الحادية و العشرين و معاذ و سفيان و مروان و ثلاث بنات حفظهم الله تعالى من كيد الأعداء الحاقدين و أهل الضلالة، لقد كان من العلماء اللذين لم يظهروا في الصورة و كان يعمل و يكتب في صمت و كان يكره حب الظهور و الرياء.

مولده:

ولد الشيخ محمد بن مال الل بن عبدالله الخالدي في مدينة المحرق في منطقة حالة أبي ماهر

أصله:

من قبيلة بني خالد في نجد من قبيلة بني خالد فخذ المهاشير و هاجر أجداده الى البحرين منذ زمن بعيد و استقروا فيها

تخرّج من مدرسة الهداية الخليفية في المحرق و بعث الى الأزهر لتكملة دراسته لأنه كان من العشرين الأوائل على البحرين و لكن ظروفه لم تسمح بسفره بعد أن توفي والده قبل السفر بعدة أيام فقد تأثر بفكر الشيخ بن باز و الشيخ بن عثيمين رحمهما الله تعالى و الشيخ ابن جبرين و الشيخ الفوزان و الشيخ بكر أبو زيد حفظهم الله تعالى ثم عمل في وزارة العدل و الشؤون الاسلامية و في الثمانينات أصبح خطيبا لمسجد (الخير) في مدينة حمد ثم أصبح خطيبا لجامع (فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه و سلّم و رضي عنها)

في مدينة حمد،ثم أصبح مأذونا شرعيا في أواخر الثمانينات رغم صغر سنّه لقد كان في العشرينات من عمره عندما أصبح خطيبا و كان ذو شخصية قوية، لقد كان شديد الذكاء قوي الحفظ فصيح اللسان خفيف الظل كريما سخيا رقيق القلب يحب المزاح و التلطف في الكلام، كان حنونا جدا على أهله و عطوفا بارا بوالدته و محبا لها كثيرا و لقد بكته أمه كثيرا بعد وفاته، جاءته مكالمة هاتفية قبل وفاته بشهر تخبره بأن أمه في المستشفى بين الحياة و الموت فحزن كثيرا عليها و صمّم على أن يذهب لوداعها مع انه كان لا يستطيع المشي الا قليلا بعد أن أصيب بجلطة دماغية جعلته عاجزا عن المشي الا بصعوبة، لقد أخذه ابنه عبدالرحمن بالكرسي المتحرك الى المستشفى لوداعها ظنا منه انه لن يراها مرة أخرى فأخذ يقبّلها و تقبله و قالت له انها راضية عنه من قلبها لأنه أفضل أولادها الى قلبها و لأنه بار بها و سبحان الله فشاء القدر أن تشفى أمه قبل وفاته بعدة أيام بعد أن شفت من داء القلب و كانت قد أصبحت عمياء لا ترى أي شيء و بعد أن أجريت لها العملية في عين واحدة أصبحت ترى قليلا.لقد فرحت جدا عندما شاهدت وجه ابنها لأول مرة قبل أن يموت بعد أيام طويلة و ليالي

من العمى و الظلام فقالت له (أنا سعيدة لأنني أشاهد وجهك لأول مرة منذ زمن بعيد .. لقد اشتقت الى رؤية وجهك كثيرا) فكانت هذه آخر مرة تشاهد فيها وجه ولدها رحمه الله تعالى، نسأل الله العظيم أن يلهمها الصبر على مصيبتها لقد توفي لها تسعة أولاد حتى الآن و قد أصيبت بالعمى بسبب كثرة الدموع و الحزن عليهم. و في العام الماضي توفت كبرى بناتها و في هذا العام توفى أعز أولادها الى قلبها ..

فشاء القدر أن تعيش هي و تخرج من المستشفى و يموت هو بعد أن ذهب الى وداعها

كان رحمه الله من الشخصيات النادرة التي تجعلك غير قدير البتة على الوفاء بحقوقها العامة لا في الحياة و لا في الممات .. لقد كان غزير الآثار لقد ألّف أول كتابا له و هو في العشرين من عمره بعد أن قرأ كثيرا و تأثر كثيرا بعلم ابن خاله الشيخ عبدالله السبت حفظه الله تعالى في الكويت و تعلم العلم الغزير منه و ساعده كثيرا في تعلم العقيدة السلفية السليمة و كان أول شخص ينشر العقيدة السلفية السليمة في البحرين و أنشأ مع الشيخ خالد آل خليفة أول مكتبة سلفية أثرية في البحرين (مكتبة ابن تيمية)

و تأثر كثيرا بمؤلفات الشيخ احسان الهي الذي كان يكتب عن عقيدة الشيعة و بدعهم وضلالهم و سار على نهجه و دربه لقد أكمل مشواره بعد أن قتل الشيخ احسان الهي

في باكستان من قبل الرافضة حسبنا الله و نعم الوكيل رحم الله الشيخ احسان رحمة واسعة اللهم اجعله من الشهداء و ادخله فسيح جناتك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير