4 - المحاسبة اليومية من أهم أعمال هذه الخلوة، فالزم نفسك المحاسبة، والتزم بالكلمات الخمس:
*- المشارطة: أن تشترط على نفسك صبيحة كل يوم أن تسلمها رأس المال وهو العمر (24 ساعة)، والأدوات: وهي القلب والجوارح، وتشترط عليها أن تضمن لك بذلك الجنة بالأعمال الصالحة آخر النهار.
*- المراقبة: أن تراقب نفسك طيلة اليوم، فإنَّ همَّت بمعصية ذكَّرْتَها بالمشارطة، وإن توانت عن طاعة زجرتها بالمشارطة.
*- المحاسبة: أن تستعرض شريط يومك نهاية كل يوم، وبالورقة والقلم يتم حساب الخسائر والأرباح، ومعرفة مصير المشاركة مع النفس.
*- المعاتبة: أن يحصل عتاب على التقصير.
*- المعاقبة: أن يتم العقاب على الذنوب والغفلة، فتعاقب نفسك بحرمانها من بعض شهواتها، وإلزامها بزيادة قرباتها، بذلك تنجو من شرها، وتقودها سالمة إلى ربها، والله المستعان.
اعتياد هذا الاعتكاف بهذا البرنامج يومياً يؤدي إلى تلافي الأخطاء، وإصلاح الأحوال فاصبر، والزم تلتزم.
6 - الذكر.
قال الله تعالى: " الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم " [آل عمران/191]
وقال جل وعلا: " الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " [الرعد/28]
وقال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " دلني على عمل أتشبث به قال: لا يزال لسانك رطباً بذكر الله ".
وفي الكلمات الخمس التي أمر الله بها يحيى بن زكريا ـ عليهما السلام ـ أن يعمل بها، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن: " وآمركم أن تذكروا الله، فإنَّ مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا، حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله ".
الذكر نجاه، ذكر الله بركة، ذكر الله هداية، ذكر الله نعمة ونعيم، وقرة عين، وأنس روح، وسعادة نفس، وقوة قلب، نعم ذكر الله روح وريحان، وجنة نعيم.
• عوِّد لسانك: رب اغفر لي فإنَّ لله ساعات لا يرد فيها سائلاً.
• الأذكار الموظفة في اليوم والليلة افرضها على نفسك فرضاً، وعاقب نفسك على التفريط في شيء منها، وهي أذكار دخول البيت والخروج منه، وكذا المسجد وكذا الخلاء، وأذكار الطعام والشراب واللباس، والوضوء والصلاة والنوم والجماع، وأذكار الصباح والمساء.
• احمل في جيبك المصحف، وكتاب حصن المسلم، ولا تفرط فيهما أبداً.
• احفظ الأذكار، وراجعها دائماً على الكتاب، واسأل عن معناها، وافهم ما تقول.
• كثرة الصلاة على النَّبي صلى الله عليه وسلم بلا عدد محصور تزيل الهمّ.
• كثرة الاستغفار تزيد القوة.
• الباقيات الصالحات: " سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله " خير ثواباً وخير أملاً.
• التهليل قول: " لا إله إلا الله " حصن حصين من الشيطان، والحوقلة قول: " لا حول ولا قوة إلا بالله " كنز من كنوز العرش.
• سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ثقيلتان في الميزان.
عموماً قال الله تعالى: " فاذكروني أذكركم " [البقرة/152] فاذكر الله يذكرك، ولا تنْسه فينساك.
عبودية المال:
المال فتنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال "
ونحن في زمن الماديات، وصراع الناس على الكماليات، وهموم الناس الدنيئة التي خرَّبت قلوبهم وعلاقتهم بربهم في زمن التعاسة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعس عبد الدرهم والدينار ".
في هذا الزمن الحرج يحتاج الإنسان إلى التخلص من ربقة المادية الطاغية؛ وذلك ببذل المال، قال تعالى: " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " [الحشر/9]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الصدقة برهان " أي دليل على حب صاحبها لله.
فهيا ـ أخي طالب التربية ـ لتربي نفسك على الزهد في الدنيا:
*- ألا يكون للدنيا أي قيمة في قلبك، فهي لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فلا تفرح بإقبالها، ولا تحزن على إدبارها، ولتستوِ عندك الحالتان؛ لأنك عبد للمعطي المانع قال تعالى: " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور " [الحديد/23]
قيل للإمام أحمد بن حنبل: الرجل يملك ألف دينار ويكون زهداً!!
قال: نعم. قيل: كيف؟! قال: إذا لم يفرح إذا زادت، ولم يحزن إذا نقصت.
¥