تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وتعجب من أسلوبه في إحصاء الروايات والتي بلغ الضعيف منها في تعداده 86 فقرة، فقد ذكر عقب ذلك (في ص77) أن عدد الروايات الصحيحة والحسنة الواردة في مثالب أبي حنيفة 75 فقرة فكأنه يريد أن يقول: (عندنا 161 فقرة مروية في المثالب عدد الضعيف منها أكثر من الصحيح فنردها كلها لذلك) وهذا من عجائب ما سطره الشيخ ولا أظن أحداً سبقه إلى ذلك! هب أن عندنا مائة رواية ضعيفة في مسألة، ثم جاءت من طريق واحد صحيح أفيدل ذلك على ضعفها؟ أم يقال: قد ثبتت من طريق وسائر الطرق الأخرى شواهد لها؟

فكيف إذا وجد لها سبعون طريقاً صحيحاً؟

وقوله: (إن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال فمن باب أولى أنه إذا لم يصح سند هذه الروايات فلا يصح متنها لما سأبينه) من أوهامه وهذا الكلام لا يتأتى هنا ولا معنى له إذ الاحتمال إنما يكون في الروايات المتشابهة والتي ظاهرها التعارض أما هنا فالروايات كلها متفقة على ذم أبي حنيفة وقدحه والطعن فيه فمثلها لا يتطرق الاحتمال إليه بل على العكس من ذلك فيقال: إن كثرة طرقها وتعدد أسانيدها مع اختلاف مخارجها يدل على ثبوتها بل يقطع بصحتها لو فرض أنها لم ترد إلا من هذه الطرق الضعيفة فكيف إذا جاءت من طرق أخرى صحيحة؟

ومن أوهام الشيخ في عده للفقرات التي زعم أنها ضعيفة ذكره للفقرات: 297، 298، 301، وهي في الحقيقة أثر واحد مروي بإسناد واحد وقد حكم عليه الشيخ نفسه بالصحة في ص200.

وإليك بيان ذلك وتوضيحه: ففي ص200 فقرة رقم 297 قال الإمام عبد الله: (حدثنا إبراهيم بن الحجاج الناجي ثنا حماد بن زيد قال: جلست إلى أبي حنيفة بمكة، فجاءه رجل فقال: لبست النعلين، أو قال: لبست السراويل وأنا محرم أو قال لبست الخفين وأنا محرم فقال أبو حنيفة: عليك دم. فقلت للرجل: وجدت نعلين أو وجدت إزاراً؟ قال: لا فقلت: يا أبا حنيفة إن هذا يزعم أنه لم يجد قال: سواء وجد أو لم يجد.

قال حماد: فقلت: حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (السراويل لمن لم يجد الإزار، والخفين لمن لم يجد النعلين).

298 () وحدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (السراويل لمن لم يجد الإزار والخفين لمن لم يجد النعلين).

فقال (يعني أبا حنيفة) بيده وحرك إبراهيم بن الحجاج يده أي: لا شيء فقلت له: فأنت عن من؟

قال: نا حماد عن إبراهيم قال: عليه دم وجد أو لم يجد.

قال: فقمت من عنده فتلقاني الحجاج بن أرطأه داخل المسجد، فقلت له: يا أبا أرطأه ما تقول في محرم لبس السراويل ولم يجد الإزار، ولبس الخفين ولم يجد النعلين؟ فقال: 299 () – حدثني عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال… فذكر الحديث.

300 () – قال: وحدثني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال… فذكر الحديث.

301 () – قال: وحدثني أبو إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه أنه قال: السراويل لمن لم يجد الإزار والخفين لمن لم يجد النعلين.

قال: فقلت له: ما بال صاحبكم قال كذا وكذا؟ قال: ففي ذاك وصاحب من ذاك قبح الله ذاك) ا. هـ

قال سمير: ليس ها هنا إلا أثر واحد رواه الإمام عبد الله عن إبراهيم الناجي وهو ثقة عن حماد بن زيد وهو إمام ثقة حافظ.

فماذا صنع الشيخ؟

قطع الأثر إلى خمس فقرات ابتداءاً من فقرة 297 إلى فقرة 301 كما رأيت وحكم على الأولى (فقرة رقم 297) بأن إسنادها صحيح وضعف التي تليها بحجاج بن أرطأه وسكت عن الثالثة والرابعة وضعف الخامسة بالحارث الأعور ثم ذكر في المقدمة الفقرات 297، 298، 301 ضمن المرويات الضعيفة في مثالب أبي حنيفة وسكت عن فقرتي 299، 300! وهذا من عجائب صنيع الشيخ في هذا الكتاب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير