ذكره العلائي في الطبقة الثانية [ص 113] وخالفه ابن حجر فذكره في الثالثة [ص 86] وهي:)) من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع ((.
وقد أعل الشيخ روايته في ثلاثة مواضع ص [405، 427،428] وكلها صرح فيها بالتحديث، فخالف بذلك مذهب الأئمة وإجماع الأمة.
ففي الموضع الأول [ص 405] قال حميد:)) لا أعلمني إلا قد سمعته من ثابت عن الحسن بن علي ... ((.
وفي الثاني [ص 427] قال:)) قدم الحسن مكة ... فكلمت الحسن فقلت: يا أبا سعيد ... ((.
وفي الثالث [ص 428] قال:)) قرأت على الحسن ... القرآن أجمع من أوله إلى آخره ... ((.
فتضعيف الشيخ لحديث حميد، مع تصريحه بالتحديث مصيبة ()، فإن حميداً من الأثبات المكثرين وقد روى له الجماعة.
ثم تناقض الشيخ فصحح رواية من طريق حميد الطويل في [ص 436] لم يصرح فيها بالسماع. فما بقي لنا إلا الاسترجاع.
[9]- حبيب بن أبي ثابت. إمام ثقة. أخرج له الجماعة.
ذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة الثالثة [ص 84].
وقد أعل الشيخ رواياته التي لم يصرح فيها بالتحديث، منها في [ص 268] حديث)) لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن ((وقد ورد إسناده هكذا:)) جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء ... ((.
قال الشيخ:)) إسناده ضعيف ((ثم أشار إلى السبب وهو عنعنة حبيب.
قال سمير: أغفل عنعنة الأعمش وهي عند الشيخ غير مقبولة كما تقدم.
ثم إن الحديث المذكور صححه الإمام أحمد وإسحاق وابن تيمية والذهبي، كما حرر ذلك العلامة المحقق حمود التويجري رحمه الله، في كتابه "عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن".
نعم، قد نعذر الشيخ القحطاني لأنه قلد في هذا العلامة الشيخ الألباني، لكنه غير معذور في موضع آخر. فقد أعل رواية لحبيب ليس فيها تدليس ولا إرسال، في [ص 333] وإليك الإسناد:)) منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن حبيب قال: كنت عند سعيد بن جبير في مسجد فتذاكرنا ... ((.
قال الشيخ:)) في سنده حبيب هو ابن أبي ثابت ثقة فقيه جليل كثير الإرسال والتدليس ((.
قال سمير: فأي إرسال أو تدليس، وحبيب يقول:)) كنت عند سعيد .. ((؟ وتعجب كيف أغفل هنا عنعنة الأعمش مع أنها أولى بإعلال الرواية بها، على قاعدة الشيخ، أما نحن فنقبلها كما قبلها المحققون.
[10]- أبو الزبير المكي. تابعي ثقة مدلس. أخرج له الجماعة ().
وأكثر عنه مسلم. ذكره العلائي في الطبقة الثالثة [ص113] وابن حجر [ص 108].
وقفت على خمس روايات في كتاب "السنة" من طريق أبي الزبير المكي، عنعن في واحدة منها في [ص 640] وصرح في الباقية بالسماع في [248،249،416،601] فضعفها الشيخ كلها بلا استثناء، فخالف بذلك جمهور العلماء ()، خاصة وأن ثلاثة منها من روايته عن جابر، وهو من أحفظ الناس لحديثه.
[11]- عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. إمام ثقة فقيه. أخرج له الجماعة. ذكره العلائي في الطبقة الثانية [ص 113] وخالفه ابن حجر فذكره في الثالثة [ص95].
أعل الشيخ القحطاني روايتين من طريقه [ص 248، 601] مع أنه صرح فيهما بالتحديث، وقبله في رواية ثالثة [ص 249] فتناقض.
وتضعيف الشيخ ما صرح من حديثه بالسماع، كارثة، فإن ابن جريج من المكثرين، ولا أعلم أحداً وافق الشيخ على ذلك، والله المستعان.
[12]- الوليد بن مسلم. ثقة مدلس. أخرج له الجماعة.
قال الحافظ في هدي الساري [ص450]:)) مشهور متفق على توثيقه في نفسه، وإنما عابوا عليه كثرة التدليس والتسوية ((وذكره في الطبقة الرابعة من المدلسين [ص 134] وكذا العلائي [ص 113] وهي:)) من اتفقوا على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع لغلبة تدليسهم وكثرته على الضعفاء والمجهولين ((.
أعل الشيخ القحطاني رواياته التي أمن تدليسه فيها:
* ففي ص [199] قال الإمام عبد الله:)) حدثني أبو معمر عن الوليد بن مسلم قال: قال مالك بن أنس: أيذكر أبو حنيفة ببلدكم؟ قلت: نعم. قال: ما ينبغي لبلدكم أن يسكن ((().
وفي ص [332 - 333] قال الوليد:)) سمعت أبا عمرو -يعني الأوزاعي- ومالكاً وسعيد بن عبد العزيز يقولون: ليس للإيمان منتهى ((.
وفي ص [356] إسناده هكذا:)) ... الوليد بن مسلم نا عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله أن سليمان بن حبيب حدثهم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه ... ((.
فأمن هنا تدليسه، إذ صرح بالتحديث هو ومن فوقه.
¥