قال سمير: أولا: أبو صالح هذا ليس هو ذكوان الثقة الثبت، بل هو باذام مولى أم هاني الضعيف.
ثانياً: ليس هناك انقطاع، لأن باذام يروي عن عكرمة روى عنه إسماعيل بن أبي خالد وإسماعيل السدي. كذا في تهذيب الكمال [4/ 6].
[5]- ص501 روى الإمام عبد الله بإسناده عن قتادة نا النضر بن أنس عن ربيعة الجرشي في قول الله عز وجل: {والأرْضُ جَميعاً قَبضتهُ يَومَ القيامَةِ ... } الخ.
قال الشيخ:)) فيه انقطاع بين ربيعة والنضر ((.
قال سمير: النضر بن أنس بن مالك ثقة. روى عن أبيه وابن عباس، ولم يوصف بالتدليس وذكر الحافظ أنه من الثالثة مات سنة بضع ومائة. [التقريب 7131].
وربيعة بن عمرو الجرشي مختلف في صحبته. قتل سنة أربع وستين [التقريب 1915]، فلا يبعد لقيه والرواية عنه.
ولم أجد من أثبتها ولا من نفاها. ثم وجدت في الإصابة [1/ 497] في ترجمة ربيعة:)) وروى الطبراني بإسناد صحيح عن قتادة عن النضر بن أنس أنه حدثه عن ربيعة الجرشي، وله صحبة، قال، في قوله تعالى: {والأرْضُ جَميعاً قَبضتُهُ ... } فذكره نحوه.
فحكم الحافظ على الإسناد بالصحة يحتمل أن يقصد به كامل الإسناد والله أعلم. وعلى كل حال فجزم الشيخ القحطاني بالانقطاع فيه نظر إذ لم يذكر مستنده في ذلك.
[6]- ص 505 روى الإمام عبد الله بإسناده عن يعقوب القمي عن جعفر بن دينار عن سعيد بن جيبر في قوله تعالى: {وَيَحملُ عرشَ ربِّكَ فوْقَهم يومئذٍ ثمانيةٌ} قال: ثمانية صفوف من الملائكة.
قال القحطاني:)) فيه انقطاع بين القمي وسعيد بن جبير ((.
قال سمير: هذا من أوهام الشيخ، أصلحه الله، فالقمي لم يروه عن سعيد بن جبير، كما ترى، بل يرويه بواسطة جعفر بن دينار، وجعفر هذا مترجم في التهذيب [2/ 108] وفيه أنه يروي عن سعيد بن جبير، ويعقوب القمي يروي عن جعفر. انظر التهذيب [11/ 391].
[ج] الخلط بين المسند والمسند إليه.
الشيخ لا يفرق في الحكم على الإسناد، بين المسند، وهم رواة الإسناد، وبين المسند إليه الخبر، قولاً كان أو فعلاً أو غيره، وهو من أعجب ما رأيته ووقفت عليه، وما أكثر العجائب عند الشيخ!
وإليك أمثلة من ذلك:
[1]- ص 107 روى الإمام عبد الله بإسناده إلى خارجة بن مصعب أنه قال:)) الجهمية كفار، بلغوا نساءهم أنهن طوالق ... ((الخ.
قال الشيخ:)) في سنده كذاب وهو خارجة ((.
قال سمير: وخارجة ليس من رجال الإسناد، بل هو القائل، ثم هو ليس بكذاب. وقد مر التنبيه عليه من قبل في الفصل الأول عند الكلام على هذا الأثر والكلمة التي أنكرها الشيخ فيه، فشنع من أجلها على خارجة.
[2]- ص 173 روى الإمام عبد الله بإسناده عن هارون بن موسى الفروي سمعت عبد الملك بن الماجشون يقول:)) من قال القرآن مخلوق فهو كافر ... ((.
قال الشيخ:)) في سنده عبد الملك بن الماجشون .. صدوق له أغلاط في الحديث ((.
قال سمير: عبد الملك ليس راوياً هنا، بل القول مسند إليه، والإسناد يبدأ من هارون بن موسى، وقد أغفل الشيخ ذكره، وترجمه الحافظ في التقريب [7245] وقال:)) لا بأس به ((.
[3]-ص 224 قال الإمام عبد الله: حدثني أبو الفضل حدثني أسود بن سالم قال:)) إذا جاء الأثر ألقينا رأي ... ((الخ.
قال الشيخ:)) في إسناده أسود بن سالم لم أعرف له ترجمة وقد تقدم في (280) ".
قال سمير: أولاً: أسود بن سالم ليس راوياً، بل هذا قول يروى عنه.
ثانيا: رجعنا إلى الأثر المتقدم (رقم 280) كما أشار الشيخ فوجدناه ترجم لأسود بن سالم وقال:)) أبو محمد العابد. روى عنه أبو الفضل الخراساني. كان معروفاً بالخير. وقد وثقه ابن جرير الطبري. مات سنة 213هـ. تاريخ بغداد (7/ 35) ((، فكيف يزعم أنه لم يعرفه؟ !
وقد تكرر هذا من الشيخ، أصلحه الله، فضعف رواية لأسود بن سالم بحجة أنه لم يعرفه، كما في ص [225/رقم 395] حيث قال:)) لم أقف له على ترجمة ((، وهو ليس راوياً أيضاً بل هو القائل!
[4]-ص 286 روى الإمام عبد الله بإسناده عن محمد بن حميد عن أبي تميلة قال: سألت نوح بن أبي مريم أبا عصمة: كيف كلم الله عز وجل موسى عليه السلام؟ قال:)) مشافهة ((.
قال الشيخ:)) في إسناده كذاب ((.
قال سمير: يعني نوح بن أبي مريم، وهو ليس راوياً كما ترى، فلا علاقة لقوله هنا بالكذب في الحديث، وقد كان من الفقهاء وكان يسمى الجامع، لجمعه للعلوم، وكان قاضي مرو في عهد المنصور.
¥