قال سمير: أصلح الله الشيخ، شريك من كبار الأئمة ومن المكثرين في الرواية، وضعفه إنما هو من سوء حفظه، وهذه الواقعة لا علاقة لها بسوء الحفظ، فقد شهدها بمعية حسن بن صالح الثقة، والراوي عنهما يحيى بن آدم ثقة حافظ، وعنه أحمد القطان الصدوق.
[7]-ص 229 قال الإمام عبد الله: حدثنا أبو معمر عن إسحاق بن الطباع قال: قال محمد بن جابر سمعت أبا حنيفة في مسجد الكوفة يقول:)) أخطأ عمر بن الخطاب فأخذت كفاً من حصى فضربت به وجهه وصدره ((.
قال الشيخ:)) في إسناده محمد بن جابر صدوق سيء الحفظ ((.
قال سمير: وما علاقة سوء الحفظ بواقعة شهدها وكان طرفاً فيها؟
[8]-ص 270 قال الإمام عبد الله: حدثني محمد بن إسحاق الصاغاني نا سليمان بن حرب ومحمد بن كثير قالا: نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم ...
قال الشيخ:)) في إسناده محمد بن كثير صدوق كثير الغلط ((.
قال سمير: قد توبع أمامك من قبل سليمان بن حرب وهو ثقة إمام حافظ.
[9]-ص 335 قال الإمام عبد الله: حدثني سويد بن سعيد نا حفص بن غياث وعبد الله بن الأجلح عن الحسن بن عبيد الله ... الخ.
قال الشيخ:)) في إسناده حفص بن غياث: ثقة فقيه تغير حفظه. تقدم في (316) ((.
قال سمير: رجعت إلى الأثر المتقدم برقم (316) في ص 205 فوجدت الشيخ حكم على إسناد رواية من طريق حفص بن غياث بالصحة! فكيف يضعفه هنا؟ وحفص هذا أخرج له الجماعة.
ثم هو هنا تابعه عبد الله بن الأجلح الذي ساق الشيخ ترجمته من التقريب وقال:)) صدوق ((، فلم يبق شك في صحة الإسناد.
[10]-ص 352 قال الإمام عبد الله: حدثني أبي نا يحيى بن سعيد عن عوف قال: قال الحسن:)) يجانبه الإيمان ما دام كذلك، فإن راجع راجعه الإيمان ((.
قال الشيخ:)) في إسناده عوف بن أبي جميلة ثقة رمي بالقدر وبالتشيع وقد روى عن الحسن البصري ((.
قال سمير: بل الإسناد صحيح، وعوف أخرج له الجماعة.
[11]-ص 426 قال الإمام عبد الله: حدثني أبي نا وكيع ومحمد بن بشر قالا نا سفيان قال وكيع عن رجل عن مجاهد، وقال ابن بشر عن علي بن بذيمة عن مجاهد في قوله عز وجل: {إني أعلمُ ما لاَ تعلَمُون} قال:)) علم من إبليس المعصية وخلقه لها ((.
قال الشيخ:)) في سنده مجهول ((.
قال سمير: ها هنا طريقان: الأول: وكيع عن سفيان عن رجل عن مجاهد. فهذا فيه مجهول.
والثاني: محمد بن بشر عن سفيان عن علي بن بذيمة عن مجاهد. وهو صحيح.
[12]-ص 483 روى الإمام عبد الله من طريق هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:)) ليس الخبر كالمعاينة ... ((الحديث.
قال الشيخ:)) فيه عنعنة هشيم ورجاله ثقات ((.
قال سمير: هشيم ذكره العلائي في جامع التحصيل [ص113] في الطبقة الثانية، واحتج به الجماعة وأخرجوا له.
وهذا الإسناد صححه الحاكم على شرط الشيخين، وابن حبان في الموارد [ص510] والألباني في المشكاة [5738] وأحمد شاكر في شرح المسند [2447] فمن أنت يا قحطاني بجانب هؤلاء؟
[13]-ص 643 قال الإمام عبد الله: حدثني أبي نا وكيع عن حماد بن سلمة عن أبي غالب عن أبي أمامة أنه رأى رؤوساً منصوبة على درج مسجد دمشق، فقال أبو أمامة:)) كلاب النار ثلاثاً. شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه ... قلت لأبي أمامة: أنت سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال ... ((.
قال الشيخ:)) في سنده أبو غالب صدوق يرسل، عنعن عن أبي أمامة ((.
قال سمير: أولا: من أين أتى الشيخ بقوله: صدوق يرسل؟ عبارة التقريب [8298])) صدوق يخطيء ((.
ثانياً: هذه الرواية صريحة في السماع، فهو القائل لأبي أمامة:)) قلت: أنت سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
ثالثاً: ما عذر الشيخ عن مثل هذه الأوهام؟
تكميل:
قد رأيت جرأة الشيخ في تضعيفه للأحاديث الصحيحة، وتجريحه للرواة الثقات، مع قلة بضاعته في علم الحديث. ويؤكد ذلك أيضاً نقده لأسانيد روايات الصحيحين وسياقه لتراجم الرواة، رجلاً رجلاً، كأنه لم يقنع بتصحيح البخاري ومسلم!
خذ مثلاً على ذلك الآثار (412، 415، 416، 422، 429، 437، 438، 488، 490، 571، 759، 842، 858، 860، 862، .... ) وغيرها.
[و]- تصحيح الروايات الضعيفة.
¥