تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بحث عن حجية الحديث الحسن ومعناه]

ـ[محمد مصطفى]ــــــــ[15 - 06 - 03, 06:04 م]ـ

(ِسْمِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

... هذا بحث مقدم من الأخ محمد جلمد (مصر- بورسعيد)

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ثم أما بعد،

فإن الله سبحانه وتعالى أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، أمرنا بطاعته واقتفاء أثره وتتبعه بلا علة ولا سبب ولا سؤال،

فقال سبحانه: " وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا "] سورة النور: 54 [،

وقال سبحانه: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا "] سورة الأحزاب: 21 [،

وقال سبحانه: " مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا "] سورة النساء:80 [.

ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بوحي ولا ينهي إلا بوحي ولا يسكت عن شيء إلا بوحي، وهو صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى في الرضا ولا في الغضب، قال الله عز وجل: " وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ، لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ] الحاقة: 44، 45 [وقال سبحانه: " وما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى "] النجم: 3، 4 [.

وقال صلى الله عليه وسلم: " إنما أوتيت القرآن ومثله معه " فدل على أن ما ثبت عنه _ بأبي هو وأمي _ وحي كالقرآن، كلاهما من عند الله.

فإذا كنا قد أمرنا بطاعة هذا الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وآمنا بأنه لا يقول إلا بوحي من الله، فإن من لوازم هذا الإيمان أن كل من قال برأيه أو اجتهاده أو استحسانه أو قياسه بخلاف ما أوحى الله به إلى رسوله فقوله غير مقبول وحكمه مردود ولو كان إمام الدنيا كلها، إذ الوحيد الذي أمرنا بطاعته هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي الهاشمي صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله سبحانه مبينا لمجمل القرآن ومفسرا له، قال تعالى: " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "] النحل: 44 [، فإذا نزلت آية مسح الرأس مثلا سوف يختلف فيها الناس، كم عدد مرات المسح؟ من الأمام للخلف أو العكس؟ كل الرأس أم بعضه؟ هنا يأتي البيان، هنا يأتي النور المبين الذي يبدد ظلمات الاختلاف والفرقة، هنا يأتي محمد صلى الله عليه وسلم ليفرق بين صراط الله المستقيم وبين السبل ويبين لنا طريقة مسح الرأس.

هذا هو دوره، هذه هي مهمته، هذه هي رسالته صلى الله عليه وسلم. فكل من وافق قوله في مسح الرأس فعله صلى الله عليه وسلم فقد أصاب وإن كان عبدا أسودا لا بباليه الناس باله، ومن خالفه فقوله ساقط مردود مأجورا كان أو مأزورا. وبالمثل في الحج والعمرة والصلاة و الزكاة والصيام وكل الشر ع المطهر، من سيبين؟ من سيفصل؟ إنه هو، لا أحد غيره الذي جاء مأمورا بالبلاغ فخاطبه ربه سبحانه قائلا: " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ "] المائدة: 67 [وجاء مأمورا بالبيان فخاطبه ربه سبحانه قائلا: " وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "] النحل: 64 [.

هذا النبي صلى الله عليه وسلم لم نره ولم نسمعه، لكن الملك تعهد بحفظ دينه فقال سبحانه " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " فسخر سبحانه وتعالى من نقل لنا ميراث محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى رأس فقهاء النقلة أصحابه الكرام رضي الله عنهم، نقلوا هذا الميراث بكل دقة نقلوا الأمر والنهي والضحك والتبسم والغضب والحزن نقلوا كل شيء، كيف لا؟! وقد تعهد سبحانه بحفظ الدين؟! وهكذا سارت سفينة الحديث من الصحابة إلى التابعين إلى تابعيهم حتى عصر التدوين الذي جمعت فيه السنة في كتب ودواوين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير