تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كيف يقال على راوي متروك أو لا يحتج بهذا الراوي أو هذا الراوي ثقة؟

هل الأمر بالرأي؟

هل الأمر بالهوى؟

هل الأمر بالمعرفة الشخصية والعلاقات الفردية؟

هل الأمر بالنقل عن الشيوخ؟

بالطبع الأمر غير ذلك، الأمر له طريقة علمية تجعل من تضعيف الرواة وتوثيقهم عملية متوارثة عبر أجيال هذه الأمة التي اختصها الله سبحانه بهذا العلم الشريف، أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فطالب الحديث إن علم طريقة الكلام في الرواة وكيف هي فله أن يتكلم في الرواة ولو بعد ألف عام!!! ولكن كيف يكون هذا؟!!

الأمر كما قال شيخ العلل العالم بها وشيخ الإمام البخاري رحمهما الله تعالي علي بن المديني، قال: الباب إذا لم تجمع طرقه لم تتبين علله.

فيا لها من مقولة عظيمة لمن عقلها ووعاها!!

فنقول: وكذا الراوي إذا لم يجمع حديثه لم يتبين كونه ثقة أم ضعيف.

سنضرب راويا كمثال لهذا الأمر ليظهر جليا واضحا بإذن الله تعالى والراوي هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني قال ابن أبي حاتم في العلل حديث 453:

سمعت أبي يذكر حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه أشار في الصلاة بإصبعه.

قال أبي: اختصر عبد الرزاق هذه الكلمة من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث … قال أبي: أخطأ عبد الرزاق في اختصاره هذه الكلمة لأنه اختصر هذه الكلمة وأدخلها في باب من كان يشير بإصبعه في التشهد وليس كذاك هو. قلت لأبي: فإشارة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة؟ فقال: أما في حديث شعيب عن الزهري لا يدل عن شيء من هذا.

فهذا دليل على أن عبد الرزاق وهم في هذا الحديث لأن الحديث فيه فأشار بيده وليس فيه بإصبعه، وأبو حاتم رحمه الله ضبط هذا الوهم.

علل ابن أبي حاتم حديث 1460:

قال ابن أبي حاتم رحمه الله: وسمعته يقول: روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى على عمر ثوبا غسلا أو جديدا فقال: عشت حميدا. . . الحديث قال أبي: هذا حديث ليس له أصل من حديث الزهري!! قال أبي: وهو لم يرض عبد الرزاق حتى أتبع هذا بشيء أنكر من هذا فقال: حدثنا الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، وليس لشيء من هذين أصل. قال أبي: وإنما هو معمر عن الزهري مرسل أن النبي صلى الله عليه وسلم.

فهذا وهم آخر لعبد الرزاق لكنه أكبر وأشد والحاصل أن هذا الحديث يروى عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة أي مرسل.

أ - فوصله عبد الرزاق مرة والتزم فيه الجادة، أي أن وهمه هنا هو وصل مرسل.

ب – ثم ركب سندا آخر على نفس المتن من غير عمد، فجاء بمتابع للزهري رحمه الله وهو عاصم بن عبيد الله، وهذا وهم فاحش جدا.

وهنا أصبح للحديث طريقان: الأول مرسل، والثاني متصل، وثالث فيه مجهول!!، وبالتأكيد سنجد من يرقيها بتعدد الطرق!! إلى أين؟ لاندري.

علل ابن أبي حاتم حديث 1520:

قال ابن أبي حاتم رحمه الله: وسمعته يقول روى عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: كلوا الزيت وائتدموا به، حدث به مرة عن زيد بن أسلم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم، هكذا رواه دهرا ثم قال بعد: زيد بن أسلم عن أبيه أحسبه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لم يمت حتى جعله عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بلا شك. أي أنه رواه مرة مرسلا ثم شك فرواه بالشك، ثم جزم فرواه موصولا، وهذا وهم ناتج من سوء الحفظ.

علل ابن أبي حاتم حديث رقم 1627:

قال رحمه الله: سألت أبي عن حديث رواه أبو عقيل بن حاجب عن عبد الرزاق عن سعيد بن قمازين عن عثمان بن أبي سليمان عن سعيد بن محمد بن جبر بن مطعم عن عبد الله بن حبشي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تطرقوا الطير في أوكارها فإن الليل أمان لها.

قال أبي: يقال إن هذا الحديث مما أدخل على عبد الرزاق وهو حديث موضوع.

فهنا ساء حفظه جدا ويقال أن حفظه ساء بهذه الدرجة لما كبر وعمي وليس معنى هذا أن كل هذه الأخطاء هكذا.

علل ابن أبي حاتم حديث 1794:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير