تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وسنقوم بضرب العديد من الأمثلة من كتبهم عليهم من الله الرضوان والرحمة وننظر فى مواقعها ومعانيها لنقرر أمرين:

الأول: أن لفظة الحسن عندهم لها معنى مخالف لما تعارفنا عليه كمتأخرين من كونها درجة من درجات الحكم علي الحديث.

الثانى: نفي شبهة احتجاج المتقدمين بما دون الصحيح.

ان أول خطوات حسم هذا البحث هى تحديد ما هو المقصود من عبارة:ويروي من غير وجه!!

قال الترمذى رحمه الله فى كتاب العلل الكبير رقم 143:

حدثنا مسدد حدثنا قتيبة حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاْء عن صفوان بن يعلي عن أبيه سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقرأ علي المنبر " ونادوا يا مالك "

سألت محمدا عن هذا الحديث فقال:هو حديث حسن وهو حديث ابن عيينة الذي ينفرد به.

فهذا الأسناد الذى وصفه البخاري رحمه الله بالحسن كل مبتدىء في علم الحديث يعلم أنه صحيح وقد أخرجه البخاري نفسه في صحيحه وهذا الصحيح مؤلف قبل سؤلات الترمذى للبخاري ومع هذا وصفه البخاري رحمه الله بالحسن!!!

ووصفه الترمذى رحمه الله في جامعه قائلا: حديث حسن صحيح غريب.

والشاهد من هذا أن الوصف بالصحة مع الحسن مع الغرابة يقتضى توفر أسباب الصحة والحسن والغرابة كما يفهم كل عاقل.

كيف هذا؟

الصحة واضحة ولله الحمد، والغرابة واضحة أيضا.

يبقى الحسن!! نسأل:ما شروط الحسن عند الترمذى رحمه الله؟

- ألا يكون في اسناده من يتهم بالكذب،وهذا الشرط متوفر.

- ألا يكون شاذا، وهذا الشرط متوفر أيضا.

- ويروي من غير وجه، وهذا أيضا متحقق فقد رواه علي بن المدينى وقتيبة بن سعيد ومسدد وأحمد بن حنبل وأحمد بن رمح كلهم عن سفيان.

- فالنظر الى هذا الحديث وأشباهه تحديدا يبين لنا ما الذي يعنيه الترمذى رحمه الله بقوله:ويروي من غير وجه، وهو انتشار الحديث عن هذا الصحابي من أوجه ومن الألفاظ التى تزيد الأمر وضوحا قوله: حديث حسن غريب وفي الباب عن فلان وفلان وفلان………….

- فكأن كلامه رحمه الله انما يدور دائما علي سند واحد وليس كما ظن بعض المتاخرين أنه يقوي الأحاديث ببعضها وتكون في درجة الحسن والله المستعان.

- ومن الفوائد العظيمة لهذا المثال اثبات أن الصحيح عندهم جزء من قسم الحسن، وهذا قد انتقده بعض المتأخرين في تعريف الترمذى وكأنه لم يقرأ جامع الترمذى قبل أن يسطر نقده!!!

- لن نستهلك أوراقا وأوقاتا كثيرة في ضرب كثير من الأمثلة ولكن من اراد التتبع فعليه مراجعة الأرقام التالية من جامع الترمذى:

-

- -1536 - 1610 - 1711 - 1747 - 1645 - 1755 - 1758 - 1831 - 2020 - 2030 - 2062 - 2134 - 213 - 262 - 427 - 443 - 480 - 1207 -

-

- وغيرها كثير كلها ليس في اسنادها من يتهم بالكذب وليست شاذة وتروي من غير وجه، ومع اختلافنا مع أبي عيسى رحمه الله فى تصحيح بعض هذه الأحاديث الا ان احايث كثيرلا تحتمل الخلاف ومع هذا خضعت لهذه القاعدة في الحسن، نعني الحسن عندهم بالطبع.

- ومن أراد أن يقف علي اطلاق الحسن علي المعلول والصحيح الغريب والصحيح والضعيف الغريب والضعيف فعليه فقط أن يترك هواه خلف ظهره وكذا ما وجد عليه سلفه ثم يعيد قراءة جامع الترمذى من جديد.

- كل هذه الأمثلة لا توضح معنى الحسن عندهم وانما تؤكد فقط أن الحسن عندهم يدخل فيه الصحيح والضعيف والمعلول ولكن لا يوضح ما هذا القسم المسمى بالحسن وما فائدته؟

- نقوم بدراسة المثال التالي لتوضيح الأمر وتيسيره

- ما جاء ويل للأعقاب من النار 22 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الرحمن توضأ ثم عائشة فقالت يا عبد الرحمن أسبغ الوضوء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل للأعقاب من النار 23 حدثنا أبو الوليد الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن سالم مولى دوس أنه سمع عائشة تقول لعبد الرحمن نحوه 24 وقال أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن معيقيب عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال حديث أبي سلمة عن عائشة حديث حسن حديث سالم مولى دوس عن عائشة حديث حسن حديث أبي سلمة عن معيقيب ليس بشيء كان أيوب لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه فلا أحدث عنه وضعف أيوب بن عتبه جدا قال محمد وحديث أبي عبد الله الأشعري ويل للأعقاب من النار هو حديث حسن

-

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير