تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن أراد محبة الله عز وجل فليحرص على اتباع الرسول ? ومن أهم ذلك اتباعه في كيفية صلاته ? وجميع عباداته ومعاملاته وجميع شئونه، والصلاة هي الركن الثاني بعد الشهادتين، وقد جاء في الحديث الصحيح أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، (1) إن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر، وشقي وهلك، فيجب على المسلم أن يحرص كل الحرص على أن تكون صلاته كاملة و مطابقة لصلاة رسول الله ? لأنها إذا خالفت صلاة رسول الله ? لا تقبل منه لقول رسول الله ? (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) (1) وفي رواية

(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) (1): أي مردود على صاحبه لأن الدين قد تم فلا مجال للزيادة فيه ولا النقصان منه، أسأل الله عز وجل أن يعافينا وجميع المسلمين من البدع وجميع المخالفات، ومن المخالفات التي عمت بها البلوى التقليد الأعمى ولا شك أنه مذموم قال الله تعالى ? وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آباءنا أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ? (2) وقال تعالى ? وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنا أَوَ لَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوَهُمْ إِلَى عَذَاب السَّعِيرِ ? (3) والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولا شك أن الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة المسلمين لا تخرج أقوالهم في الغالب عن كتاب الله وسنة رسوله ?، وكلهم يقول إذا رأيت قولي يخالف قول رسول الله ? فارم بقولي عرض الحائط،

وقد أشار العلامة المحدث المحقق السيخ صالح الفلاني لكلامهم في منظومته التي نصر فيها اتباع السنة وترك استحسان الفقهاء لما خالف صريحها بقوله،

قال أبو حنيفة الإمامُ ... لا ينبغي لمن له إسلامُ

أخذ بأقوالَي حتى تعرضاَ ... على الكتاب والحديث المرتضىَ

ومالك إمام دار الهجرةْ ... قال وقد أشار نحو الحجرةْ

كل كلام منه ذو قبولِ ... ومنه مردود سوى الرسولِ

والشافعي قال إن رأيتمواُ ... قولي مخالفاً لما رويتموُ ا

من الحديث فاضربوا الجدارا ... بقولي المخالف الأخبارا

وأحمدٌ قال لهم لا تكتبوُا ... ما قلته بل أصل ذلك اطلبواُ

فاسمع مقالات الهداة الأربعة ... واعمل بها فإن فيها منفعة

لقمعها لكل ذي تعصبِ ... والمنصفون يقتدون بالنبيِ

إلى أن قال في رد قول بعضهم،

وقال قومٌ لو أتتني مائةٌ ... من الأحاديث رواها الثقةٌ

وجاءني قول عن الإمامِ ... قدمته ياقبح ذا الكلامِ

من استخف عامداً بنص ماَ ... عن النبي جا كفرته العلماَ

فليحذر المغرور بالتعصبِ ... بفتنة برده قول النبيِ. (1)

وقال الحسن البصري: رأس مال المسلم دينه فلا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال، (2)

وقال ابن شهاب الزهري من الله الرسالة، وعلى رسوله ? البلاغ، وعلينا التسليم، (3)

وبعد أذكر هنا:

مسألة مهمة جداً وهي قول بعض المتأخرين أن الاستدلال بالكتاب والسنة لا يجوز إلا للمجتهدين، وبما أن هذا القول منتشر اليوم بين بعض الفقهاء المقلدين لبعض المذاهب، أذكر هنا ما نقل عن بعض أهل العلم فيه، قال الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار يرحمه الله في كتابه أضواء البيان: اعلم أن قول بعض متأخري الأصوليين إن تدبر هذا القرآن العظيم وتفهمه والعمل به لا يجوز إلا للمجتهدين خاصة وأن كل من لم يبلغ درجة الاجتهاد المطلق بشروطه المقررة عندهم التي لم يستند اشتراط كثير منها إلى دليل من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا قياس جلي ولا أثر عن الصحابة، قول: لا مستند له من دليل شرعي أصلاً، بل الحق الذي لا شك فيه أن كل من له قدرة من المسلمين على التعلم والتفهم وإدراك معاني الكتاب والسنة يجب عليه تعلمهما والعمل بما علم منهما، وأما العمل بهما مع الجهل بما يعمل به منهما فممنوع إجماعاً، وأما ما علمه منهما علماً صحيحاً ناشئاً عن تعلم صحيح فله أن يعمل به ولو آية واحدة أو حديثاً واحداً، ومما يوضح ذلك أن المخاطبين الأولين الذين نزل فيهم القرآن هم المنافقون والكفار ليس أحد منهم مستكملاً لشروط الاجتهاد المقررة عند أهل الأصول بل ليس عندهم شيء منها أصلاً، فلو كان القرآن لا يجوز

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير