[الإنصاف لما في زيارة النساء للقبور من الخلاف]
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[04 - 01 - 06, 07:15 ص]ـ
الإنصاف * لما في زيارة النساء للقبور من الخلاف
تأليف: أبي عبد الله محمد بن
محمد المصطفى
المدينة النبوية،
مكتبة المسجد النبوي
قسم الإفتاء والإرشاد،
والبحث والترجمة
gs
1425 هـ
?
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ? القائل: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموت والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) ().
قال الله تعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ? (سورة النساء: آية 1)، وقال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ?
(سورة الأحزاب: آيتا 70 - 71).
تمهيد:
وبعد فإن أوجب الواجبات على الإنسان أن يعبد الله عز وجل بما شرع، ويوحده في أسمائه وصفاته ولا يشرك به أحداً، وبهذا بعث الله الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام،وأنزل الكتب وحذر مما أصاب الأمم السابقة من داء الشرك الذي أوردهم المهالك أوجب على المشرك النار وعدم الغفران، وأول ما استطاع الشيطان إدخال الشرك على عبادة الله هو تعظيم الأموات والتوسل بهم ورؤية ثماثيلهم والخضوع لهم ثم سؤال الحاجات منهم والسجود على قبورهم إلي أن جعلوهم آلهة يعبدون من دون الله، فالواجب على المسلم الحرص على دينه وأن يعبد الله بما شرع، قال الحسن البصري: رأس مال المسلم دينه فلا يخلفه في الرحال ولا يأتمن عليه الرجال، (1)
وقال ابن شهاب الزهري من الله الرسالة، وعلى رسوله ? البلاغ، وعلينا التسليم، (2)
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين وإياك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين (3).
قال سهل بن عبد الله:النجاة في ثلاثة:
(1 - أكل الحلال، 2 - أداء الفرائض، 3 - الاقتداء بالنبي ?) (4)
قال ابن عمر ? لرجل سأله عن العلم: فقال (إن العلم كثير ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم،كاف اللسان عن أعراضهم، لازماً لجماعتهم، فافعل) (5).
فالواجب على المسلم اتباع الكتاب والسنة، والبحث عن وسائل النجاة، أسأل الله عز وجل النجاة في الدنيا والآخرة، وأن يعز الإسلام والمسلمين وأن يذل الشرك والمشركين. وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم إنه على كل شيء قدير.
والذي نحن بصدده هنا هي مسألة زيارة النساء للقبور وهي مسألة فقهية بحتة ولكن من كثرة ما يرتكب فيها بعض عوام الناس من المخالفات من إعطاء حق الخالق للمخلوق، من دعائهم النبي ?، أو الأموات، والاستغاثة بهم من دون الله، أصبح من العلماء من يدخلها في مسائل العقيدة،
وقد حذر النبي e من الغلو في القبور بقوله: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، تقول عائشة رضي الله عنها يحذر مثل الذي فعلو (1).
وبعد فهذا تلخيص لأقوال العلماء رحمهم الله في مسألة زيارة النساء للقبور، وسميته بالإنصاف لما في زيارة النساء للقبور من الخلاف، أسأل الله عز وجل أن يفقهنا في دينه، وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه على كل شيء قدير.
اختلف العلماء في زيارة النساء للقبور على أربعة أقوال:
القول الأول: أن زيارة النساء للقبور مثل الرجال مندوبة ما لم تترتب عليها موانع شرعية من نياحة، أو تبرج، أو اختلاط، أو خوف فتنة، وهو: مذهب أبي حنيفة ()، والمشهور والصحيح من مذهبي مالك ()، والشافعي ()، ورواية عن أحمد ().
¥