[بعض النصائح والتوجيهات التربوية وغيرها]
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[09 - 01 - 06, 01:34 م]ـ
احرص على ما يلي:
• أن يكون لك نصيب من قيام الليل ولو خمس ركعات تصليها بعد العشاء وتسأل الله فيها أن يعينك على التلذذ بمناجاته في الثلث الأخير من الليل.
• أن تبكر إلى أداء الصلوات مستشعراَ ما تقول في ذهابك وإيابك ففي التبكير خير كثير
• أن تحرص على البقاء في المسجد ولو عشر دقائق خاصة بعد الفجر والعصر كي تكون من الذين يسبحون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه.
• أن تحافظ على سنة الضحى حين ترمض الفصال.
• أن تكون لك ساعات تناجي فيها ربك وتبكي بين يديه فوالله إن لها لأثراَ في صلاح قلبك.
• أن تزور المقابر ليلاَ كما كان يزورها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• أن تحرص على أن تتصدق خفية ولو بشيء قليل.
• أن تكثر من ذكر الله بقلبك ولسانك مستشعراَ ما تقول.
• أن يكون لك نصيب من زيارة المرضى والقراءة عليهم والدعاء لهم بالعافية فإن لها أثراَ في صلاح قلبك واستصلاح غيرك.
• احرص على طهارة قلبك من الرياء والعجب ومن الغل والحقد والحسد والكبر وأمراض القلوب فإن طهارته سبب لذوق حلاوة الطاعة.
هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين.
ويجب أن تعلمي أن قلمك المتحمّس، أو كتابتك المتميزة، لمّا جعل الله _جل وعلا_ فيها بركة، وانتفع بها خلق كثير من قرأ لك، هو مما فتح الله به عليك، فافهمي ذلك جيداً، واحذري أن تستخدميها في معصية الله _جل وعلا_، وكونك لا تحسنين الإلقاء ولا التأثير في الناس، ومع هذا فأنت متخصّصة في الدعوة، ينبغي ألا يؤثر هذا على عطائك، واعلمي أنّ هذا لا يُنقص من قدر شخصيتك الدعوية، بل ليس عيباً في شخصية الداعية، وأظنك سوف تعجبين إذا علمت أن هذا حال كثير من العلماء فضلاً عن الدعاة، فالأمر طبيعي لا غُبار عليه، ومثل هذا لو أن الله _جل وعلا_ فتح عليك في باب نفع الناس وقضاء حوائجهم، ومساعدة محتاجهم، مما يكون من ممارسة الأعمال الخيرية الإغاثية، لم يُيسِّر الله _جل وعلا_ لكِ تعلم العلم، وتعليمه للناس، أو يسّر لكِ ولوج باب الاحتساب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يُيسِّر لكِ باب الدعوة وتوجيه الناس، فكله أمر طبعي، فلا تحزني ولا تتضايقي.
وقد قال _صلى الله عليه وسلم_: "كلٌّ ميسَّر لما خُلِق له" خرّجه مسلم وغيره (1).
وقال _صلى الله عليه وسلم_: "كلُّ عاملٍ ميسَّر لعمله" خرّجه مسلم وغيره (2).
وقال _صلى الله عليه وسلم_: "اعملوا فكلٌّ ميسَّر" خرّجه مسلم وغيره (3).
وأود تنبيهك إلى شيء مهم، وهو:
أن ما يأتيك من حزن أو ضيق أو خواطر غير مؤهّلة، لا تستطيعي التصدر لإلقاء المحاضرات، شخصيتك ناقصة، كل هذا وأمثاله، من وساوس الشيطان وتزيينه الباطل لك، فاحذري أن تكوني ضحية لمكره وكيده، وتعوذي بالله منه ثلاثاً، ولا تشتغلي بالتفكير في هذا الأمر.
وأشير عليك بأمر آخر، وهو:
أن تستشيري من يكبرك سناً وفضلاً وعلماً، ولها معرفة بحالك، أيُّ الأبواب في الدعوة إلى الله _تبارك وتعالى_ هو مناسب لكِ، وملائم لقدراتك، وعليه، إذا أشارتْ عليكِ بعملٍ ما، ورأيتِ نفسكِ راغبة فيه، ومبدعة فيه، ولديك الاستعداد التام نحوه، لتقبل كل ما من شأنه الرفع في مستوى أدائك فيه، واكتساب كل ما هو نافع ومفيد وجديد فيه، فاقبلي بمشورتها، ولو كان الأمر على غير ما تريدين، فإنّ هذا هو اللائق بك، والمناسب لك.
ثم عليك بالاهتمام بتنمية المهارات والقدرات، لتتلاءم مع العمل الدعوي، فاحرصي مثلاً على قراءة وتبيّن الكتب التي تهتم ببيان صفات وأخلاق العمل الذي اخترتيه، ولا تنسي الالتحاق بالدورات المتخصصة في صميم العمل، وحاولي دائماً اكتساب الصفات المطلوب توافرها فيمن يقوم بهذا العمل، كالتي لا يمكن اكتسابها إلا بالتعلم أو التحلّم أو التصبّر أو الممارسة، وتعاهدي نفسك بين الحين والآخر بإقناعها بضرورة ما تعملين فيه، ورغِّبيها بفضائل هذا العمل الجليل، مما ورد في الكتاب وصحيح السنة، واجتهدي في تنمية العلاقات مع ذوي الاختصاص ممن يشاركنك هذا العمل من جنسك، واطلبي منهن تقويمك وتوجيهك.
واسألي الله الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد.
¥