توالت لقاآ تي به من وقت لآخر >>>> ومن لقاآتي به رأيت فيه رحمه الله من الصفات والأخلاق ما جعلني أتفاءل في أن هذا الرجل قد يكون له شأن كبير في خدمة هذا الدين العظيم , فما يحمله من خبرات وتجارب وغيرة على الدين وهمة عالية تناطح الجبال تفوق عمره بكثير عمره (لم يتجاوز الخامسة والثلاثين سنه) ,,, ومع ذلك كان رحمه الله رحمة واسعة شديد التواضع.
ولكن تلك الآمال انقلبت ألى آلام حين أخبرني أنه كان عنده قصور بسيط في وظائف الكلى عند فحصه في مستشفى الملك سعود بعنيزة عام 1418 أو 1421 هـ (حيث كانت وظائف الكلى بحدود 60 - 70% وهذي النسبة مقبولة طبيا بشرط متابعة الحالة بانتظام) ,,, ولكن أخينا رحمه الله يبدو أنه لم ينتبه لذلك بسبب كثرة مشاغلة وقلة الأمكانات الطبية في الدول الفقيرة التي كان يدعو إلى الله فيها ,,,,ولكن الفشل في وظائف الكلى بدأ يزيد شيئاً فشيئاً >>>> وأصيب صاحبنا بالفشل الكلوي من حيث لايدري (((ملحوظة:
معروف في الطب أن الفشل الكلوي المزمن قد تكون أعراضه مبهمة مثل الصداع والتعب السريع والشحوب لمدة سنوات قبل أن يشخص المرض ووظائف الكلى في حالة متدنية جدا))) وهذا ماجصل لأخي وحبيبي مازن رحمة الله عليه.
حين أخبرني عن الكلى >>>> طلبت له فحوصات مستعجلة لوظائف الكلى في بداية شهور هذا العام >>>> ولكن كانت نتييجة الفحوصات ووقعها علي كالصاعقة >>> حيث كانت وظائف الكلى متدنية جداً >>> فقط 12 - 15% ,,,, عندها بدأت أرى مقدمات رحيله رحمه الله ,,, وأدرك حينها أنه مقبل على مرحلة جديدة عصيبة من حياته المليئة من قبل بالكثير من المصاعب والتحديات ,,, حيث أخبره أطباء الكلى بأن الخيار أمامه أن يكون أسيراً للغسيل البريتوني 3 مرات في الأسبوع لحين توفر زراعة كلية ,,, ولكنه رحمه الله كان مع ذلك ثابتاً صابراً محتسباً ذلك عند الله زيادة على صبره على بعد زوجته أم معاذ.ولم تكن تلك المصاعب لتثنيه عن القيام بأعماله بل كان يتحامل على نفسه كثيراً
ومرت الأيام وهو يحاول جاهداً الحصول على أمر بالتكفل بزراعة كلية له >> حتى تيسرله الأمر بالعلاج,,,, واستعاد جواز سفره استعداداً للسفر الى الفليبين ,,,, ولكنه رحمه الله أرجأ السفر أكثر من مره بسبب كثرة مشاغله
,,,,ولكنه سافر أولاً الى البوسنة >>> والتقى الزوج بزوجته بعد فراق العام أو يزيد ورأى ولده معاذ وبنته ذات ال9 شهور لأول مرة في حياته.
يا الله لكَم كانت حياة الشيخ مازن رحمه الله مليئة بالمشاق والمصاعب.
بعدها عاد الى أرض الوطن نهاية شعبان 1426 هـ ومعه زوجته وأبناءه وأسكنهم في شقة بشمال الرياض وقمت أنا وعائلتي الصغيرة بزيارتهم لأول مرة بعد عودته من البوسنة.
يا لله لكم كان ذلك اللقاء الجميل بأخ عزيز أحببته في الله ,,, زرته في ذلك المساء على أن تكون الزيارة لمدة نصف ساعة ولكن امتدت الزيارة لمدة 4 ساعات >>>> كانت معنويته في ذلك الوقت مرتفعة , ولكنه أيضاً يعرف أنه مقبل على مرحلة جديدة من حياته.
حدثني رحمه الله في تلك الزيارة عن أشياء كثيرة ,,,, حدثني عن رحلته الى النور ,,, وحدثني عن أنه يعد العدة عن الكتابة عن الفترة التي قضاها (في البوسنة تلك الفترة الحساسة وتداعياتها) بعد أن يخلص من كتابة رحلته الى النور >>>> ولكن الله يفعل مايريد.
سافر رحمه الله في منتصف رمضان الى الفلبين من أجل زراعة الكلية >>> وقد كان رحمه الله يطلعني بأخباره هناك ,,, وأجريت العملية في 29 رمضان >>> عاد بعد 7 – 10 أيام الى المملكة ,,,, حاول بعدها أن تكون متابعة حالته في مستشفى الملك فهد التخصصي ولكن لم يستطع ذلك , بعدها ذهب الى مدينة الملك فهد الطبية حيث نوم في قسم الكلى للمتابعة ......
كان رحمه الله في ذلك الوقت متعب من كثرة الأدوية التي يستخدمها >>> وبدأت معه بعض مضاعفات العملية.
زرته رحمه الله كذا مره.
في الزيارة الأخيرة أصطحبت أنا وعائلتي زوجته قبل 3 أسابيع تقريباً >>>>> ولم يدر بخلدي أن قبلتي على رأسه في تلك الزيارة هي الأخيرة والله المستعان.
رحمك الله يا أبا عبدالله , رحمك الله يامازن
رحمك الله يا أبا عبدالله , رحمك الله يامازن
رحمك الله يا أبا عبدالله , رحمك الله يامازن
رحمك الله يا أبا عبدالله , رحمك الله يامازن
رحمك الله يا أبا عبدالله , رحمك الله يامازن
رحمك الله يا أبا عبدالله , رحمك الله يامازن
رحمك الله يا أبا عبدالله , رحمك الله يامازن
رحمك الله يا أبا عبدالله , رحمك الله يامازن
أسأل الله العلي العظيم أن يوسع لك في قبرك وأن يجعله روضة من رياض الجنة
أسأل الله العلي العظيم أن يرفع درجتك في الجنان
لقد رحل حبيبنا مازن (مالك الرحبي) ولحق بشيخه وحبيبه ابن عثيمين عليهم رحمة الله جميعا يا الله لقد رحل وخلف أيتاما:
لقد خلف ابنه عبدالله , أسماء .... , معاذ وحنان >>>> أسأل الله العظيم أن يلهم أمه وزوجته وأبناءه وأخوته وأهله وأحبته الصبر والسلوان على هذا المصاب والله المستعان
أسأل الله العظيم أن يحفظ أبناءه وبناته وأن يجعلهم هداة مهتدين
أسأل الله أن يجمعنا وإياه على سرر متقابلين في الجنان
الحمد لله على كل حال
ولعل مايسلينا أن خاتمته رحمه الله كانت على خير >>>> كان رحمه الله بعد موته مثله كمثل النائم مشرق الوجه ,,, نقلاً عن زوجته والله المستعان
معذرة على ركاكة الأسلوب
ولكن مصابنا في حبيبنا مازن جعلني أكتب هذي الخاطرة وأنا أغالب دموعي والله المستعان
د. محمد
¥