تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إعفاء اللحية على ضوء الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم]

ـ[الوسيط]ــــــــ[03 - 02 - 06, 05:57 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إعفاء اللحية

على ضوء الكتاب والسنة وأقوال أهل العلمإن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ? [آل عمران102].

?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا? [النساء1].

?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ? [الأحزاب70 - 71].

أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

سأبدأ بعدة تساؤلات: ما هو حكم حلق اللحى؟ وهل من حلقها كان مخالفاً لأمر الله ورسوله ?؟ وما هي عاقبة من خالف أمر الله ورسوله ?؟

وسأورد الردود على بعض الشُبه التي تطرأ في حلق اللحية.

قال تعالى: ?فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ? [النور 63]. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ?فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ?أي أمر رسول الله ?. وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته. فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله فما وافق ذلك قُبِلَ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائناً من كان ..... إلى آخر ما قال رحمه الله. وقال تعالى: ? وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ? [النساء 115]. وقال تعالى: ? وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ? [الفرقان 27]. ويخبر تعالى عن ندم الظالم الذي فارق طريق الرسول ? وما جاء به من عند الله من الحق المبين الذي لا مرية فيه، وسلك طريقاً آخر غير سبيل الرسول ?، فإذا كان يوم القيامة ندم حيث لا ينفعه الندم، وعض على يديه حسرة وأسفاً. قاله ابن كثير رحمه الله. ثم إن الله جل ذكره أخبرنا عن أهل النار- إذا هم دخلوها – كيف يتأسفون ويتحسرون على ترك طاعتهم لله ? ولرسوله ? إذ لم يطيعوا الله ورسوله ?، يوم كانوا في الحياة الدنيا ميسراً لهم طاعة الله ورسوله، فندموا حيث لم ينفعهم الندم وأسفوا حيث لم ينفعهم الأسف. (من كلام الإمام الآجري في الشريعة ص 411). وقال الله تعالى: ? يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا ? [الأحزاب 66].

وقال رسول الله ?: " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ". وقال ?: " كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه " صحيح الجامع. ومن المجاهرة حلق اللحية والخروج بدونها والإستخفاف بأوامر الله بدون خجل من معصيته أمام الناس. قال ابن بطال رحمه الله: (في الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين، وفيه ضرب من العناد لهم، وفي التستر بها السلامة من الإستخفاف، لأن المعاصي تذل فاعلها، ومن إقامة الحد عليه إن كان فيه حد، ومن التعزير إن لم توجب حداً، وإذا تمحض حق الله، فهو أكرم الأكرمين ورحمته سبقت

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير