تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يختلط باللحية، فعلينا مخالفة ذلك، وإتباع الفطرة، وسنة نبينا ? بإعفاء اللحية.

وروى مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ?:" عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، وانتقاص الماء- يعني: الاستنجاء "، قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة.

ومن مخالفات حلق اللحية في الشرع ما يلي:

1 - أنها تغيير لخلق الله: والدليل قوله تعالى عن إبليس:? وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ? [النساء 119]. قالوا: هذا نص صريح في أن تغيير خلق الله بدون إذن منه تعالى: [بإباحة ذلك الأمر]، تكون طاعة لأمر الشيطان وعصياناً لأوامر الرحمن. فلا جرم أن لعن رسول الله ? المغيرات خلق الله للحسن ولا شك في دخول حلق اللحية للحسن [ومن باب التزين] في اللعن المذكور لأنه مأمور بغير ذلك. مثل المأمورة بعدم نمص الحواجب ولعنها رسول الله ? ومع ذلك تصنعها من باب الحسن مخالفة للشرع فلا شك أنها تدخل في اللعن. وأن لعن رسول الله ? للمرأة المغيرة لخلق الله مع كونه شرع لها التزين أكثر من الرجل، يدل بالأولوية على تحريم هذا الفعل على الرجل وأنه داخل في تغيير الخلق وفي استحقاق اللعن والدليل على أن ما جاء في الرجال يدخل فيه النساء والعكس قوله ?: " إنما النساء شقائق الرجال " وهو مخرج في [صحيح أبي داود للألباني (234)]. [من كتاب أدلة تحريم حلق اللحية ص66 بتصرف]. وقال التَّهَانويُّ في تفسيره المسمى "بيان القرآن" إن حلق اللحية داخل في هذا التعبير – أي تغيير خلق الله -.

2 - أن حلق اللحية فيه رغبة عن سنة النبي ? وسنة الخلفاء ? وتشبه بأهل الكفر: قال تعالى: ?فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? [النور 63]. وقال تعالى: ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ? [الأحزاب 21]. وقال ?: " من رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه. كما أنه لا يشك عاقل في أن إعفاء اللحية من سمات الصالحين كما قال الله تعالى محدثاً عن هارون عليه السلام عندما خاطب أخاه موسى عليه السلام حيث قال: ? قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ? [طه94].

وروى البخاري حديث رقم (7320) عن أبي سعيد الخدري ? عن النبي ? قال: " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً حتى لو دخلو جحر ضب تبعتموهم "، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن).

3 - حلق اللحية تشبه بالنساء:

قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (سبحان من زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب). وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: (ولا يخفى أن في حلق الرجل لحيته التي ميزه الله بها على المرأة – أكبر تشبه بها).

وإليك أخي الكريم بعض كلام أهل العلم في وجوب إعفاء اللحى وتحريم حلقها توضيحاً للفائدة وإيضاحاً لما سبق بيانه من دلالة الأحاديث الواردة في هذا الباب عند أهل العلم على ما ذكرنا، مع العلم بأن اللحية هي ما نبت على الخدين والذقن كما في القاموس ولسان العرب. والله ولي التوفيق.

1. الشيخ الألباني رحمه الله تعالى قال: (ومما لا ريب فيه عند من سلمت فطرته وحسنت طويَّته أن كل دليل من هذه الأدلة كافٍ لإثبات وجوب إعفاء اللحية وحرمة حلقها، فكيف بها مجتمعة).

2. الشيخ علي محفوظ في كتابه (الإبداع في مضار الإبتداع): اتفقت المذاهب الأربعة على وجوب توفير اللحية وحرمة حلقها والأخذ القريب منه:

أ. مذهب الحنفية. قال في الدر المختار، ويُحرم على الرجل قطع لحيته وصرح في النهاية بوجوب قطع ما زاد على القبضة، وأما الأخذ منها دون ذلك كما يفعله بعض المغاربة "مخنثة" الرجل فلم يبحه أحد، وأخذ كلها فعل يهود الهند ومجوس الأعاجم .. أهـ. (يعني بمخنثة الرجال: المتشبهين من الرجال بالنساء، ومنه الحديث الصحيح عن النبي ?: أنه لعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير