تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد يكون إعفاء اللحية في هذا الوقت شاقاً على كثير من الناس لمخالفته عادات المجتمع وعلى الأخص الزملاء والنظراء، ولكن الأمر يسهل إذا قارن بين مصلحة إعفائها ومضرة حلقها. ومجاملة المخلوقين في معصية الخالق استسلام للهوى والنفس الأمارة بالسوء وضعف في الإيمان والعزيمة وسوف يموت الإنسان فينفرد في قبره بعمله ولا ينفعه أحد، فكن أخي المسلم قدوة حسنة لأبنائك وغيرهم وكن عبدا لله لا عبداً للهوى.

سؤالي لكل عاصي ممن يعملون في أعمال تُجبرهم على حلق لحاهم: هل إذا أكملت المدة التي يُسمح لك بالتقاعد فسوف تتقاعد من العمل طاعة لله أو إنك سوف تفكر في رزقك ورزق أبنائك وفي الراتب المغري وتفكر كذلك في النسبة القصوى من الراتب وسوف تقول مضطر؟! أم إنك طاعةً لله سوف تتقاعد أو تغير من عملك مثلاً إذا كنت عسكرياً فبإمكانك التحويل إلى الصبغة المدنية بحيث لا تُجبر على حلق اللحية؟ وذلك إذا كان همك طاعة الله تعالى.

أتقوا الله أحبتي في الله وتفكروا بما قاله إمام دار الهجرة (كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر النبي ?) ونصيحتي لكل مستفتي ألا يسأل أي عالم من العلماء وهو يريد الانتصار لرأيه .. فبعض الإخوة هداهم الله تعالى عندما يسألون عن مسألة معينة وهم لا يريدون إلا جواب واحد وهو الرخصة لهم كما حصل في مسألة اللحية بالنسبة لبعض البلاد فليتقي الله من كان سبباً في حلق الأكثرية من هذا البلد لحاهم بسبب ما سمعوه أن الشيخ الفلاني قال لكم رخصة في ذلك، ونحن لسنا ملزمين بأخذ قول أي شيخ إذا خالف قول رسول الله ? والعالم إذا اجتهد وأصاب له أجران وإن أخطأ فله أجر .. وفي هذا البحث المتواضع نقلت بعض أقوال أهل العلم في هذه المسألة.

وليتذكر الأحبة الكرام غزوة أُحد وما حصل بسبب معصية واحدة فهل بمعصيتي سوف أنصر الإسلام؟! وقد أوردت فيما سبق أقوال العلماء الربانيين عن حلق اللحية للضرورة وليتذكر الأحبة الكرام كذلك قول المصطفى r " من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه " وقوله ?: " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ".

الله سبحانه وتعالى حينما أمر خليله إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام بذبح ابنه ماذا قال، هل تكاسل وأخذ يفكر في ابنه مع إن الشيطان لم يفارقه، وهل خاف على ابنه من الموت أو الجوع ... فالله هو من أمره بذلك وهو الذي أمرنا بإعفاء اللحية.

وانظر إلى ما قال الله ? عن السحرة حين أتاهم أمر الله: ? فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى. قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى. قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ? سورة طه 70 - 73. إذاً قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات مع أنه هددهم بقطع أيديهم وأرجلهم وليس لحاهم .. فانظر وقارن بينك وبينهم!

وإذا كنت أخي الكريم خائفاً على نفسك وأهلك من الجوع والضياع في حال إعفاؤك للحيتك فأتقي الله وتذكر قوله ?: ? فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ? سورة آل عمران 37. رزقها ? وهي في محرابها .. وكذلك قول هاجر عليها السلام آلله أمرك؟! وهو الذي أمرني وإياك على لسان نبيه ? بإعفاء اللحية كما تقدم ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير