تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ونزعت في المثالية غير الشرعية إلى مذهب الخوارج الذين فاصلوا أهل الطاعة المشوبة بمعصية مفاصلة تامة كما فاصلت هذه الطائفة أهل السنة المشوبة ببدعة مفاصلة تامة تشبه في صورتها الظاهرة ما يجب من المفاصلة التامة مع أهل الكفر والالحاد والمروق من الملة.

وجعلت الانصاف الذي هو ركن الرد على المخالف من سائر الطوائف عيباً وخروجاً عن السنة خلطاً من أفرادها بين منهج الموازنة حال الرد الخاص وموازنة المنهج عند الحكم العام.

وفهمت كلام السلف بفهم الخلف دون ما أجمع عليه السلف، كما فهم الخوارج كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بفهمهم دون ما أجمع عليه الصحابة فاحتكروا هم اسم السنة والسلفية كما احتكر الخوارج اسم الاسلام والايمان.

وجعلت العاطفة الايمانية الصادقة عاصفة على كل حال كالذين قتلوا صحابياً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وبقروا بطن زوجته بدم بارد، فشابهوهم من جهة اسقاطهم لكل من كان له قدم صدق في أهل الاسلام في باب من أبواب الدين بمجرد الزلة والهفوة والبدعة تارة وبالقيام بالحق والنصح والإرشاد على مراد الشريعة تارة أخرى.

وجمعت هذه الطائفة من شعب الخوارج ما لا تُلحق من أجلها بهم من كل وجه كما لا يُلحق الراد عليهم فيها بأجر عليٍ وأصحابه في النهروان من كل وجه ().

ثم أما بعد:

فهذه وقفات علمية مع الأستاذ عبدالعزيز بن ريس الريس وفقه الله في حواره مع الدكتور سفر الحوالي وفقه الله في مسائل الايمان جعلتها على قسمين، الأول منها مشتمل على ثلاث وقفات وخاتمة هي مادة هذه الأوراق:

الوقفة الأولى: في فهم الأستاذ وفقه الله لمسألة انقياد القلب وجنس العمل.

الوقفة الثانية: في خلط الأستاذ وفقه الله بين الاصرار على ترك الطاعة والاصرار على فعل المعصية.

الوقفة الثالثة: في فهم الأستاذ وفقه الله لمسألة) الالتزام) وارتباطها بانقياد القلب وجرأته على الإمام ابن تيمية ببتر النقول ونسبة أقوالٍ إليه وأقسامٍ ليست من كلامه.

والخاتمة وفيها ثلاث نقول عن الامام ابن تيمية رحمه الله في التعامل مع الجماعات التي فيها سنة وبدعة وطاعة ومعصية وخير وشر.

وقد بينت في هذه الوقفات خطأ الأستاذ وفقه الله في الكلام على هذه المسائل دون تصور منه لأصلها ومدى ارتباط بعضها ببعض، ممهداً قبل بيان ذلك بالإشارة إلى أربع أمور مهمة:

أولها: أن هذه الأوراق التي كتبتها إنما هي نفثة مصدور في المحاكمة بين الأستاذ والدكتور دون تكلف الميل مع واحد منهما بمجرد الحمية والتحزب.

وقد أكثر الأخ عبدالعزيز الريس وفقه الله من وصف خصومه ونبزهم بالدكترة وفيهم جمع من الشيوخ الكرام الذين تشرف (الدال) () بهم وتزكو فرأيت وصفه في هذه الأوراق بالأستاذ وقوفاً مع ظاهر أحكام المنازل العلمية في الدنيا!

ثانيها: أني لا أزعم في هذه الأوراق أن الأستاذ عبدالعزيز الريس وفقه الله قد خرج من السلفية بأخطائه في فهم هذه المسائل وكثرة تخليطه فيها وإن كنت أجزم ببغيه على اخوانه السلفيين الذين لهم قد صدق في أهل الإسلام وإن اخطؤوا وزلوا في أبواب من الدين لا يُعصم أحد من الزلل فيها كالدكتور سفر الحوالي وفقه الله.

ثالثها: أن الأستاذ عبدالعزيز الريس وفقه الله قد كتب ردوداً مشكورة في الجملة على أهل العلمنة والإلحاد خلطها بكثير من التقول على أهل السنة والصلاح فكان في ردوده هذه مشابها للمتكلمين في ردودهم على بعضهم من جهة وعلى الفلاسفة من جهة أخرى وذلك من وجوه كثيرة منها:

أن الأستاذ وفقه الله قد نصب أدلة ضعيفة في نصر السنة والسلفية جرّأت كثيراً من أهل الأهواء على أهل السنة ورموهم لأجلها بالاضطراب والتناقض كنصبه لأدلة واقعية عملية من دول وجماعات وجعلها ممثلاً صالحاً للسلفية الشرعية من كل وجه مع ما فيها من نقص ظاهر في هذا التمثيل وكنقل الاجماع عن محله الظاهر بغير قرينة معتبرة عند تقرير المسائل العلمية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير