تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الجواب: اعلم أن الوسطية لهذه الأمة كونها وسطًا بين اليهود والنصارى في عيسى، فالنصارى قد غلوا واليهود قد جفوا، وتوسط أهل السنة، وهكذا توسطوا بين هاتين الأمتين في أغلب الأحكام، ثم إن أهل السنة والجماعة توسطوا في عليّ وأهل البيت بين الرافضة الذين غلوا، والناصبة الذين جفوا وكفروا عليًا، وهكذا هم وسط بين المعتزلة المعطلة، وبين المشبهة لصفات الله بصفات خلقه، وهم وسط في باب وعيد الله بين المرجئة، والوعيدية.

أما الذين يدعون إلى التقارب ويريدون أن يتوسطوا بين أهل السنة والروافض وهم دعاة التقريب، فهؤلاء يريدون التساهل مع الرافضة والتدخل معهم، والرافضة لا يقنعون إلا أن يتحول الناس إلى معتقدهم.

فنصيحتنا عدم التدخل في القرآن الكريم، وحمله على مصطلحات بعيدة عن ظاهر الآيات الكريمة، والرجوع في تفسير قوله تعالى ((وكذلك جعلناكم امة وسطا)) إلى التفسير النبوي بأن الوسط هم العدول الأخيار الذين توسطوا بين أهل الغلو وأهل الجفاء.

سؤال: هل ثبت عن شيخ الإسلام تجويزه زواج السني من الرافضية إن غلب على ظنه دخولها في الإسلام بعد إتمام الزواج بينهما؟ وما الرأي المختار الصواب في هذه المسألة؟

الجواب: لا أتذكر ذلك، ولكن ليس ببعيد إذا غلب على المسلم من أهل السنة أنه متى تزوج رافضية أنها تتحول عن معتقد الرافضة الذي هو تكفير الصحابة، إلى معتقد أهل السنة والجماعة الذي هو الترضي عن الصحابة، واعتقاد صحة خلافة الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان، لكن إذا لم تقتنع ولم تتحول وأصرت على المعتقد الباطل فلا يجوز له إمساكها، خصوصًا الذين يغلون في علي وابنيه، ويدعونهما من دون الله، فإن هذا شرك، وقد قال الله تعالى ((ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن)) فإذا شرط عليها ولو خفية أنها تتحول إلى معتقد أهل السنة فله ذلك، وعليه أن يبتعد بها عن مجتمع الرافضة.

سؤال:

هل يذم أهل السنة والجماعة الصحابي الجليل أبا الحسن علي بن أبي طالب - رضي الله تبارك وتعالى عنه - لأنه حالَ بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين محو أسمه من كتابه عليه الصلاة والسلام إلى سهيل بن عمر في صلح الحديبية؟ ولأنه شارك مع الصحابة الكرام - رضي الله تبارك وتعالى عنهم - في عدم النحر والحلق حتى فعل ذلك رسول الله وخرج عليهم؟ وما موقف أهل السنة والجماعة منه رضي الله عنه وأرضاه؟

الجواب: لا يذمونه، بل يمدحونه، ويعرفون أن امتناعه من محو اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم دليل على قوة اعتقاده صحة الرسالة، ولو كان بامتناعه معصية حاضرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما أنهم لا يذمون عمر كما تذمه الرافضة لعدم قناعته بهذا الصلح، فإنه يحب الجهاد والقتال، ولهذا قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ فهو إنما أنكر الصلح لما رأى فيه من الذل ظاهرًا للكفار، وكل الصحابة رضي الله عنهم بما فيهم علي وعمر كرهوا الصلح مبدئيًا، حيث أنهم جاءوا معتمرين ومستعدين للقتال إذا صدهم المشركين، ولذلك لما أمرهم بالحلق والنحر لم يفعلوا رجاء أن ينقض ذلك الصلح، بما فيهم أبو بكر وعمر وعليّ، وسائر أهل البيعة، ولا يعد ذلك قادحًا في عدالتهم، بل هو دليل على محبتهم للجهاد، وطمعهم في فتح مكة، وإتمام عمرتهم.

سؤال: امتناع الصحابة الكرام - رضي الله تبارك وتعالى عنهم - عن كتابة الكتاب الذي أراده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم قبيل وفاته - بأبي هو وأمي - بأيام هل في ذلك أي أستنقاص من شأنهم أو تسويغ لسبهم ولعنهم أو بعض أفرادهم من قبل الرافضة؟

الجواب: لما رأوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أثقله المرض كرهوا أن يكلفوه ويشقوا عليه، فلذلك قال عمر رضي الله عنه: ((عندنا كتاب الله هو المرجع ولا نضل إذا تمسكنا به)) لأنه r قال لهم يوم غدير خم: " أوصيكم بكتاب الله " فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم أوصاهم بأهل بيته ومنهم زوجاته وعمه وبنو هاشم وبنو المطلب وبنو قصى ونحوهم، فإنهم قرابة النبي صلى الله عليه وسلم والصحيح أنه لو كتب ذلك الكتاب لنص فيه على خلافة أبي بكر رضي الله عنه، فقد ثبت أنه قال: " يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " وقال: " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر " و أكد أن أبا بكر خليفته في الصلاة، وأصر على أنه هو الذي يؤم الناس، فصلى بهم أبو بكر عدة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير