تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما حديث: " من سب أهل بيتي فإنما يرتد عن الله والإسلام " فهو أيضًا كذب لا حقيقة له، مع أن أهل بيته هم زوجاته وعمه العباس وبنو العباس وآل جعفر وآل علي وآل عقيل، ومن أسلم من آل أبي لهب، وبقية بني هاشم وبني المطلب، والرافضة يسبون العباس وأولاده، ولا يدينون بالخلافة لبني العباس، كالسفاح والمنصور والمهدي ومن بعدهم، وقولهم: " ومن آذاني في عترتي " غير صحيح، ولاشك أن من آذاه r في زوجاته وفي أعمامه بل وفي صحابته فإنه متوعد بالعذاب لقوله تعالى ((إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة)) ولما أن ابن أبي كان من الذين قذفوا عائشة رضي الله عنها خطب النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: " من يعذرني في رجل بلغني أذاه في أهلي وما علمت على أهلي إلا خيرًا " ويريد بأهله عائشة.

وقولهم: وورد: " من سب أهل بيتي فإنما يرتد عن الله والإسلام ومن آذاني في عترتي فعليه لعنه الله، ومن آذاني في عترتي فقد آذى الله، إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم "، فالجواب أن هذا لا يصح مرفوعًا بهذا اللفظ، ثم نقول: إن أهل بيته هم زوجاته وأعمامه وبنو عمه، كأولاد العباس وأولاد الحارث وأولاد أبي سفيان بن عبد المطلب، وأولاد أبي لهب، وغيرهم من بني هاشم، والرافضة تخص أهل البيت أو العترة بعلي واثنين من أولاده، مع أن أولاده أكثر من عشرة، ولاشك أن من آذى مسلمًا من أهل البيت أو من الصحابة أو من سائر المسلمين فقد آذى الله ورسوله، وقد قال الله تعالى ((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير مااكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا)) فالرافضة يؤذون الصحابة الذين هم أسبق إلى الإسلام وأكثر جهدًا في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم وخدمة له، فيكفرونهم ويشتمونهم ويؤذون من أحبهم، وفيهم كثير من أهل البيت، كالعباس الذي هو عم النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال فيه لما لم يخرج زكاة ماله: " هي عليَّ ومثلها معها، فإن عم الرجل صنو أبيه ".

وأما ما رواه أحمد في المسند فلفظه: " من آذى عليًا فقد آذاني " وليس فيه: ((بعث يوم القيامة يهوديًا أو نصرانيًا))، فإنه بهذا اللفظ غير ثابت، وهو في مسند الإمام أحمد برقم (15960) عن عام بن شاس واسناده ضعيف، ولاشك أن من آذى عليًا فإنه قد آذى مؤمنًا تقيًا صحابيًا، ويقال كذلك في من آذى بقية الصحابة وبقية المسلمين.

وما ذكره ابن الأثير في الكامل أن معاوية كان يلعن عليًا والحسن والحسين وابن عباس ومالك بن الأشتر، فإن هذا إذا ثبت كان قبل أن يبايعه الحسن ويتنازل له عن الخلافة، حيث كان يعتقد أن عليًا اشترك في قتل عثمان وامتنع من تسليم قتلة عثمان، فهذه الأخبار المروية في كتب التاريخ منها ما هو كذب وأكثرها من وضع الرافضة، ولو كانت في كتب أهل السنة، ومنها ما قد غُير عن وضعه بزيادة أو نقصان، ولا يلزم منها أن يكون معاوية كافرًا، فإنه مجتهد في سبه لقتلة عثمان ولمن قاتل دونهم ونصرهم، وإن كان معاوية ومن معه ما سبوا الله ورسوله وإنما سبوا عليًا، فإنهم قد تابوا وتركوا السباب بعد أن تمت البيعة لهم، وإذا كان هذا السب باجتهاد سائغ، فإنه يكون معذورًا.

ونقول: الواجب تفويض أمر علي ومعاوية إلى الله تعالى.

وأما الحديث الذي فيه: " من سب عليًا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله " فهو بهذا اللفظ غير صحيح، وقد ذكرنا أن لفظه عن مسلم قول علي رضى الله عنه: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليَّ أنه لا يبغضني إلا منافق ولا يحبني إلا مؤمن " وأن ذلك لا يخص عليًا، فقد قال صلى الله عليه وسلم في الأنصار: " أنه لا يبغضهم إلا منافق ولا يحبهم إلا مؤمن " ويقال كذلك في بقية الصحابة، بل في جميع المسلمين من، فينطبق على الرافضة أنهم سبوا الله حيث سبوا أولياء الله وكفروهم، من سب مسلمًا مؤمنًا تقيًا ورماه بالكفر رجع ذلك عليه، فليس لعلي خصوصية، وأهل السنة يحبون عليًا وجميع أولاده وإخوته، وأعمامه، وأُسرته، وجميع أهل البيت، وجميع الصحابة، والرافضة يلعنونهم أو أكثرهم، فهكذا نعرف بذلك بُعد الرافضة عن الحق والقول الصحيح، حيث كفروا الصحابة ولم يقتصروا على معاوية، ومن كفر مسلمًا رجع كفره عليه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير