تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

البيت، ومن كفر المسلمين رجع كفره إليه.

وكلام الشيخ عبد السلام صحيح، فإن الصحابة جميعًا قد غفر الله لهم ووعدهم بالجنة في قوله تعالى ((والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم)) فيدخل في المهاجرين العشرة المبشرون بالجنة وسائر الصحاية الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله، ويدخل في الأنصار أهل المدينة من الأوس والخزرج، ويدخل في الذين جاءوا من بعدهم جميع الذين أسلموا بعد صلح الحديبية وبعد فتح مكة، ومنهم أبو سفيان وأولاده، فإنهم أسلموا وجاهدوا في سبيل الله، فأبو سفيان كان قائد الجيوش الإسلامية فقعت عينه في سبيل الله ولم يرده ذلك عن مواصلة القتال، حتى فقعت عينه الأخرى، وابنه يزيد بعثه عمر لجهاد الكفار من الروم ونحوهم، وقتل في سبيل الله، ثم بعث معاوية بعده واستمر في الجهاد، ودان له أهل الشام وأحبوه، وتأثروا لما قتل عثمان، الذي يدعي الرافضة أنهم قتلوه أو قتله شيعتهم، فكان هذا سببًا في نصرتهم له ومحبتهم له كما أحب أهل العراق عليًا وقاتلوا معه.

وأما قصة سفيان بن عوف فهي مكذوبة أو مغيرة عن وضعها، ولا عبرة بنقل ابن أبي الحديد فإنه رافضي يبالغ في نقل الأخبار المكذوبة، وإذا قدر أن سفيان بن عوف بعثه معاوية للقتال فإن أبلغ من ذلك قتالهم لعلي في وقعة صفين، وقتال علي لهم، وذلك لأنهم جميعًا اتهم بعضهم بعضًا، فأهل الشام يطلبون قتلة عثمان المتواجدين في العراق، وأهل العراق يطلبون البيعة لعلي، وما ذكره ابن أبي الحديد من قول سفيان بن عوف: (ما غزوت غزاة كانت أسلم ولا أقر للعيون ولا أسر للنفوس منها) هذا فيه مبالغة، ولعله مما لفقه الرافضة، فقد امتلأت كتبهم بالأكاذيب.

وأما قوله عن معاوية: (وليس لأحد من خلق الله عليك أمر دوني) فإنه كذب ظاهر، مع أن القصة كلها قد تكون ملفقة، وكذا ما نقله ابن أبي الحديد في قصة الضحاك بن قيس، فإنه صحابي مشهور، ولا يظن به أن يقتل المسلمين، ومنهم عمرو بن العميس، ولكن الرافضة لا يبالون بالكذب ولا يتورعون.

ثم إن هذا الرافضي صرح بلعن معاوية وأعوانه وعامله، ولعن كل من رضي بأفعالهم إلى قيام يوم الدين، وهذا اللعن يعود على هذا الرافضي ومن رضي بقوله، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن اللعنة تعود إلى قائلها إذا لم يكن الملعون مستحقًا لها.

وأما آية البقرة وهي قوله تعالى ((ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون)) فإنها تنطبق على الرافضة، حيث أنهم يعرضون عن الحق الظاهر في القرآن، من مدح الصحابة والرضا عنهم، كما في آية سورة التوبة وهي قوله تعالى ((والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه)) فقد دخل فيها كل المسلمين إلا الرافضة، فلم يتبعوهم بإحسان، وأما آية النساء وهي قوله تعالى ((إن المنافقين في الدرك الاسفل من النار)) فإنها تنطبق على الرافضة الذين يستعملون التُقية ويجعلونها من دينهم وهي صفة المنافقين، قال تعالى ((واذا لقوا الذين آمنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤن)) فالرافضة إذا قابلوا أهل السنة قالوا إنا معكم، نؤمن بالقرآن، ونؤمن بالسنة، ونحب الصحابة، ونترضى عن الشيخين أبي بكر وعمر، وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا إنما نحن مستهزئون، فيكونون منافقين، فيدخلون في هذا الوعيد. والله الموفق والهادي إلى سواء الصراط.

سؤال: أنا طالب جامعي ومعنا في الجامعة الكثير من الرافضة وأود أن أدعوهم للإسلام لكنهم يستخدمون التقية ولا يظهرون عقائدهم فبماذا تنصحني جزاك الله خير؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير