تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مدونة، ولا عبرة بالأكاذيب التي لفقت عليهم طوال هذه القرون، ومن كان قصده الحق رجع إليه بإذن الله، ومن أصر على ضلاله فلابد من مقاطعته والتحذير من الافتتان به.

وأما المسألة الثانية فإن الواجب على العامة التثبت في المسائل الفقهية وعدم الكلام في الأحكام إلا بدليل، فيجب الرجوع إلى العلماء المعروفين، وإلى المؤلفات الموثوق بأهلها، وخصوصًا في المسائل الخفية، فإن الخوض فيها بجهل ذنب كبير، لقول الله تعالى (ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب) وحيث أن هؤلاء العامة يقولون ما لا يعلمون، وينشرون في الصحف وفي المجلات وفي الشبكات العنكبوتية أقوالاً خاطئة، فإن ذلك ضرر على المسلمين، حيث يغتنم ذلك أعداء الدين من أهل الكتاب والمشركين، والجهلة المبتدعين، فيستشهدون بتلك الكتابات، ويطعنون بها في الدين الصحيح وفي عقيدة أهل السنة والجماعة، ويكون ذلك حجة للكفار على المسلمين، والواجب في هذه الفتاوى الرجوع فيها إلى أكابر العلماء، وإلى من أسندت إليهم الفتوى، وإلى ما كتبه علماء المسلمين قديمًا وحديثًا من كلام الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة، وأهل الصحاح والسنن الأربعة، وفقهاء الملة، ومشاهير العلماء، وأئمة الدعوة ونحوهم، فقد كفوا من بعدهم وتجلى الحق في أقوالهم ونصروا الدين وقمعوا المشركين والمبطلين، فنصيحتنا بالرجوع إلى مؤلفاتهم، كالصحيحين للبخاري ومسلم، وكتب السنة للإمام أحمد وابنه عبد الله، والخلال، وابن أبي عاصم، وابن خزيمة، والبربهاري، واللالكائي، وابن أبي زمنين، وابن قدامة، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والذهبي، وابن القيم، وابن أبي العز، وابن عبد الوهاب ومن جاء بعدهم وقبلهم من الأئمة، الذين بهم قام الدين وبه قاموا، والذين هم أئمة الهدى ومصابيح الدجى، مع الحذر من أئمة الضلال ودعاة الفساد وأهل البدع المضللين، ولو كثروا، ولو شبهوا، فإن الحق واحد والسبل المنحرفة كثيرة، كما قال تعالى (وأن هذا صراطي مستقيماً فأتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)

سؤال: عندي سؤال عن أصل هذا الدعاء ((اللهم اجعلني من الملائكة))؟ وهل لهذا الدعاء علاقة بعقيدة تناسخ الأرواح التي يؤمن بها بعض أهل المذاهب الأخرى؟ وما هي عقيدة تناسخ الأرواح؟

الجواب: إذا كان يقصد أن يجعله معهم يحشر معهم ويتعبد بمثل عباداتهم، فلا مانع من ذلك، فقد وصفهم الله بقوله تعالى (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون) وبقوله تعالى (إن الذين عند ربك لايستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون) (يسبحون الليل والنهار لايفترون) فمثل هذا طلب أن يمنحه الله قوة على العبادة كقوة الملائكة، وأما إذا كان يطلب أن يجعله الله ملكًا يطير مع الملائكة ويبقى معهم في الملأ الأعلى فإن هذا دعاء محرم، وهو عقيدة الذين يقولون بتناسخ الأرواح، ويدعون أن كل من مات فإن روحه قد تنقلب ملكًا يبقى مع الملائكة، وهذا اعتقاد فاسد. والله أعلم.

سؤال: انتشرت في الآونة الأخيرة (وبكثرة) تكفير حكام المسلمين جميعاً بسبب (كما يدعون) تحاكمهم إلى قوانين الأمم المتحدة الملحدة وتعطيل الشريعة الإسلامية وموالاة الكفار؟ ما رأيك بتلك الدعوات؟ وما رأيك في يفتي بذلك؟ وما حكمه؟

الجواب: لاشك أن التكفير العام لا يجوز، فإن هذا التحاكم وإن كان كفرًا لكنه كفر جزئي، أو كفر عملي، أو كفر دون كفر، أو اعتقده رئيس الدولة ولم يعتقده المواطنون والوزراء والقضاة ونحوهم، فلا يجوز تعميم القول بالكفر، ولاشك أن التحاكم إلى القوانين الوضعية المأخوذة من الأمم الملحدة الكافرة أنه كفر، إذا ترتب على ذلك تعطيل الشريعة الإسلامية، والطعن في أحكامها، وموالاة الكفار، ومحبتهم، وتفضيلهم على المسلمين، ومقاطعة المؤمنين ومعاداتهم، ولكن هذه الخصال لا توجد والحمد لله في البلاد التي تحكم بالشرع، والتي تقيم الحدود، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وإنما تنطبق على بعض البلاد التي استولى عليها الكفار وغيروا دينها، وتنزلت على رغباتهم.

سؤال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير