تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سؤال: إذا كانت فضائل علي بن أبي طالب كثيرة ولا يعدله معاوية رضي الله عنه، فلماذا لا نزال ندافع عن معاوية مع أنه خرج على إمام زمانه ولم يراعي قرابة رسول الله وسنّ الملك وجعل ابنه وليا على السلمين وهو ليس بكفؤ؟

جواب: نحن نعترف بفضائل علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- فهو أول من أسلم من الصبيان وهو ابن عم رسول الله وقد نام على فراشه لما طلبه المشركون فذهب مع أبي بكر- رضي الله عنه- إلى الغار وأمر عليا - رضي الله عنه- أن ينام في موضعه، وقد هاجر مع المهاجرين إلى المدينة وزوجه النبي صلى الله عليه وسلم بابنته فاطمة- رضي الله عنها- فولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم، وقد اشترك مع النبي صلى الله عليه وسلم في كل الغزوات إلا غزوة تبوك حيث خلفه على نسائه أمهات المؤمنين وعلى قرابته ومن حوله ليقوم مقامه، ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم بايع علي- رضي الله عنه- أبا بكر- رضي الله عنه- وصار وزيرا له ثم لعمر- رضي الله عنه- فهو يصلي خلفهما ويقاتل معهما ويقيم لهما الحدود ويسمع ويطيع ويعترف بفضلهما، ولما توفي عمر- رضي الله عنه- جعل الأمر شورى بعده في الستة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، ومنهم علي- رضي الله عنه- ولكن وقع الاختيار على عثمان- رضي الله عنه- لكثرة من اختاره وفضّله على غيره، وقد بايعه علي- رضي الله عنه- وسمع وأطاع وصار وزيرا له لكبر سنه ولقرابته ومصاهرته للنبي صلى الله عليه وسلم فهو زوج اثنتين من بنات النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا يُسمى ذو النورين، ثم ثار بعض الأعراب على عثمان- رضي الله عنه- فقتلوه، كان هذا حدث كبير.

وكان معاوية- رضي الله عنه- أقرب إليه نسبا وكان أهله يحبونه فأحزنهم قتل عثمان وبايعوا معاوية على الانتصار من أولئك الثوار، فجاء معاوية معه جمع كبير من أهل الشام وطلبوا من علي- رضي الله عنه- أن يمكنهم من قتلة عثمان ليقتلوهم انتقاماً منهم وانتصاراً لعثمان، وكان أولئك الثوار من رؤساء القبائل ولهم مكانه في أقوامهم وكانوا موجودين في جيوش المسلمين الموجود أكثرهم مع علي- رضي الله عنه- فامتنع علي - رضي الله عنه- من تسليمهم لمعاوية- رضي الله عنه- مخافة أن تثور عشائرهم ويكثر القتل وتعظم الفتنة فطلب من معاوية أن يبايعه حتى تجتمع الكلمة وتقوى شوكة المسلمين فبعد ذلك يحصل الانتقام من أولئك الثوار.

ولكن معاوية- رضي الله عنه- ومن معه خافوا من عدم التمكين فامتنعوا من المبايعة حتى يقتل أولئك الثوار، فعند ذلك نشبت الحرب بين على ومعاوية في صفين وقتل فيها خلق كثير من الفريقين، وتمسك أهل الشام بمعاوية- رضي الله عنه- لحسن سيرته فيهم ولحلمه وكرمه وصرامته مع كونه صحابيا قد بايع النبي صلى الله عليه وسلم واستعمله لكتابة الوحي والرسائل وأمّنه على ذلك، وغزا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة حنين وأوطاس وتبوك وحج معه حجة الوداع، وتولى تقصير شعره في عمرة الجعرانة فلا يُنكَر فضله، وأما عهده بالخلافة إلى ابنه يزيد فهو اجتهاد منه

مع أن يزيد كان عابدا صالحاً وهو أمير الجيش الذي غزا القسطنطينية، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له، وقد ألصق به الأعداء من الرافضة أكاذيب ووقائع لا حقيقة لها، وصاروا يتقربون بلعن معاوية وابنه وجحدوا ما لهما من الفضائل.

.................

سؤال: هل يرفض الفقه الذي جاء به أمثال الصادق من أئمة الشيعة لأني قرأت أنهم من أفضل الأئمة ولم يقروا الشيعة على أعمالهم؟

! لجواب: اعلم أن الرافضة قد جعلوا من جعفر الصادق- رضي الله عنه- سلماً إلى الطعن في الصحابة وألفوا في علي وابنيه فوضعوا أكاذيب وترهات نسبوها إلى جعفر- رضي الله عنه- وهو بريء منها، فمن فكر فيها وتعقل ألفاظها عرف بأنها موضوعة مكذوبة فإن جعفراً - رضي الله عنه- يوالي الصحابة ويحب الخلفاء ويترضى عن أبي بكر وعمر- رضي الله عنهما- فعلى هذا لا يصدق كل ما ألصق به من الطعن والثلب والسباب للصحابة- رضي الله عنهم-

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير