وهكذا ما رووا عنه من الفقه والأحكام التي زعموا أنه رواها عن أبيه عن زين العابدين عن الحسين عن علي- رضي الله عنهم- فإن أحاديث علي والحسن والحسين- رضي الله عنهم- قد رواها أهل السنة بالأسانيد المتصلة وليس منها تلك الأكاذيب ويدل على كذبها ما عمله خالد الواسطي من الرواة عن زيد بن علي عن أبيه عن جده حيث خالف ما رواه الرافضة عن جعفر- رضي الله عنه- خلافا كثيرا مما يدل على كذب الرافضة والزيدية على أهل البيت، فمتى صح شيء من الفقه أو الأحكام عن جعفر أو أبيه أو جده أو الحسين أو أبيه وثبت ذلك عنه فإنا نقبله ونعمل به، فأما قبول تلك الأكاذيب التي تمجها الأسماع وتنكرها الطباع فإنها لا نصدق بها.
...................
سؤال: إن وُجد شيعي لا يسب الصحابة ويترضى عليهم لكنه يفضل علي ويعمل بالمذهب الجعفري، هل يُعد هذا مسلم؟
الجواب: إذا وجد من الشيعة من يترضى عن أبي بكر وعثمان وعلي وعمر ومعاوية وأبي هريرة وسائر الصحابة- رضي الله عنهم- اعتبر من أهل السنة ومن شيعة جميع الصحابة لا يكون من شيعة علي رضي الله عنه وحده، وينكر على من فضّل عليا- رضي الله عنه- على الخلفاء قبله وادعى أنه مظلوم ومهضوم حقه، فليس هذا من أهل السنة ولكن لا يخرج عن أهل الإسلام.
وأما مذهب جعفر في العقيدة وفي الفقه فهو مذهب أهل السنة والجماعة، فالمذهب المنسوب إليه عند الرافضة مكذوب عليه، فعمدة أهل السنة على القرآن الكريم وعلى الأحاديث الصحيحة وهي عمدة جعفر وسائر الأئمة ..
سؤال: يوجد في بلادنا أناس متمسكون بأوراد ما أنزل الله بها من سلطان منها ما هو بدعي أو شركي وينسبون ذلك إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره ويقرؤون تلك الأوراد في مجالس الذكر والمساجد بعد صلاة المغرب زاعمين أنها قربة إلى الله كقولهم بحق الله رجال الله أعينونا بعون الله وكونوا عوننا بالله وكقولهم يا أقطاب ويا أسياد أجيبوا يا ذوي الإمداد فينا واشفعوا لله هذا عبدكم واقف وعلى بابكم عاكف ومن تقصيره خائف أغثنا يا رسول الله ومالي غيركم اذهب ومنكم يحصل المطلب وأنتم أهل الله بحمزة سيد الشهداء ومن منكم لنا مدد أغثنا يا رسول الله وكقولهم اللهم صل على من جعلته سببا لانشقاق أسرارك الجبروتية وانفلاقًا لأنوارك الرحمانية فصار نائبا عن الحضرة الربانية وخليفة اسرارك الذاتية
هل تصح الصلاة خلف الإمام الذي يدعو بهذا الدعاء؟
الجواب: هذه أوراد مبتدعة، وفيها ما هو شرك صريح: كقوله: ((يا أقطاب ويا أسياد أجيبوا يا ذوي الأمداد)) وقولهم: ((أغثنا يا رسول الله ومالي غيركم اذهب))، فواجب الإنكار على هؤلاء المتمسكين بهذه الأوراد، وإرشادهم إلى الأوراد الصحيحة، وإذا أصروا على ذلك وجب إبعادهم عن مساجد المسلمين، وطردهم وتفريقهم، حتى يبتعدوا وينكسروا، لعلهم يرشدون، ولا تصح الصلاة خلف هؤلاء لأنها باطلة بهذا الشرك الصريح.
سؤال: ما حكم من نادى رافضيا بالأخ فلان أو الأخت فلانة؟ هل في هذا إثم لقول الله تعالى (إنما المؤمنون إخوة)؟ وهل هم أخوة في الدين أو العقيدة؟
الجواب: إذا عرفت عقيدة الرافضة، وأنهم يكفرون الصحابة، ويكفرون أهل السنة، ويرون عدم صحة الصلاة خلف أهل السنة، ومن صلى خلفهم رياءً فإنه يعيد الصلاة، ويرون الطعن في القرآن، وأنه محرف وأن الصحابة حذفوا أكثر من ثلثيه، ولا يقبلون الأحاديث الصحيحة في فضائل الصحابة، فعلى هذا ليسوا بمسلمين، وليسوا إخوة لأهل السنة، فلا يجوز نداء أحدهم بالأخ أو بالأخت، فليسوا من المؤمنين، فإن المؤمنين إخوة، بل هم مخالفون في الدين والعقيدة، وبينهم وبين أهل السنة فرق كبير، فالواجب الحذر منهم، والتحذير من موآخاتهم ومصادقتهم، إلا إذا كان على سبيل الدعوة لمن يرجى استجابته ويُأمَّل تحوله لمذهب أهل السنة.
سؤال: هل خالف الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله السلف الصالح في أمور العقيدة .. ودائماً ما نسمع من أهل البدع وعُباد القبور قولهم أنه يوجد مذهب وهابي فما صحة ادعاءاتهم؟ ولماذا يطلقون على المشايخ في المملكة أن مذهبهم وهابي؟
الجواب: الشيخ ابن عبد الوهاب ليس له مذهب جديد، فهو في الفروع على مذهب الإمام أحمد، ومع ذلك يتركه إذا ترجح قول بخلافه، وأما في الأصول فهو في العقيدة على مذهب السلف، لم يخالف في أمر العقيدة لما كان عليه السلف الصالح، كأصول السنة للإمام أحمد، والسنة له رحمه الله، والسنة لابنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، والسنة للخلال، والواسطية لابن تيمية، والطحاوية للطحاوي، وشرحها لابن أبي العز الحنفي، ثم إنه وجد أهل زمانه يعبدون الأموات، ويطوفون بالقبور، ويتحرون الصلاة عند القبور، فأنكر ذلك عليهم، ودعاهم إلى التوحيد الذي دعت إليه الرسل، والذي كان عليه السلف الصالح، فلا يقال: إنه جاء بمذهب جديد.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
¥