تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وامتد تأثير المجلة إلى كثير من الأقطار الإسلامية، وصار لها مؤيدون ومحبون، كونوا مدارس فكرية في هذه الأقطار، وقد أشار إلى ذلك كتاب "وجهة الإسلام" الذي قام بتأليفه جماعة من المستشرقين على رأسهم هاملتون جب، فقال: "ولم يشرق منار الإسلام على المصريين وحدهم، ولكنه أشرق على العرب في بلادهم وخارجها وعلى المسلمين في أرخبيل الملايو الذين درسوا في الجامعة الأزهرية، وعلى الإندونيسي المنعزل الذي ظل محافظًا على علاقاته بقلب العالم الإسلامي بعد عودته لبلاده النائية .. وقد أصبح الذين اقتبسوا من نور المنار منارات صغرى في إندونيسيا بعد أن عادوا إليها…".

ولم يكن استمرار مجلة المنار في الصدور أمرًا هينًا وسهلاً، بل صادفت صعوبات كثيرة، وأزمات مادية، ومنافسة من مجلات أخرى؛ وهجومًا من أعداء لها ضاقوا بفكرتها الإصلاحية ودعوتها التحريرية الواعية، ولم يكن الشيخ يملك جاهًا أو سلطانًا، بل كان يملك عقلاً واعيًا وقلبًا صادقًا، ورغبة ملحة في الإصلاح، وهمة عالية في الصبر والثبات ومواجهة الأزمات، ساعده ذلك على الاستمرار في صدور مجلته، وإن تعثرت أحيانًا عن الصدور شهرًا أو شهرين، لكنها لم تتوقف تمامًا حتى وفاته في (27 من جمادى الأولى 1354هـ=22 من أغسطس 1935م).

بعد وفاة مؤسسها

توقفت المجلة سبعة أشهر بعد وفاة الشيخ رشيد رضا، ثم أسندت رئاسة تحريرها إلى الشيخ "بهجت البيطار" من علماء سوريا المعروفين، فقام على تحريرها، وحاول إكمال التفسير الذي كان ينهض به الشيخ، فأتم تفسير سورة يوسف، ثم توقفت المنار مرة أخرى لمدة تقترب من ثلاث سنوات.

ثم أسندت أسرة الشيخ إصدار المجلة إلى الإمام المرشد "حسن البنا" مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وكان مقدرًا للمجلة وصاحبها، فأصدر العدد الأول الجديد في (غرة جمادى الآخرة 1358هـ=18 من يوليو 1939م) بعد تردد، وكان لرجوعها مرة أخرى صدى واسع، عبر عنه الإمام محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر بكلمة في افتتاحية الإصدار الجديد، قدم فيه حسن البنا إلى قراء المنار، مشيدًا بعلمه وقدرته في مجال الدعوة الإسلامية.

وواصلت المجلة صدورها لكنه كان بطيء الخطى، والمهام جسيمة على رجل مثقل بالمسئوليات، مشغول بأعباء كثيرة، فلم يتمكن من الاستمرار، وتوقفت المجلة بعد أن صدر منها ستة أعداد على مدى أربعة عشر شهرًا، وذلك في سنة (1359هـ=1940م).

مصادر الدراسة:

أحمد الشرباصي: رشيد رضا، الصحفي، المفسر، الشاعر – مطبوعات مجمع البحوث الإسلامية – القاهرة – 1977م.

إبراهيم العدوي: رشيد رضا، الإمام المجاهد – الدار المصرية للتأليف والترجمة – القاهرة – بدون تاريخ.

أنور الجندي: إعلام وأصحاب أقلام – دار نهضة مصر – القاهرة – بدون تاريخ.

محمود منصور هيبة: الصحافة الإسلامية في مصر – دار الوفاء للطباعة والنشر – المنصورة – مصر – 1410=1990.

سامي عبد العزيز الكومي: الصحافة الإسلامية في القرن التاسع عشر – دار الوفاء للطباعة والنشر – المنصورة – مصر – 1413هـ=1992م.

اهـ منقول

وهذا مقال آخر في ترجمة الشيخ رشيد رضا رحمه الله

http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/08/article13.shtml

رشيد رضا: الإصلاح يبدأ بالصحافة والتعليم

(في ذكرى وفاته: 23 من جمادى الأولى 1354هـ)

أحمد تمام

الشيخ رشيد رضا

كان الشيخ رشيد رضا أكبر تلامذة الأستاذ الإمام محمد عبده، وخليفته من بعده، حمل راية الإصلاح والتجديد، وبعث في الأمة روحًا جديدة، تُحرِّك الساكن، وتنبه الغافل، لا يجد وسيلة من وسائل التبليغ والدعوة إلا اتخذها منبرًا لأفكاره ودعوته ما دامت تحقق الغرض وتوصل إلى الهدف.

وكان (رحمه الله) متعدد الجوانب والمواهب، فكان مفكرًا إسلاميًا غيورًا على دينه، وصحفيًا نابهًا ينشئ مجلة "المنار" ذات الأثر العميق في الفكر الإسلامي، وكاتبًا بليغًا في كثير من الصفح، ومفسرًا نابغًا، ومحدثًا متقنًا في طليعة محدثي العصر، وأديبًا لغويًا، وخطيبًا مفوهًا تهتز له أعواد المنابر، وسياسيًا يشغل نفسه بهموم أمته وقضاياه، ومربيًا ومعلمًا يروم الإصلاح ويبغي التقدم لأمة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير