ـ[منة الرحمن]ــــــــ[07 - 08 - 07, 05:50 ص]ـ
واضافة من كتاب منهج المدرسة العقلية الحديثة فى التفسير للدكتور فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومى (استاذ الدراسات القرآنية بكلية المعلمين بالرياض)
يقول دكتور فهد: وفى الحق أن السيد رشيد تأثر فى حياته برجلين وكتاب ومجلة اما الرجلان قتقدم ذكر الأول ((يقصد معلمه حسين الجسر) اماالثانى فمحمد عبده. اما الكتاب فكتاب إحياء علوم الدين للغزالى اما مجلة فالعروة الوثقى.
مع الغزالى:
قرأ السيد رشيد إحياء علوم الدين للغزالى ودأب على مطالعته مرارا وتكرارا حتى صار له بالغ التأثير فى سلوكه فأحب التصوف وانقطع للعبادة وحدث عن نفسه بعد صلاة العيد فقال"صعدت إلى الغرفة خلوتى واتممت قراءة ما بلغته من الأحياء وفيه ذلك البحث البليغ العظيم التأثير فى الفناء والتوحيد فما تنممته الا وشعرت بأننى فى عالم آخر من اللذة الروحيةوانه لم يبق لى وزن فكأنى روح بغير جسد"واستمر السيد فى طريقته الصوفية.
الأمر بالمعروف:
وكان السيد مع هذا يأمر بالمعروف وينهى ععن المنكر فأعلن انكاره لما يحدث فى مجالس الذكر لجماعةالمولوية وكان يقرأ الدروس فى المسجد ويحث فى خطبة الجمعة على الاصلاح ويذهب إلى المقاهى وينصح من فيها باداء الصلوات ويبسط فى تعليمهم ابواب الفقه ويقرب قواعده للعامة ويحذر من التبرك باصحاب القبور ويأمر بقطع الأشجارالتى يتبرك فيها بعض العوام ويلقى الدروس على نساء القرية لتعيمهن فى الطهارة والعبادات واللباس.
العروة الوثقى
كان هذا تصوفه وكانت تلك بداية اصلاحه وهما نتيجة تاثره باحياء علوم الدين الى ان تلقى بالمؤثر الثانى الذى يحدث عنه رشيد فيقول:"كنت أقلب فى أوراق والدى فرأيت ععدين من جريدة العروة الوثقى فقرأتهما بشوق ولذة ففعلا فى نفسى فعل السحر" "وكان كل عدد منها كسلك من الكهرباء اتصل بى فأحث فى نفسى من الهزة والانفعال والحرارة والاشتعال ما قذب بى من طور الى طور ومن حال الى حال"ويصف الطورين والحالين فيقول "كان همى قبل ذلك محصورا فى تصحيح عقائد المسلمين ونهيهمعن المحرمات وحثهم على الطاعات وتزهيدهم فى الدنيا ....
فتعلق نفسى بعد ذلك بوجوب ارشاد المسلمين عامة الى المدنية والمحافظة على ملكهم ومبارة المم العزيزة فى العلوم والفنون والصناعات وجميع مقومات الحياة فطفقت استعد لذلك استعداد".
مع الافغانى وعبده:
واشتهر حبه وتعلقه الشديد بالافغانى ومحمد عبده حتى صار الثناء عليهما يعتبر تقربا إليه.
وكتب الافغانى وهو فى الاستانة كتابا ابان له فيه ما يمكنه له من محبة وتأييد وسأله ان كان يقبله مريدا يتلقف الحكمة منه وتلميذا يقوم ببعض الخدمة.
وكان الشيخ محمد عبده فى الشام منفيا من مصر والتقى به السيد رشيد مرتين فى طرابلس فى مناسبتين قصيرتين كان نتيجتهما زيادة إعجاب السيد رشيد بالإمام ورغبته فى الأتصال به.
رحلته إلى مصر: وبعد ان توفى الافغانى سنة 1314هجريا عزم السيد رشيد على الرحيل الى مصر للاتصال بوارث علمه وحكمته الاستاذ الامام لتلقى الحكمة منه.
وكان وصوله الى القاهرة يوم السبت 23 رجب 1315هجريا.
اللقاء:
وفى ضحوة الاحد ذهب الى زيارة الاستاذ محمد عبده بداره فى الناصرية وكان أول حديث لهما فى هذا اللقاء الأول عن اصلاح الازهر وما قام به الامام من اصلاهات فيه وكان اول اقتراح له عليها ان يكتب تفسيرا للقرآن ينفخ فيه من روحه التى وجد روحها ونورها فى مقالات العروة الوثقى.
فلم يوافق الامام بل اجابه ان القرآن لا يحتاج إلى كامل من كل وجه فله تفاسير كثيرة اتقن بعضها مالم يتقنها بعض ولكن الحاجة شديدة الى تفسير بعض الايات فاقترح عليه رشيد أن يقرأ درسا فى التفسير واكثر عليه القول فى ذلك فى زيارته التالية.
درس التفسير:
فوافق الامام وبدأ الدرس فى غزة المحرم سنة 1317هجريا وانتهى منه فى منتصف المحرم سنة 1323هجريا عندالتفسير قوله ومن الاية 125 من النساء وتقدم طريقته فى ذلك ولم يتوقف التفسير حتى يموت الامام فواصل السيد رشيد التفسير من حيث توقف استاذه.
منهجه فى التفسير:
ويصف طريقته بعد وفاة أستاذه فى التفسير فيقول "هذا واننى لما استقللت بالعمل بعد وفاته خالفت منهجه رحمه الله تعالى بالتوسع فيما يتعلق بالآية من السنة الصحيحة سواء كان فى تفسيرا لها أو فى حكمها وفى تحقيق بعض المفردات او الجمل اللغوية والمسائل الخلافية بين العلماء وفى الاكثار من شواهد الآيات فى السور المختلفة وفى بعض الاستطرادات لتحقيق مسائل تشتد حاجة المسلمين إلى تحقيقها".
كانت تلك طريقته فى التفسير بعد وفاة استاذه واكمله الى الآية 101 من سورة يوسف وطبع الجزء الثانى عشر والاخير من المنار الى نهاية الآية 53 من سورة يوسف أما الباقى من السورة فاكمله الاستاذ بهجت البيطار وطبعه باسم رشيد رضا فى كتاب المستقبل يشمل السورة كاملة.
تابعوا معنا ...
¥