تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[منة الرحمن]ــــــــ[07 - 08 - 07, 05:54 ص]ـ

سلفيته:

واحسب ان الحديث عن السيد رشيد رضا لا يتم الا بالحديث عن سلفيته،كيف لا وهى الصورة التى رسخت فى اذهان الناس عنه.

ولعل الحديث عن مثل هذه السمة البارزة فى شخصية السيد رشيد يطرح سؤالا عريضا عن كيفية جمع السيد رشيد لصفة السلفية مع انتمائه الى المدرسة العقلية الحديثة وهم الى المعتزلة اقرب منهم الى السلف.

الحق ان السيد رشيد –هذا حسب اعتقادى- بد ايتحول تدريجيا من منهج المدرسة العقلية الحديثة الى المدرسة الى منهج السلف ولعل بداية هذا التحول تعقب وفاة استاذه محمد عبده.

وهو وان لم تحولا كاملا الا أنه كان فى ازدياد الى ان ادركته الوفاة وتبدوا مظاهر هذا التحول عن سيرة سلفه التى ساروا عليها فيما يلى:-

أولا: منهجه فى التفسير

فقد نص تفسيره على انه خالف منهج استاذه بالتوسع فيما يتعلق بالآية من السنة الصحيحة سواء كان تفسيرا لها أو فى حكمها وفى تحقيق بعض المفردات أوالجمل الغوية والمسائل الخلافية بين العلماء،وفى الأكثار من شواهد الآيات فى السور المختلفة وفى بعض الاستطرادات لتحقيق مسائل تشتد حاجة المسلمين الى تحقيقها بما يثبتهم بهداية دينهم فى هذا العصر أو يقوى حجتهم على خصومه من الكفار والمبتدعة أو يحل بعض المشكلات الى اعياحلها بما يطمئن به القلب وتسكن إليه النفس.

ثانيا: عنايته بكتب السلف وطبعها فلى مطبعة المنار وذلك بطبع كتب ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب ونحوهم وهو امر اشتهر به السيد رشيد والمنار حتى سماه خصومه بالوهابى.

وبذل جهدا كبيرا فى الدفاع عن العقيدة المتمثلة فى دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب فكتب مقالات عديدة فى الدفاع عنها بل تجاوز هذاالى تأليف كتاب:

1 - السنةوالشيعة أو الوهابية والرافضة (رد فيه على خصوم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من الشيعة والرافضة).

2 - الوهابيون والحجاز (وهو مجموعة مقالات كتبها حينما هاجم خصوم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الحركة الإصلاحية ووصفوها بالإبتداع والخروج عن الاسلام، شرح فيها حركة الشيخ محمد بن عبد الواهاب ومبادئها واهدافها وحالة اتباعها فى عصره وانهم لايرجى غيرهم فى اعادة ما للمسلمين من عزة ومجد.

ونشاطه فى طبع كتب السلف وتحقيقها والتعليق عليها بما يوضحها ويجلوها للناس أمر لايخفى، وكان لها الأثر الكبير فى تحوله الى مذهب السلف وتأثره بهم عن طريق كتبهم.

ثالثا: الخصومة بينه وبين اتباع المدرسة العقلية الحديثة من تلاميذ الشيخ محمد عبده فقد ادركوا تحوله عن منهج شيخه وجرت بينه وبينهم مناقشات حادة فى الصحف كثيرا ما هاجموه وهاجموا آراءه الجديدة ومن هؤلاء الاستاذ محمد حسين هيكل رئيس تحرير جريدة السياسة المصرية فقد فتح مجلته للهجوم على السيد رشيد رضا،ويذكر السيد رشيد ان السبب فى ذلك هو وقوفه ضد على عبد الرازق وكتاب (الاسلام واصول الحكم) الذى انكر فيه التشريع الاسلامى من اساسه.

ومن هؤلاء الشيخ عبد العزيز جاويش والاستاذ محمد فريد وجدى فقد حاربوه على صفحات مجلتهم (العلم) الناطقة بإسم الحزب الوطنى ووصفوا جمعية الدعوة والإرشاد ومدرستها التى يقوم السيد رشيد رضا برئاستها بأنها تعمل لاسقاط الخلافة العثمانية وانشاء خلافة عربية،وهم يقصدون بهذا ان تطع الدولة العثمانية عنها معونتها وتغلق ابوابها ويخسر السيد رشيد بابا من ابواب الاصلاح التى افتتحها ورد السيد رشيد على هذا وبادر الى اعلان نظام جمعية الدعوة والارشاد بكل وضوح.

ولم يكن هؤلاء وحدهم خصومه بل كان منهم كل من يحارب الاسلام فضلا عن الدعوة السلفية اذكر من هؤلاء سلامة موسى الذى حمل على رشيد رضا حملة قوية حتى قال "ان بلدة طرابسل الشام صدرت الى مصر فى تاريخها الحديث نكبتين: أولهما الطاعون وثانيهما الشيخ رشيد رضا".

ومع ان الخصومة بينه وبين الاستاذ هيكل والشيخ جاويش لم تمتد طويلا فقد انتهت بالمصالحة والتراضى الا أن هذا يرجع الى سماحة السيد رشيد رضا ولين جانبه وتناسيه لاخطأئهم بل كان سريع التأثر اذا ذكروا بعد موتهم عنده ولما مات جاويش كتب عنه السيد رشيد رضا فى مجلة المنار ومدحه ورثاه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير