اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: لكل من المفطرات السابقة حكما خاصا بها بينه الشرع الكريم وإليك تفصيل ذلك.
س26) ما حكم من أكل أو شرب عمداً في نهار رمضان؟
اعلم وفقك الله أنه: من أكل أو شرب عمداً ليس عليه قضاء ولا كفارة وذلك لعدم ثبوته , فإن قضى متعمداً بلا عذر صياماً لا يصح منه.
قال ابن حزم: وبرهان ذلك أن وجوب القضاء في تعمد القيء قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا قبل , ولم يأت في فساد الصوم بالتعمد للأكل أو الشرب أو الوطء نص بإيجاب القضاء ,وإنما افترض تعالى رمضان لا غيره على الصحيح المقيم العاقل البالغ , فإيجاب صيام غيره بدلاً منه , إيجاب شرع لم يأذن الله تعالى به , فهو باطل , ولا فرق بين أن يوجب الله تعالى صوم شهر مسمى , فيقول قائل: إن صوم غيره ينوب عنه بغير نص وارد , وبين من قال: إن الحج إلى غير مكة ينوب عن الحج إلى مكة , والصلاة إلى غير الكعبة , تنوب عن الصلاة إلى الكعبة , وهكذا في كل شئ , قال الله تعالى (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا) البقرة , وقال تعالى (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) الطلاق.
س27) ما حكم القيء في نهار رمضان؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: القيء عمداً مبطلاً للصيام ويجب عليه قضاء ذلك اليوم , أما إذا غلبه القيء فلا قضاء عليه ولا كفارة , والدليل حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ) صححه الألباني.
س28) هل يجب على الحائض و النفساء قضاء ما أفطرته في نهار رمضان؟
اعلم رحمك الله أن: الحائض و النفساء يجب عليهما القضاء عَنْ مُعَاذَةَ قَالَتْ سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ فَقَالَتْ (أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ قُلْتُ لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ وَلَكِنِّي أَسْأَلُ قَالَتْ كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ) مسلم.
س29) ما حكم من جامع في نهار رمضان؟
اعلم عفاك الله أن: الجماع في نهار رمضان مبطلاً للصيام ويجب عليه كفارة ,عن أَبَى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ قَالَ مَا لَكَ قَالَ وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا قَالَ لَا قَالَ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ لَا فَقَالَ فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ لَا قَالَ فَمَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ وَالْعَرَقُ الْمِكْتَلُ قَالَ أَيْنَ السَّائِلُ فَقَالَ أَنَا قَالَ خُذْهَا فَتَصَدَّقْ بِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَعَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا يُرِيدُ الْحَرَّتَيْنِ أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ ثُمَّ قَالَ أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ) البخاري.
الركن الثالث النية
س30) النية ركن من أركان الصيام ولابد أن تكون قبل الفجر ما الدليل على ذلك؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أنه: يجب تثبيت النية قبل الفجر في الصيام الواجب , لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ) صححه الألباني , ومن المعلوم أن كل شخص يقوم آخر الليل ويتسحر فإنه قد أراد الصيام لأن كل عاقل يفعل الشيء باختياره لا يمكن أن يفعله إلا بإرادة والإرادة هي النية.أما صيام النافلة فلا يجب تثبيت النية من الليل , عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ (دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ
¥