اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أن: هناك صيغاً كثيرة للنذر منها أن يلتزم بالصيام في مقابل حدوث نعمة أو اندفاع بلية فمثلاً يقول: إن شفى الله مريضي فلله علىَّ صيام شهر مثلاً , فإذا حصل المعلق به لزمه الوفاء بما التزم به والدليل قوله صلى الله عليه وسلم (مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ) , ومن أنواع النذر أن ينذر ابتداءً من غير تعليق على شيء فيقول لله على صيام شهر مثلاً فيلزمه وفاء النذر , ومن أنواع النذر أيضا أن يمنع نفسه من فعل أو يحثها عليه كقوله مثلاً إن أنا دخلت دار فلان فلله علىَّ صيام شهر مثلاً أو نحو ذلك , فهذا مخير بين أن يلتزم بما قال أو كفارة اليمين.
س53) ما حكم النذر؟
اعلم سددك الله إلى هداه أن:حكم النذر مكروه قال صلى الله عليه وسلم (لَا يَأْتِي ابْنَ آدَمَ النَّذْرُ بِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ قُدِّرَ لَهُ وَلَكِنْ يُلْقِيهِ النَّذْرُ إِلَى الْقَدَرِ قَدْ قُدِّرَ لَهُ فَيَسْتَخْرِجُ اللَّهُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ فَيُؤْتِي عَلَيْهِ مَا لَمْ يَكُنْ يُؤْتِي عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ) البخاري.
س54) ما الحكم فيما إذا وافق صيام النذر أيام منهي عن الصيام فيها؟
اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أنه: إذا وافق صيام النذر أيام منهي عن الصيام فيها فلا يصومه عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَصُومَ يَوْمًا فَوَافَقَ يَوْمَ أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِوَفَاءِ النَّذْرِ وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ) مسلم.
الدرس الثاني الصيام المندوب
اعلم وفقك الله أن: الصيام المندوب ينقسم إلى قسمين:صيام مطلق وصيام مقيد , والمقيد إما أن يكون مبهم وإما أن يكون معين وإليك تفصيل ذلك.
س55) تكلم عن الصيام المندوب؟
اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أن: الصيام المندوب ينقسم إلى قسمين:صيام مطلق وصيام مقيد , والمقيد إما أن يكون مبهم وإما أن يكون معين.
أولا) - المبهم: وينقسم إلى قسمين أولهما غب الصوم وهو إفطار يوم وصوم يوم , قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَهُ أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلثَََََهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا) متفق عليه , وأما الثاني فهو صيام ثلاث أيام من كل شهر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَصَلَاةِ الضُّحَى وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ) متفق عليه.
ثانياً) المعين: وهو المعين بالشهور مثل
ا] المحرم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ) مسلم.
ب] شوال: وذلك لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر) مسلم.
ج] شعبان: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ) البخاري.
د] الأشهر الحرم: قال ابن تيميه في مجموع الفتاوى ((25 - 291)) (في المسند وغيره حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بصوم الأشهر الحرم وهى رجب وذو الحجة والمحرم)، فهذا في صوم الأربعة جميعاً , لا في تخصيص رجب منفرداً.
الدرس الثالث الأيام المنهي الصيام فيها
¥