تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لم يكن (ابن حجر الهيتمي) أول أعداء (ابن تيمية) والناقمين عليه، وأيضاً لم يكن آخرهم. ولم يكن ابن تيمية أول من نال الناس منه. ووقعوا في عرضه، ولن يكون آخرهم. هو خلقٌ بشريٌ قديم، من يوم أن قتل (قابيل) أخاه (هابيل).

وسيستمر هذا الخلق القديم، مادام هناك بشر، ومادام هناك نوابغ ومادام هناك متفوقون. ولن يضير (ابن تيمية)، ولن يضير غير (ابن تيمية) من العاملين للخير والرشاد والهدى، أن تنطلق حولهم الأكاذيب، ما داموا صادقين وماداموا مخلصين.

لكن من هو (ابن تيمية) هذا؟ هو: (تقي الدين أبو العباس أحمد) يقول عنه (ابن الوردي) ((: كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث)).

ويقول عنه (عماد الدين الواسطي): ((فوالله ثم والله لم ير تحت أديم السماء مثل شيخكم ابن تيمية علماً وعملاً وحالاً وخلقاً واتباعاً وكرماً وحلماً)).

ويقول عنه (ابن دقيق العيد): ((سائر العلوم بين عينيه يأخذ ما شاء منها ويترك ما شاء)).

ويقول (الحافظ المزي): ((ما رأيت مثله،؟ ولا رأى هو مثل نفسه)).

أما أبوه: فهو (شهاب الدين أبو أحمد عبد الحليم).

يقول (الذهبي): ((وكان إماماً محققاً، كثير الفنون، وكان من أنجم الهدى)).

وأما جده: فهو (مجد الدين أبو البركات عهد السلام بن عبدالله بن أبي القاسم الخضر محمد بن الخضر بن علي ابن تيمية).

يقول عنه (الحافظ عز الدين): ((حدث بالحجاز والعراق والشام وحران وصنف ودرس وكان من أعيان العلماء، وأكابر الفضلاء)).

ويقول (الذهبي): ((وكان معدم النظير في زمانه، رأسا في الفقه وأصوله، وصنف التصانيف واشتهر اسمه وبعد صيته)).

هذا هو ابن تيمية، وهذا أبوه، وهذا جده، ذرية بعضها من بعض، في العلم والفضل والنبل. ولد ابن تيمية في يوم الإثنين 10 من ربيع الأول سنة 661هـ، وتوفي ليلة الإثنين 29 من ذي القعدة سنة 728 هـ. رحمه الله!

((ما أبقي صديقاً لعمر)) كلمة قالها أمير المؤمنين تصور إلى مدى بعيد ما نحن فيه. فالرجل العظيم دائماً – بما خطه لنفسه من مبادئ ومثل لا تقبل الضيم ولا تقر الهوان يكثر أعداؤه والحاقدون عليه؛ لأنه لا يخادع، ولا يوارب، ولا يتملق. وكذلك كان (ابن تيمية)؛ وكذلك كان الناس معه، لقد عاداه الناس، وكادوا له، وقعدوا له بكل صراط يوعدون ويصدون ويعوقون.

ثم ماذا؟ ثم لقي كل مصرعه، وضاع بين الضجيج، وبقي (ابن تيمية) في تقدير التاريخ، وفي خلد الزمان.

مات شيخ الإسلام، وبكاه خلق كثير، ويكفي أن تعلم أن عدد من صلى عليه حزر بخمسمائة ألف رجل وخمس عشر ألف امرأة.

يقول أحد الذين شهدوا جنازته:

((ولم يتخلف فيما أعلم إلا ثلاثة أنفس، كانوا قد اشتهروا بمعاندته، فاختفوا من الناس خوفاً على أنفسهم، بحيث غلب على ظنهم أنهم متى خرجوا رجمهم الناس)).

وهكذا تكون عاقبة المحسنين الطيبين، يجعل الله لهم لسان صدق في الناس.

وصدق الإمام أحمد ?، في حديث له مع أعدائه والحاقدين عليه: ((قولوا لأهل البدع، بيننا وبينكم الجنائز)).

رضي الله عن (ابن تيمية).

ورضي الله عن أشياخه الذي أثروا فيه.

وتلاميذه الذين تأثروا به.

فلقد كان دائرة معارف واسعة في الأصول والفقه والتفسير والحديث وشتيت من المعارف والفنون. مما جعل له الصدارة والإمامة. ووضعه بحق في ذلك المركز الجليل الخطير، مشيخة الإسلام.

وبعد:

فهذا هو كتاب (جلاء العينين) بين يديك.

ستجد فيه علماً غزيراً، وخيراً كثيراً.

سيحدثك عن كل ما تريد وفوق ما تريد.

وسيتركك هادئ النفس مستريح الضمير طيب الوجدان، بما سيقدمه لك من هدى ويقين ونور.

والذي عليك هو أن تقبل عليه، وإقبال الهيم على المورد العذب الصافي، فتعب منه عللاً بعد نهل.

والله يكلؤك، ويرعاك، ويسدد خطاك.

والحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات والسلام على نبيه فخر الكائنات،

على السيد صبح المدنى

رحمه الله وعفا عنه

ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[07 - 07 - 03, 10:54 م]ـ

لمن اراد قراءة الكتاب كامل

الملف الاول

ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[16 - 07 - 03, 12:39 ص]ـ

خاتمة الكتاب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير