تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي تلك الأثناء أيضاً كان بروكلمن مشغولاً بجمع مواد لـ " معجم سرياني"، لأن الحاجة كانت تدعو آنذاك إلى وضع معجم سرياني Lexicon Syriacum الذي صنفه كستلوس Castellus ( وطبع 1788) كان قد نفد منذ وقت طويل، كما أن تقدم الدراسات في النصوص السريانية كان يدعو إلى تجديده وإضافة الكثير من المواد إليه؛ ومن ناحية أخرى كان " كنز اللغة السريانية " Thesaurus Syriacus الذي أصدره R.Payne Smith ( ولا يزال حتى اليوم خير معجم لهذه اللغة) في 1868 حافلاً بالكثير من المواد التي يمكن الاستغناء عنها؛ لهذا أقبل بروكلمن على وضع معجم جديد للغة السريانية فاستقرأ ألفاظ الترجمة السريانية للكتاب المقدس Peschitta والأفرات و مواعظ مار أفرام السرياني، وكثير من النصوص السريانية الأخرى، وفي خلال ثلاثة أعوام وضع معجمه، وفيه زود كل مادة بشواهد من النصوص جعلت المعجم وثيق الأساس. وألحق المعجم ثبتاً لاتينياً سريانياً، مما جعله يتفوق على المعجم السرياني اللاتيني الذي أصدره J.Bruns اليسوعي في بيروت في نفس الوقت.

وصدر المعجم السرياني Lexicon Syriacum لبروكلمن في فبراير 1895.

وكان أدورد سخاو Sachau قد دعاه للاشتراك في إعداد نشرة نقدية محققة لـ " طبقات ابن سعد "، والسفر إلى لندن واستنامبول للاطلاع على مخطوطات هذا الكتاب.

فسافر بروكلمن في أغسطس 1895 إلى لندن، وفي سبتمبر سافر إلى استنابول، حيث أمضى شتاء عام1895/ 96. ولم يكتف بأداء المهمة الموكولة إليه الخاصة بطبقات ابن سعد، بل انتهز الفرصة فنسخ نسخة من " عيون الأخبار" لابن قتيبة. وفي فيراير 1896عاد إلى برسلاو. وكان بروكلمن مكلفاً تحقيق الجزء الثامن من " طبقات ابن سعد"، وظهر هذا المجلد بتحقيقه في برلين 1904، وقد طبع بعناية أكاديمية برلين التي تولت الإنفاق على الكتاب بكل أجزائه.

أما فيما يتصل بنشر " عيون الأخبار"، فقد تولى أمره بنفسه ووجد في E.Felber في فيمار ناشراً مستعداً لتحمل نفقات الطبع بشرط أن يقدم إليه بروكلمن في نفس الوقت كتاباً آخر أوفر حظاً من الرواج، لأن النص العربي " لعيون الأخبار" لا يهم إلا القليل من المتخصصين في المكتبات العامة. وكان هذا الشرط، أو الاقتراح الشرط، هو الذي دفع بروكلمن إلى تصنيف كتابه العظيم: " تاريخ الأدب العربي "

Geschichte der Arabischen Litteratur(Gal)

ويحدثنا بروكلمن في ترجمته الذاتية (المرجع نفسه ص33) عن تاريخ تأليفه لهذا الكتاب، فيقول: أنه فكر في مشروعه هذا منذ مدة، وأشار إلى خطته في المحاضرة التي ألقاها لدى مناقشة رسالة للدكتوراه الثانية في يناير 1893. وكان فلبر E.Felber ينشر " مجلة الأشوريات" التي كان يصدرها بتسولد في هيدلبرج، وإلى جانبها يصدر كراسات تحتوي على أبحاث طويلة نسبياً. ولما لجأ إليه بروكلمن لنشر " عيون الأخبار "، واقترح عليه الشرط المذكور، عرض عليه بروكلمن أن يصدر تاريخاً للأدب العربي". فوافق الناشر وعرض مبلغاً سخياً مكافأة لبروكلمن، رحّب به ليضاف إلى الراتب الزهيد (مائة مارك شهرياً) الذي كان يتقاضاه بوصفه مدرساً حراً Privatdozent في جامعة برسلاو. لكن ما لبث أن تبين لبروكلمن أن هذا الناشر نصاب، وقد نصب ـ من بين من نصب عليهم ـ على عدد أساتذة اللغة الإنجليزية وآدابها.

لقد أنجز طبع الكراسة الأولى من النّص، لكنه فيما يتصل بالكراسات التالية كان عليّ أنا أن أسهم في نفقات الطبع. صحيح أنه كان يدفع مكافآت عن الكتاب ـ وقد امتد طبعه من 1898 إلى 1900ـ بانتظام في أول الأمر. لكنه 1900اختفى من برلين، وكان قد انتقل إليها من (فيمار) بمساعدة أخيه. وكان عليَّ أن أقدم شكوى ضده. لكنني لم أظفر بشيء، في هذه الظروف أمام القضاء. لكن ظهر بعد ذلك من جديد وحاول استرضائي، وعرض عليّ ـ مقابل باقي حقوقي ـ آلة كاتبة كان عليّ أن أقبلها حتى أحصل على شيء. وهكذا ظهر الكتاب في أربعة أجزاء، بدلاً من عشرة كما كان مقرراً له. كما تبين لي بعد ذلك أن الناشر طبع ثلاثة آلاف نسخة بدلاً من ألف نسخة كما هو مقرر في العقد المبرم بيننا, وهكذا سرق مني حقوق طبعتين أخريين. وقد استأت لهذا الأمر استياءاً شديداً، إلى أن تولى الناشر بريل Brill في ليدن نشر الكتاب بعد وفاة فلبر " (المرجع نفسه ص33).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير