ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[07 - 03 - 06, 07:42 م]ـ
بارك الله فيكم وجزيتم خيراً حبذا لو تتكرمون بتكميل موضوعكم أصول الفقه الجزء الثاني
ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[07 - 03 - 06, 10:53 م]ـ
موسوعة فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ
حكم تارك الصلاة
بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ
إن أفضل الأعمال بعد الشهادتين الصلوات الخمس , ولهذا الفضل أمر الله تعالى بالمحافظة عليها , قال تعالى (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) النساء103 , وعندما بَعَثَ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ له (إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ أَطَاعُوا لَكَ فِي ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْم ٍ ... الحديث) متفق عليه , فكانت وصيته له بعد شهادة التوحيد هي إقامة الصلاة , والأحاديث في فضل الصلاة وأهميتها والأمر في المحافظة عليها أكثر من أن تحصى , وقد أبتلي بعض الناس بتركها مع شديد الوعيد من الله تعالى على من تركها , وكثير الفضل والإحسان لمن حافظ عليها قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ) صححه الألباني , هذا وقد اختلف العلماء على حكم تاركها والسبب في ذلك الخلاف إنه جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى تارك الصلاة كافراً من غير تفريق بين الجاحد و المتهاون ومن الناحية الأخرى فهناك أحاديث وآيات لا تخرج تارك الصلاة من الملة , هذا إذا كان قد تركها تكاسلاً وتهاوناً مع الإعترف بوجوبها وأقر بفرضيتها كما هو حال كثير من الناس, أما من تركها وهو غير مقر بوجوبها فهو كافر ولاخلاف بين العلماء في ذلك.
ولقد اختلف العلماء على حكم تاركها تكاسلاً وتهاوناً مع اعترفه بوجوبها واقراره بفرضيتها إلى ثلاثة أقوال:
القول الأول
إنه كافر كفر أكبر مخرج من المله ويعطى فرصة للتوبة وينتظر إلى آخر وقت الصلاة فإن جاء آخر الوقت ولم يصل قتل كافراً وماله فيء للمسلمين ويدفن في مقابر الكفار.
القول الثاني
من ترك الصلاة تكاسلاً ليس بكافر ولكنه فاسق عاص مرتكب كبيرة من الذنوب يستحق عليها القتل ولذلك ينتظر إلى آخر الوقت ويؤمر بالصلاة فإن لم يصل حتى خروج الوقت قتل لا لكفره ولكن لأن عقوبة تارك الصلاة القتل ولذلك فإنه يدفن في مقابر المسلمين ويصلى عليه وماله لورثته.
القول الثالث
من ترك الصلاة وهو مقر بوجوبها ليس بكافر ولكنه فاسق لا تقبل له شهادة , ويخشى عليه سوء الخاتمة.
ومما سبق يتضح أن هذه الأقوال الثلاثة هي من حيث الحكم على تارك الصلاة قولان:
أولهما: أنه كافر كفر أكبر مخرج من الملة.
وثانيهما: أنه ليس بكافر وإنما هو فاسق مرتكب كبيرة من الأثم.
وكما سبق فإن كل من القولاين له من الأدلة من كتاب الله أو سنة نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يدعم بها قوله في هذه المسألة , ولقد تكلم أهل العلم سلفاً وخلفاً المتقدمين منهم والمتأخيرين في هذه المسألة منهم الأئمة الأربعة ومن بعدهم فمنهم من كفر تاركها ومنهم من لم يكفره.
ولقد قمت بجمع أدلة كل من الطرفين ولكن بطريقة أن آتى بقول من قال بتكفير تارك الصلاة ثم نلحقها بما رد عليه من الذي لم يكفر تاركها وذلك حتى يكون الرد على دليل من كفر تاركها يلي ذلك الدليل , وذلك بطريق المناظرة بين من قال بكفر تارك الصلاة ومن لم يكفر تاركها.
حوار بين القائلين بكفر تارك الصلاة وبين القائلين بعدم كفره
الفصل الأول أدلة القائلين بكفر تارك الصلاة وإجابة المانعين
الدليل الأول
¥