تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"المعسول" الذي يعد موسوعة في تاريخ سوس في كل المجالات، ثم ألحق به آثاراً أخرى عديدة يضيق المجال عن تعدادها والإطناب في ذكر مزاياها، فقد قام بذلك أساتذة أجلاء سواء على منابر الجامعة المغربية، أو على مستوى الندوات العلمية التي تقام بين فينة وأخرى لتكريم هذه الشخصية الفذة والمفكر الفريد ().

على أن خدمة التاريخ لم يقتصر عنده على التأليف وحده، بل تجاوز إلى تحقيق مجموعة من مصادر التاريخ السوسي، فجمع نسخها وقابل بعضها ببعض ليستخرج منها أخيراً نسخاً قابلة للتداول، محلاة بهوامش تنبئ عن سعة الاطلاع ودقة الملاحظة، وهكذا حقق وخرج على نية الطبع مجموعة من الكتب كمناقب البعقيلي، ووفيات الرسموكي، وبشارة الزائرين، والحضيكيون لأبي زيد الجشتيمي، واليعقوبيون للأدوزي، وتحلية الطروس لابن الحبيب السجرادي، وروضة الأفنان للإكراري ....

عدا المؤلفات والوثائق الكثيرة التي نجدها مبثوتة جزءاً أو كلاًّ في ثنايا كتاب “المعسول” أو غيرها من مؤلفاته ().

ومع هذ الجهد العلمي الجبار الذي زاوج بين التأليف والتحقيق نراه

يقول بأن تاريخ بلاد سوس لا يزال كله بكراً غير مفتض، ولم تكتب

عنه إلا شذرات، فهأنذا أقر أنني وإن بذلت من المجهود ما بذلت، ما جمعت مما أمكن جمعه إلا قليلاً ضئيلاً .... ()

والمرحوم محمد المختار السوسي رغم شغفه بتاريخ سوس فإنه لم ينس الاهتمام بالتاريخ الوطني، فدعا إلى تأسيس لجنة لتدوين وفيات أعيان المغاربة في القرن الرابع عشر الهجري، وحاول تأسيس جمعية للمؤرخين المغاربة ().

وحين عزم رحمه الله على عملية التخريج والطبع أدرك أنه عمل لا يطيقه فرد واحد، فعمل على تأسيس جمعية أطلق عليها " جمعية العلماء السوسية " يكون هدفها طبع مصادر التاريخ السوسي ونشرها، وهذه الجمعية التي أسست منذ سبع وخمسين وتسعمائة وألف (1957م) أو قبلها بقليل، كما يستفاد من كناشة تضم أهدافها وبنود قانونها ().

تتكون بالإضافة إلى محمد المختار الذي يشغل منصب الرئيس المستشار في الكتب التاريخية والأدبية العلماء الأجلاء:

الحاج عمر الساحلي أميناً عاماًّ، والأستاذ محمد الرداني كاتباً مدققاً، والمشرف على الطبع بمراحله.

وتمويل الجمعية كان في نطاق الهبات التي تتلقاها من ذوي الريحية –

حسب ما وجد في الكناشة المذكورة –ومنهم السادات الحاج عابد السوسي،

والحاج محمد بن العباس بناني التاجر، ومحمد البوري التاجر، والزموري البيضاوي الثري، والأستاذ محمد الإخصاصي، والحاج محمد بن أبي بكر الإجريفي، والحاج علي الهواري البيضاوي، رحم الله الأموات منهم، وأطال عمر الأحياء في الصالحات.

وهكذا ملك التاريخ شغاف قلب المرحوم محمد المختار السوسي، ولا يزال يناغي القلم والقرطاس مؤلفاً ومحققاً وناشراً إلى أن استأثر الله به، فضرب بعمله أروع الأمثلة في الوفاء ونكران الذات، خدمة لتاريخ هذه البلاد وخزانتها العلمية.

ووفاء منا لرسالة والدينا المرحوم محمد المختار السوسي التي نؤمن بأنها رسالة علمية نبيلة آلينا على أنفسنا –على قلة الإمكانيات ومعاناتنا للطبع

ـ أن ننشر تباعاً المصادر التاريخية التي حققها في هذه السلسلة التي أطلقنا عليها "سلسة مصادر المعسول" وما ذلك إلا لأن هذه الأعمال المحققة نجدها من بين المراجع المعتمدة في كتاب "المعسول" فلا تكاد صفحاته تخلو من أقوال أمثال البعقيلي وغيره من مؤرخي سوس.

فمن هو البعقيلي:

يقول عنه المرحوم المختار السوسي في كتابه "المعسول"

ج 11/ 129:

• سيدي محمد بن أحمد بن محمد -بالفتح- بن عبد الواسع البعقيلي،

المؤرخ صاحب ((الكراسة))، فقيه صوفي، أخذ عن الأستاذ سيدي محمد بن إبراهيم البعقيلي من (أيت فروين) جد (آل سيدي عمر) البونعمانيين المذكورين في (الجزء الثاني عشر)، ثم صاحب الشيوخ الكبار سيدي أحمد بن موسى، وسيدي عبد الرحمن التيلكاتي، وسيدي عبد الله بن سعيد الحاحي، كما أخذ أيضاً القراءات عن الأستاذ سيدي محمد بن يوسف الترغي، وأحسبه انقطع إلى زاوية الشيخ سيدي عبد الله بن سعيد ككثيرين أخذوا عنه من (جزولة)، كسيدي يحيى بن يدير التازروالتي، وسيدي عبد الله بن داود من أهل (تانوت ويجان) الدغوغي، وسيدي أحمد بن البوسعيدي دفين (فاس)، ثم إن المترجم ذكر أنه كان نحو أربع سنين في (أسرير) من (وادي نون)، ويظهر أنه كان يشارط على عادة أمثاله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير