تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

• ومنهم خديمه المرحوم بفضل الله إبراهيم بن الحسن البعقيلي من أعلى الأسفل، الذي يقول فيه الشيخ: طوبى لمن رأى عمي إبراهيم بن الحسن. كرره ثلاث مرات، وكان يثني عليه خيراً كثيراً، راضياً عنه في الحال والمآل، وقد دفن بناحية روضته من جهة الشرق، وقبره مشهور هناك.

• ومنهم الفقيه الصالح نسيب الشيخ وهو سيدي يحيى بن إبراهيم البعقيلي عالم عامل ورع، كان من خواصه وكتابه، وهو مدفون مع الولي إبراهيم بن الحسن المذكور في ناحية الروضة المذكورة.

• ومنهم شيخنا الفقيه الولي الصالح العالم العامل سيدي محمد بن إبراهيم من موضع (تيزكي بني عقيلة) ()، الذي تضرب الرحلة في استفادة العلم منه رحمه الله، وكان من المعنيين بزيارة الشيخ سيدي أحمد بن موسى في حياته رحمه الله، حتى قال فيه

الشيخ: هو من سلاطين الجنة، وقد سلكت عليه " المختصر " لسيدي خليل من أوله إلى آخره مع "الألفية" لابن مالك حفظاً في اللوح، وتصويراً في الكتاب بمسجده الذي جدده وأحياه بموضع سكناه في (أيتفرين) به عرف، ومعنا جملة من طلبة العلم المدرسين "للمختصر" و "ابن الحاجب" وغيرهما من الفنون.

وجرت لنا معه حكاية، وهو أنه يصور لبعض الطلبة في باب الصلاة، وتداولنا معه في الكلام فيه حتى ذكرنا تاركي الصلاة على صحة الأبدان، فقال لنا: لا تسلموا عليهم إذا لقيتموهم. فقلنا له: يا سيدي، كيف لا نسلم عليهم وهم من المسلمين؟ فقال: اعملوا ما قلت لكم. وكان في قلبي من ذلك تحير وقلق كثير، ثم ورد عليه ركب من الأشياخ الكبار الفضلاء من بلادنا لزيارة الشيخ سيدي أحمد بن موسى -نفعنا الله به- بعد الحكاية المذكورة بنحو شهرين -والله أعلم- فرحب بهم، فخرجنا معهم قاصدين للزيارة بجميع طلبته حتى وصلنا مكان الشيخ بـ (الماتن) -به عرف- وهو في تلك المدة لم يتحرك فيه شيء من البنيان إلا عريش بني بالتبن، فنادى شيخنا المذكور تلميذه سيدي يحيى بن إبراهيم نسيب الشيخ المتقدم الذكر أن يعلم الشيخ سيدي أحمد بن موسى بقدومه مع الناس إليه، فأعلمه فأمر لنا بالدخول في العريش المذكور، فاصطف الناس فيه مرتبين في مجلسهم، ثم بعد ساعة زمانية دخل علينا الشيخ من باب آخر، فبادره الناس بالسلام، واحداً بعد واحد، حتى التقى معه شيخنا المذكور بالسلام، فتقابضا بأيديهما، يقبلانهما كل واحد منهما يقبل يد صاحبه، حتى ليقبلان بذراعيهما للشوق منهما، مع إرسال الدموع من أعينهما، وداما ساعة زمانية طويلة، حتى تمنينا أن ينفصلا، فلما انفصلا رجع شيخنا إلى مجلسه الذي قام منه إليه، وجلس سيدي أحمد بن موسى في دكان وحده، فوقف الناس بقليل، وسكت الناس، وسكت الشيخ ساعة طويلة، فقلت في نفسي: سبحان الله، ما سبب هذا السكوت الطويل؟ فما أتممت ذلك الخاطر حتى تكلم الشيخ قائلاً: السلام عليكم، السلام عليكم، من هنا إلى جنة رب العالمين، فجميع من لقيتموه فسلموا عليه، كان من المصلين أو غيرهم، فارتفع ذلك التحير والقلق الذي ذكرت من قلبي ببركة كلام الشيخ، ومكاشفته علينا، والحمد لله، ثم شرع الشيخ في الكلام مع الناس يسألونه عن مهماتهم حتى حضر الغداء، فأكلوا وانصرف الناس.

ومناقب شيخنا رحمه الله مع سيدي أحمد بن موسى مشهورة، وذكرنا هذه الحكاية تبركاً بالشيخيين، وإدخالاً للسرور في قلوب من وقف عليها في تقييدنا هذا من المحبين لهما -نفعنا الله بهما دنيا وأخرى- وتوفي شيخنا سيدي محمد المذكور يوم الاثنين الثالث من شوال عام ستة وسبعين وتسعمائة، قدس الله روحه في أعلى عليين، وجعله من عباده الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

• ومنهم أبو عمران موسى بن داود من (تيزكي بني عتيلة) وهو من تلاميذ الشيخ سيدي أحمد بن موسى، مشهور بالفضل والدين، ومن مناقبه أنه يتحول من صورته لصورة الأسد، ويبرك في الطريق للفقراء، ويهربون منه ويشتكون للشيخ بتعرض الأسد، ويبتسم إليهم ويقول لهم: ذلك عمكم موسى بن داود. ومن مناقبه أيضاً أنه جاء ذات يوم إلى الفقراء الذين يتصرفون في جنان الشيخ بتربية الفقوس في وقته، وطلب إليهم أن يأكل الفقوس حتى يشبع، وجعل الفقراء أيديهم في قطع الفقوس ويعرمونه ()

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير