تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بين يديه، وهو في صفة من يأكله حتى تلعوا جميع ما ظهر لهم من ذلك، وأكله كله في ما ظهر لهم من حاله وهويقول لهم: زيدوا لي. وقدروا ما أكله بأزيد من عشرة أحمال الدواب، فقلنا له رحمه الله: أخبرنا كيف جرى لك في أكل بحيرة الشيخ كلها. فقال: إنه قدر الله على الحجاج أنهم طاح عليهم الحر الشديد المعروف (بأزاواض) () في البرية، قاصدين بيت الله الحرام، ويستغيثون بأولياء الله تعالى، فأمرني الشيخ بإعانتهم بما حصل في بحيرته هنالك، وقال: كلما رفعت فقوسه لم يتركوها في يدي طرفة عين، ولم أذق منه إلا ذنباً واحدة للبركة، ومن الله على الحجاج بالنجاة من تلك المفازة ببركة بحيرة الشيخ، وهو مدفون فوق الطريق النافذ من (تيزكي بني عقيلة)، مع أناس كثيرين من أهل بلدته، معروف الروضة في شرق تلك البقعة، ومنها شيخنا سيدي محمد بن إبراهيم في غربها، نفعنا الله ببركتهما آمين.

ومناقبه لا يحصيها إلا الله تعالى، وإنما ذكرنا منها ما تقدم ذكره ليستدل بها على قدر مزيته عند الله تعالى.

• ومنهم المرابط الخير الفاضل عمنا أحمد بن محمد من أهل

(سفينة بعقيلة)، مشهور بالفضل والدين المتين، وكان من المعتنين بزيارة الشيخ سيدي أحمد بن موسى وكان الشيخ يوصيه كثيراً على زيارة مسجد (موزايت)، ربما صرح له به كثيراً، ومسجد (تاكوشت) ببلاده

(ظريفة)، وهو مشهور هنالك، وكان يقول: لم يكن مسجد يشبه المسجدين المذكورين في البلاد في الفضل والبركة إلا جامع (الأزهر بمصر)، فقد أشبههما، والله سبحانه ينفعنا وإياكم معاشر الإخوان ببركتهما.

• ومنهم سيدي عبد الله ابن الحاج خالد من النسب المذكور،

المعروف بالفضل والبركة، وكان من الملازمين لزيارة الشيخ سيدي أحمد بن موسى، وقال لنا رحمه الله: كنت أغذو إلى مسجد (موزايت) في الليل للعبادة، وأطفئ المصباح لئلا يتفطن بي أهل المسجد من نقصان زيت المسجد، ثم بعد ذلك ذهبت لزيارة الشيخ سيدي أحمد بن موسى، فلما لقيته قال لي: إنك تطفئ مصباح مسجد (موزايت) مخافة نقصان زيته، والله لا ينقص ولو أوقد ليلاً ونهاراً، وذكر رحمه الله أنه حضر بمجلس الشيخ يوماً من أيام الله، ولم يتكلم فيه أحد من الناس، وضاق المجلس وسكت الشيخ كأنه غضبان، حتى تحير الناس، فقنت للشيخ من طرف المجلس: يا سيدي أحمد، ما معنى قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا "؟ فقام من موضعه قائلاً: أغيثونا يا معشر المسلمين. فارتفع التحير عن قلوب الناس، ورجع الشيخ لموضعه، وانبسط إلى الناس بلسانه يعظهم ويذكرهم ببركة الآية الكريمة.

ومناقبه مشهورة، ولكن لم يعرفه من أهل زماننا إلا قليل، نفعنا الله ببركة روحه.

• ومنهم أبوه سيدي الحاج خالد بن أبي القاسم رحمه الله، ونفعنا

ببركته، كان من أكابر أولياء الله تعالى، وهو من أهل القرن التاسع، وبلغ أول القرن العاشر، وكان قائماً بالموعظة في زمانه ببلاد (جزولة)، وهو القائم بذلك في مسجد (المولود)، وقال لنا شيخنا سيدي محمد بن إبراهيم المذكور أولاً: حضرت مجالس سيدي الحاج خالد، وكان إذا تكلم بالوعظ لا تسمع إلا بكاء الناس ونحيبهم، وكلامه يؤثر في القلوب أثراً شديداً، وذكر لي بعض إخواننا في الله أنه قال له

شيخنا سيدي محمد بن ابراهيم في حياته: أتريد أن تسمع كلام سيدي الحاج خالد من ضريحه؟ قال: فقلت: له نعم، قال لي: اذهب معي إلى قبره. قال: فمشيت معه حتى وقفنا على روضة المرابطين المدفونين فيها، فناداه: يا سيدي الحاج خالد. فأجابه بقوله: نعم، ما حاجتك؟ وأنا أسمع، فقال لي سيدي محمد المذكور: وهذا سر بيني وبينك لا تخبر به أحداً ما دمت حياًّ، فاذا مت فاذكره ولا حرج عليك. وذكر لنا الأخ المذكور هذا الخبر بعد موت شيخنا رحمه الله، وقال لي شيخنا المذكور: لما توفي سيدي الحاج خالد مشيت للصلاة عليه وحضور دفنه، فسمعنا الأصوات العالية تلهج بالذكر من ناحية، ولم تظهر لنا اشخاص الذاكرين، فتعجب الناس من ذلك.

ومناقبه رحمه الله معروفة، لا يحصيها إلا الله تعالى.

• ومنهم الشيخ المبرور العابد الشكور عمنا سيدي يحيى بن محمد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير