تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

• ومنهم الشيخ المبارك المدفون فوق (مشمس الوادي)، المتبرك به حياًّ وميتاً على طول الزمان إلى الآن، ولم نعرف اسمه، وقد قيل: إنه هو الرجل الذي أذن أذان الإسلام على الصخرة الكائنة في مسجد (الموضع) المذكور في الزمان القديم، حين جاء الإسلام إلى هذه البلاد، واجتمع عليه الناس في (وادي سملالة)، وما زال الناس يتبركون من هذا المسجد، ويستشفون الرضى بالرقاد على الصخرة المذكورة، لا سيما وجع البطن، وصح ذلك عندهم بالتجريب.

(نعم) أول من أجاب إلى الدخول في الإسلام يوم التقى عليه القبائل، أهل (وادي سملالة) على ما ذكر لنا الرجال الثقات خلفاً عن سلف، ولذلك كانوا خيار الناس في الفضل والدين قديماً وحديثاً، وكانت

بلدتهم بلدة بركة في كل شيء من نعم الله تعالى، وقد ظهر فيهم أولياء الله تعالى من قديم الزمان إلى هلم جرا، بين الأقطاب والأبدال، وكفى لهم شرفاً وفضلاً كون الشيخ المتفنن العالم العلم بن العربي () الذي هو قطب علماء بلاد (المغرب) من أجداد الكراميين، والشيخ الكامل، القطب الفاضل، سيدي محمد -بالفتح- بن سليمان صاحب " دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار " صلى الله عليه وسلم، والسيد الرباني سيدي أحمد بن موسى من قبيلة (سملالة) كلهم، وقد ذكر لي بعض إخواننا في الله تعالى الموثوق بهم أنه حضر لقبيلة سيدي أحمد بن موسى أهل (بومروان) يتحدثون معه في مهماتهم إلى أن قالوا له: يا سيدي أحمد بن موسى، إنك جلت في بلاد الدنيا، وسلكت الجيد والدنيء، ونحن في بلدة قصيرة الغلل زرعاً وغيره، فإن قدر الله الجدب على الناس نبقى في البراز، لا يقدر كل واحد منا أن ينجي نفسه فضلاً عن غيره، لو دللتنا على بعض البلاد الجيدة التي فيها العيون الجارية، فننتقل إليها بأولادنا، ونبني فيها جامعاً نعبد الله فيه، ونستغلها مدة حياتنا، ونترك أولادنا في السعة ورغد العيش حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً. قال: وسيدي أحمد بن موسى ساكت حتى فرغوا من كلامهم، فقال لهم: سمعت كلامكم من أوله إلى آخره، فاسمعوا كلامي أنتم، اعلموا أنكم لو مشيتم إلى بلاد (الشام) التي تذكر لكم بأنواع النعم وأصناف الفواكه لم تجدوا فيه قرين بلدتكم في الصحة والبركة والنعم المباركة، فاشكروا الله تبارك وتعالى الذي رزقكم هذه البلاد، وابتهلوا بالدعاء بالمغفرة والرحمة لآبائكم وأجدادكم الذين تركوكم فيها. قال الأخ المذكور: وذكر لهم سيدي أحمد بن موسى مع ذلك أن أفضل البلاد التي سكنتها بلاد (بني ولتيتة)، في الدين والبركة والتقوى والعلم والعمل، وذكر لي بعض إخواننا في الله أيضاً أنه سمع سيدي أحمد بن موسى يتكلم مع بعض الناس في شأن (وادي سملالة)، فقال لهم: إن كانت الجنة في السماء فـ (وادي سملالة) قبالتها في الأرض، وإن كانت تحت الأرض فـ (وادي سملالة) قبالتها من فوق، وهو قد علم أنها ليست في السماء ولا تحت الأرض، وإنما قال ذلك مبالغة فيما أظهر الله له من السر الذي خص الله به هذا الوادي، وبالجملة فأخبار سيدي أحمد بن موسى فيما ذكر عن (وادي سملالة)، وما أودع الله فيه

من أوليائه المتقدمين والمتأخرين، لا يحصي ذلك إلا الله تعالى، فلنكتف بما ذكرنا من ذلك.

• ومنهم المرابط الخير الدين الفاضل سيدي عبد الله بن سعيد ()

السكن بموضع (تهالة)، فهو رجل صالح، تضرب إليه الرحلة للزيارة في بلدته.

• ومنهم السيد المبارك زعيم الفقراء ورئيسهم، المحب لأولياء الله،

عمي محمد بن أحمد التهالي أيضاً شهرته تغني عن التعريف به، وأما أصحابه من الإخوان في الله هنالك فكلهم رجال الله، نفعنا الله ببركتهم أجمعين.

• ومنهم السيد المبارك الشيخ الكامل، القطب الفاضل، الذي تضرب إليه الرحلة للزيارة قديماً وحديثاً والمتبرك به حياًّ وميتاً، سيدي خالد بن يحيى الكرسيفي، ومناقبه مشهورة، وفضائله معروفة، وأخباره مبسوطة في بلاده وغيرها، ومن مناقبه أنه كتب بأصبعه لا إله إلا الله محمد رسول الله على الصخرة الصماء الثابتة في الجرف بناحية الوادي الخارج في بلدته، فغاص خطة في الصخرة، وصار أبيض كأنه خيط فضة، وبقي على حالة يلمع من زمان خطه إلى هلم جرا، لا تغيره الدهور ولا الأعوام، شتاءً وصيفاً ()، وقد ساقتني قدرة الله تعالى مع بعض الإخوان من ذرية الشيخ حتى وقفنا على المكتوب المذكور في الجرف

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير