تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المذكور، فتأملته ساعة زمانية، وسلكت بأصبعي في محل حروفه تبركاً بيده المباركة، فقلت للإخوان المذكورين: ما بال هذه الكتابة لم تمحها الأزمنة الطويلة بتوالي الأمطار واختلاف الحوادث عليها، بمرور الشهور والأعوام؟ فصاروا يضحكون، وقالوا لي: كيف تمحو الأمطار والحوادث ما كتب في الحجر؟ وانما تمحو ما كتب في

الطين كما في علمك الكريم، وقد كتبها أيضاً في الجرف الكائن بين (وادي سموكن)، و (وادي تارت) يتبرك به المارون به على الطريق () هنالك، وقفت له أيضاً على كتبها في جنب الجرف الذي يستريح الناس تحته بين بلد موضع الشيخ وبين وادي (تيملت)، على الطرق يشهده الصغير والكبير، وكراماته ومناقبه لا يحصيها إلا الله تعالى، وإنما ذكرنا هذه اللمعة لستدل بها الراغب في بركته على ما وراء ذلك من علو مقامه عند الله تعالى، وقد كانت له تواليف وقصائد في التوحيد، وشرف النبي صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك حسبما اشتهر وانتشر في بلادنا وغيرها.

وأما ذريته فكلهم رجال الله وأولياؤه إلا ما قل، وقليل منهم، وبالجملة فهم أهل بيت علم وعمل ودين قديماً وحديثاً، نفعنا الله بهم.

• ومنهم السيد المبارك، بركة البلاد، وملجأ العباد، المتبرك به حياًّ وميتاً، سيدي عبد الجبار، بأعلى (وادي تملت) المدفون في (أليلي) هنالك، معروف القبر والروضة، قال لي بعض إخواننا في الله حاكياً عن الشيخ المبرور سيدي أحمد بن موسى أنه قال له: إذا ساقتك قدرة الله تعالى إلى زيارة سيدي عبد الجبار بـ (أليلي) فاطلب له الكثير من أنواع الخير الدنيوي والأخروي، ولا تطلب له القليل فإنه صاحب الكرم عند الله تعالى، تضرب إليه الرحلة للزيارة قديماً وحديثاً، ومناقبه مشهورة، نفعنا الله ببركته.

• ومنهم أبو زكرياء سيدي يحيى بن عبد الله () تحت الرمال في وادي (تيملت)، له قدم في ديوان أولياء الله تعالى، وهو من المتأخرين في آخر القرن العاشر، وكراماته مشهورة، تضرب إليه الرحلة في زمانه للزيارة، نفعنا الله ببركته.

• ومنهم العالم العلامة، العامل بما علمه الله، الحامل لواء الشريعة

المحمدية، الفقيه أبو سليمان سيدي داود بن محمد من موضع

(تونل بوادي تيملت)، شهرته تغني عن التعريف به، وقد ملئت خزائن العلماء بتواليفه فقهاً ونحواً وأصولاً وحساباً وتنجيماً ولغة وغير ذلك نظماً ونثراً، نفعنا الله ببركته وبركة تواليفه.

• ومنهم الشيخ الإمام العالم العلم شيخ الحقيقة وإمام الطيقة،

المتبرك به حياًّ وميتاً، سيدي محمد –بالفتح- بن إبراهيم، له قدم راسخة في العلم والعمل، نظماً ونثراً، شهدت له تواليفه بذلك، وقد رأينا له أنوار الكرامات والمكاشفات -نفعنا الله به- وقد حضرت له في زمان قومه مع رجاله إلى إصلاح طريق المنجع النازل من ركبة (توسا) ببلد (بني بعقيلة)، ونحن صبيان، وسأل عن رب الملك الذي جاور ذلك الطريق، فجاء إليه، فطلب له تحويل الطريق من موضعه لوعورته على الناس والبهائم، فأذن له رب الملك بذلك، فقام مع رجاله، من رغب في الأجر من الناس يعدلونه، ويحولونه من المواضع الوعرة إلى المواضع السهلة حتى أتوا عن آخره رغبة فيما عند الله تعالى، وهمته رضي الله عنه في إيصال النفع لجميع المسلمين، ولعباد الله من حفر الماء، وإظهاره في مواضعه، وعمل ظفائره () وبناء القناطر، وكفى به شرفاً وفضلاً بناؤه قنطرة (وادي الغاس)، نفعنا الله ببركته، وقد حضرت له أيضاً في زمان قدومه مع بعض أولاده وأصحابه وفقرائه لحركة (البريجة) () بأمر أمير المؤمنين مولانا عبد الله -رحمة الله عليهم أجمعين- راكباً على رمكته، وقد انحنى عليها من أجل الكبر، وتعرض له الناس للزيارة، ونصب لهم يده للمصافحة، ولا يتركها لأحد أن يقبلها، وذلك حين نزل مع الطريق المذكور من ركبة (توسا)، قاصداً لقاء أخيه في الله، وصاحبه في ذاته، شيخنا الفقيه سيدي محمد بن إبراهيم البعقيلي في داره بموضع (أيتفروين) -به عرف- ونحن إذ ذلك نقرأ عنده " مختصر الشيخ خليل " في مسجده هنالك، فلما وصل خبره شيخنا المذكور طار عقله من الشوق للقاء حبيبه، وخرجنا معه بالسرعة، وصار يطأ الشوك بقدميه، ولا ينظر أين يضع قدمه من أجل ذلك فقام إليه بعض أصحابنا ومعه سباطة، فتعرض له به، لينتعل به ومن الشوك فنبذه بيده، وسار على حاله حتى لقي حبيبه وأصحابه على (وادي أكخسن) -به

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير