تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

• ومنهم ابنه السيد الوقور العابد الشكور، سيدي عبد الله بن محمد، كان رجلاً صالحاً عالماً عاملاً، أدركته في حياته رحمه الله، وزرته وتبركت به، وعاش على حالته تلك حتى توفاه الله، نفعنا الله ببركته.

• ومنهم حفيد الشيخ وهو سيدي عبد الله بن مبارك بن علي بن محمد بن مبارك الذي سما ذكره في زماننا، وعلا شأنه، وارتفع قدره عند القريب والبعيد، تضرب إليه الرحلة للزيارة وقضاء الحوائج الدنيوية والأخروية، إلا أن الغالب على أهل زماننا قصد قضاء حوائج الدنيا وقل من رأيته يقصد الحوائج الأخروية لغلبة أهوال الزمان على الناس، نسأل الله السلامة والعافية لنا ولجميع المسلمين، وبالجملة فهو رجل صالح عالم عامل، نفعنا الله به، شهرته وشهرة مناقبه تغني عن التعريف به ().

• ومنهم الفقيه العالم العامل المتفنن الحافظ أبو العباس سيدي أحمد بن عبد الرحمن ببلدة (تيزركين)، كان رجلاً صالحاً تقياًّ واقفاً على حدود الله، لا تأخذه في الله لومة لائم، له قدم في الولاية عند الله، شهرته تغني عن التعريف به، رحمه الله ونفعنا به.

• ومنهم السيد القدوة المتبرك به حياًّ وميتاً، من قديم الزمان إلى هلم

جرا سيدي محمد بن عمرو اللمطي في مدينة (أسرير) بـ (نول لمطة)، لا يواليها إلا الصحراء، هكذا ذكره اللشيخ الإمام التادلي في كتابه الذي ألفه على ذكر أولياء الله تعالى المتقدمين، وقد جاورت بالمدينة المذكورة نحو أربع سنين فيما سلف عن تاريخه بسنين عديدة، وكنت أختلف إلى

ضريح هذا الولي الصالح، فرأيت له بركة شاملة، وقد رأيت له الأنوار

اللامعة، ولكن لا يعرف الرجال إلا الرجال، نفعنا الله ببركته.

• ومنهم الفقيه العالم المتفنن الحافظ سيدي عبد الواحد بن الحسين

الركراكي المدفون بالمرفقة بـ (نول لمطة) القريبة لمدينة (أسرير)، صاحب التواليف في العلوم نظماً ونثراً، فقهاً ونحواً وأصولاً وحساباً وغير ذلك من العلوم، وقد ملئت خزائن العلماء بتواليفه رضي الله عنه ونفعنا به، شهرته تغني عن التعريف به، وقد جاورت ببلدته مدة أربع سنين وكنت أضرب إلى زيارة ضريحه، فرأيت له بركة عظيمة، نفعنا الله به.

• ومنهم الفقيه العالم المتبرك به حياًّ وميتاً شيخنا سيدي عبد الرحمن

بن علي بن محمد بن عبد العزيز، من حجر (بني عيسى) بجبل (بني أحمد) ()، كان من العلماء العاملين بما علمهم الله، له قدم راسخة في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى توفاه الله على ذلك، ومناقبه مشهورة، ومنها ما ذكر لي من يوثق بقوله من بعض إخواننا في الله تعالى أن السيد الناصح لعباد الله سيدي بلقاسم الغازي من النسب رحمه الله، قدم على الشيخ الكامل سيدي أحمد بن موسى بزاويته طالباً لزيارته، فلما جمعهما المجلس قال له الشيخ: ما حاجتك يا سيدي بلقاسم؟ فقال له: زيارتك يا سيدي أحمد بن موسى. فقال له: إن الزيارة التى تطلبها تركتها في بلدتك. فقال له: من أين كانت فيه يا سيدي؟ فقال له الشيخ: هات يدك المباركة. فناول له سيدي بلقاسم يده اليمنى، فقبضها سيدي أحمد بن موسى، وجعل يعد أصابعه ويقول عند كل أصبع: سيدي عبد الرحمن بن علي السيد ونعم السيد. حتى أتى على أصابع يده اليمنى وانتقل يعد أصابع يده اليسرى بقوله: سيدي عبد الرحمن بن علي السيد ونعم السيد، فملأ قلب سيدي بلقاسم بالفرح، وقال له الشيخ: متى أردت الزيارة فابدأها من ذلك السيد، وذكر لي شيخنا الأستاذ المحقق المفنن سيدي محمد بن يوسف الترغي مشافهة أنه كان يتمنى أن يرى ولياًّ من أولياء الله في قيد الحياة بسمته ونعته، قال: فطال علي الزمان ولم أظفر به في مدينة (مراكش) ولا في غيرها حتى قدر الله تعالى رحلتي إلى زيارة سيدي عبد الرحمن بن علي في بلاد (جزولة)، فلما منَّ الله تعالى بوصولنا إليه أنزلنا خدامه في منزل الأضياف، فلما حان وقت العشاء أتونا بطعام الشعير، وهو مائدة سكسو () وعليها حمام مطبوخ، وجعلوا يصبون الماء للأضياف على أيديهم للأكل، وبقيت أفكر في نفسي هل آكل طعام الشعير أم لا، لأني ما أكلته قط في عمري، لا في مدينة (فاس) ولا في غيرها، وإن من أكله من أهل المدينة قل أن يسلم من الموت، ثم قلت لنفسي: مقصدك زيارة هذا الرجل، فإن قدر الله عليك الموت ههنا فمرحباً، فجعلت آكل مع الأضياف حتى فرغوا، وعدل لنا الخدام فراش الرقاد، فاضطجعت على

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير