تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صدري، وقد أقامها الناس هناك لرفع فرع من فروع ذلك الهرجان، فقلت له: تقعد إن شاء الله في هذه الرحبة حتى نحفرها يظهر لنا ما ذكرت، فقال: لا ولكن أعلمكم أني أردت المشي إلى زيارة سيدي أحمد بن موسى، فأعلم أهل البلدة بما ذكرت لك يفتشوا هذا المكان، وسنأتيكم غداً أو بعد غد بحول الله، ونرى ما كان من أمره، فسافطتهما على ذلك، وناديت أهل الموضع فقصصت عليهم خبر الرجل، وقال لي بعضهم: ذلك الرجل إنما يطلب الكنوز، وقد كان بعط أهل الزمان الماضي يذكرون أن الكنز كان في مسجدنا هذا، وقال لي بعضهم: نعمل ما ظهر لك، فقلت لهم، إيتوني بالفاس والمسحاة، فأتوا بهما، وجعلوا يحفرون طولاً وعرضاً حتى حفروا إلى نصف القامة، ولم يظهر لنا شيء وذهب بعضهم، وقالوا لنا: ليس هناك قبر ولا غيره، وقلت لبعضهم: زيدوا شيئاً من الحفر قبالة موضع رأس الخشبة المتقدمة الذكر، فصبروا وحفروا قليلاً، ثم بلغوا اللحود، فقالوا لي: هذا لحود القبر، فقلت لهم: احفروا لحداً واحداً من عند رأسه، فحفروه ورفعوه عن رأس رجل بذاته وصفاته، فكبر الناس وجعلوا يتعجبون مما رأوا من حالة القبر الغائب تحت الأرض أكثر من نصف القامة، ومن صاحبه الذي مرت عليه الدهور والأعمار الطويلة وهو ما كان عليه، وقلت لهم: اجعلوا اللحد في موضعه، وردوا عليه التراب، ففعلوا وبنينا عله بنياناً يحفظه، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، فلما رجع سيدي يعزى المذكور ووجدنا قد بينا عليه ضحك، وقال: زال الشك عنكم في أمر الرجل؟ فقلت له: زال والحمد لله.

وذكرنا هذه الحكاية لمن سيقف عليها من الإخوان في الله بأن يدعوا لنا وله بالمغفرة والرحمة، ونحن أحوج خلق الله إلى الله في غفران ذنوبنا، وستر عيوبنا في الدنيا والآخرة، ونستغفر الله تعالى مما ارتكبناه من التخليط والتخبط في أخبار أولياء الله تعالى، ومناقبهم وإفشاء أسرارهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

• ومنهم الشيخ المبارك سيدي محمد -بالفتح- بن يعقوب بـ (فم تاتلت) كان من أولياء الله الذين ترجى بركتهم، تضرب إليه الرحلة للزيارة قديماً وحديثاً، نفعنا الله به.

• ومنهم الشيخ الكامل الولي الصالح سيدي عياد بن عبد الله ببلدة

(تامازت)، كان من أكابر أولياء الله، تضرب إليه الرحلة للزيارة قديماً وحديثاً، له مناقب وكرامات، وكان معاصراً للشيخ سيدي أحمد بن موسى، وقد ذكر لي السيد المبارك سيدي محمد بن يدير أنه سافر إلى زيارته بعد وفاة شيخه سيدي أحمد بن موسى رضي الله عنه، قال: فلما وصلته ولقيته، نظرت في نفسي: هذا أعرابي من الأعراب، فما استتممت الخاطر في نفسي حتى قام وجعل ينادي (ها يا الرجل ها يا الرجل)، قال: فالتفت أنظر من ينادي، ولم يظهر لي أحد فقلت له: أنا تائب لله يا سيدي، فلما قلت له ذلك رجع إلى موضعه واستأنف الخبر والحديث، فلما حضر الغداء ناداني إليه، وقلت له: أنا صائم لله، فقال: تأكل طعامنا لله. قال: فقلت: على ذلك أنا أفسد صومي للأكل، فرجع إلي وقال: لا بد أن تأكل طعامنا مع الناس، فغلبني وأكلت ما أكلت بسيف الحياء، وقلت له: أنا في نفسي لعله أخذ ذلك من قولهم الزائر في قبضة المزور، نفعنا الله ببركتهم، وتوفي رحمه الله يوم الخميس الثامن لشهر رجب عام ثلاثة وثمانين من القرن العاشر، رحمه الله.

• ومنهم سيدي محمد –بالفتح- بن مسعود المعروف بأكربان وهو من جملة أولياء الله تعالى، تضرب إليه الرحلة للزيارة، وكان رجلاً كيساً فطناً كما قال عليه السلام: ((المؤمن كيس فطن)) له بركة عظيمة، نفعنا الله ببركته.

• ومنهم سيدي عبد الواسع بموضع (بوموسى)، هو ولي من أولياء

الله تعالى، وقد لقيته وتحدثت معه، فوجدته على منهاج الشريعة المحمدية، وظهرت لي عليه أمارات الصالحين، نفعنا الله ببركته.

• ومنهم سيدي إبراهيم بن علي بموضع (أضمين) كان من تلاميذ

الشيخ الحقيقة سيدي سعيد بن عبد المنعم، نفعنا الله ببركتهما وهو من العلماء تضرب إليه الرحلة للزيارة قديماً وحديثاً، له مناقب وكرامات مشهورة.

• ومنهم السيد المبارك سيدي عبد الله بن عمر الماسكيني، كان رجلاً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير