تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذكر السَّقَّاف حديث أبي هريرة في إثبات الصورة لله تعالى المخرَّج في (الصحيحين)، وفيه: ((فيأْتيهم في الصورة التي يعرفونها فيقول: أنا ربكم. فيقولون: أَنت ربنا ... )).

فعلَّق عليه قائلاً -مع ذكره لبعض الاعتراضات الباطلة على الحديث-:

(فيه إثبات الصورة لله تعالى، وذلك محال).

& أقول:

وهذا رد للحديث بغير بيِّنة ولا برهان، ونفي لما أثبت الرسول لربِّه.

وقد قال البربهاري: (إذا سمعت الرجل يطعن على الآثار أو يرد الآثار أو يريد غير الآثار فاتهمه على الإسلام، ولاشك أنه صاحب هوى مبتدع) (1).

وهذا الوصف من البربهاري ينطبق تمام الانطباق على السَّقَّاف وأَمثاله من كثير من المعاصرين الذين يردون الآثار بغير حجة ولا برهان.

وقد قال إِسحاق بن راهويه: (من بلغه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خبر يقر بصحته ثم رده بغير تقية فهو كافر). ذكره ابن حزم في كتاب "الإحكام": (1/ 97)، عن محمد بن نصر المروزي عنه.

وقال البربهاري: (ومن رد حديثاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد رد الأثر كله وهو كافر بالله العظيم) (1).

وأَقوال السلف في ذلك كثيرة. فليحذر السَّقَّاف وأَتباعه من العقوبات المترتبة عليهم بسبب ردهم للأحاديث ودفعهم لها، لكونها تخالف عقائدهم الفاسدة.

وإذا علم خطورة رد الأحاديث الصحيحة فليعلم أَنَّ إِثبات الصورة لله تعالى أمر متفق عليه بين سلف الأُمة وأَئمتها لصحة الأحاديث في ذلك فيجب إثبات الصورة لله تعالى إثباتاً بلا تمثيل وتنزيهاً بلا تعطيل فإن الله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في أفعاله ولا في صفاته قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} فقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ردٌّ على المشبهة الذين يشبهون صفات الله بصفات خلقه وقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ردٌّ على المعطلة الذين ينفون عن الله ما وصف به نفسه أَو وصفه به رسوله- صلى الله عليه وسلم- بحجةٍ أوهى من بيت العنكبوت فإنهم يظنون أَنهم إذا أثبتوا لله الأسماء الحسنى والصفات العلى فقد شبهوا الخالق بالمخلوق وهذا سوء فهم وضلال بعيد ولا يظن هذا الظن إلا من لم يعرف الله وما هرب منه المعطلون وقعوا فيه فإنهم شبهوا الله بالجمادات لأنهم إذا لم يثبتوا لله أَسماءَه وصفاته فقد شبهوه بالناقصات تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً قال تعالى: {وَللهِ الأَسْمِاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.

* وفي: (ص158):

نقل السَّقَّاف عن الكوثري قولاً ملخصه نفي الصورة عن الله.

فصدق فيه قول الشاعر:

ومن جعل الغراب له دليلاً ... يمرُّ به على جيف الكلاب

وقال تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَيصُدُّونَهُمْ عن السَّبيلِ ويحسبونَ أنَّهُمْ مُّهْتَدُونَ}

وتجهم الكوثري مشهور بين صغار طلبة العلم فضلاً عن كبارهم، ومن جعله عمدته في تحرير المسائل فقد ساقه إلى سبيل أهل الجحيم، ومن أَحب أهل البدع والضلال حشر معهم.

قال تعالى: {احْشُرُواْ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} أي: شبهاءهم ونظراءَهم كما ذكر ذلك غير واحد من أَهل العلم.

ـ[محمد أمين ابن العربي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 01:08 ص]ـ

للإفادة بارك الله في الشيخ

ـ[يوسف السليم]ــــــــ[27 - 10 - 10, 08:46 ص]ـ

اسال الله ان يفك اسره ويُنصره

آمين

ـ[أبومعاذ الناصري]ــــــــ[27 - 10 - 10, 07:36 م]ـ

جزاك الله خيرا.

ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 08:20 م]ـ

اسال الله ان يفك اسره ويُنصره

آمين

اللهم آمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير