تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إنما تمد الأكف لخالقها الذي يقول: ? فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ ? أما من تعلق بغير الله فقد أساء الظن بربه فمن جزائه أن يوكل إلى من تعلق به لأن من تعلق شيئا وكل إليه.

ثم قال:

وإن رمتنا الخطايا وسط مهلكة

فأنت ملجأ خلق الله كلهم

كذب القبوريون وافتروا على الله وعلى رسوله فملجأ الخلق كلهم هو إلهم الحق يبحانه وقد قال تعالى: ? قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ? أي لا ملجأ قاله: مجاهد وقتاده والسدي.

وقال تعالى: ? وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ? قال ابن جرير: يقول إن أنت يا محمد لم تتل من أوحي إليك من كتاب ربك فإنه لا ملجأ لك من الله.

وهو صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: لا ملجأ منك إلا إليك فكيف يكون هو ملجأ خلق الله كلهم؟

وذكر صلاة تقال عند زيادة النبي صلى الله عليه وسلم وملم للحبيب علي بن محمد الحبشي.

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد أول متلق لفيضك الأول .. هذا اعتقاد الفلاسفة يقرر هذا الطاغوت حيث أنهم يعتقدون أن النبوة فيض فاض على روح النبي صلى الله عليه وسلم يوضحه قوله بعد ذلك: صلاة نشهدك بها من مرآته ونصل بها إلى حضرتك من حضرة ذاته قائمين لك وله بالأدب الوافر. مغمورين منك ومنه بالمدد الباطن والظاهر ..

فالفلاسفة يعتقدون أن الزائر إذا زار قبر من يعظمه يوجه همته إلى المزور لينعكس على روحه من فيضه ونوره وهذه هي الزيارة الشركية والشيطان يريد من بني آدم هذا التعلق والتوجه بالهمة والقصد لعلمه أن العبد ينقطع بذلك عن ربه لأن هذا لا يصلح إلا له. أما المدد الباطن الذي هو هداية القلوب وصلاحها فقد نفاه الله عز وجل عن نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله ? إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ? ومن علم مناسبة نزول هذه الآية الكريمة تبين له الأمر على جليته خلاف ما يعتقده هؤلاء الدجاجلة فمناسبة نزولها حرص النبي صلى الله عليه وسلم الشديد على هداية عمه أبي طالب وذلك عند موته والقصة مشهورة والشاهد فيها أنه لم يقدر على هداية عمه فكيف يطلب منه المدد الباطن ولا يعارض هذا قوله تعالى: ? وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ? فهذه الهداية المثبتة له هي هداية البيان والدلالة والإرشاد وهي أيضا لأتباعه. أما التأثير في القلوب فلله وحده سواء في الهداية والإضلال وغير ذلك، والمدد الظاهر أيضا يطلب ممن ((يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن)) والنبي صلى الله عليه وسلم ما دلنا على نفسه لا بالمدد الظاهر ولا الباكن بل نهانا أن نلتفت إلى غير خالقنا فقال: ((وإذا استعنت فاستعن بالله)).

ويوضح ما ذكرته أيضا من أنه يقرر معتقد الفلاسفة قوله في هذه الزيارة السابقة: اللهم اكشف عني حجب الأغيار. اللهم أفض على روحي ما أفضته على روح الكامل من هذه الأمة. وهب لي زهدا كزهد الكامل وورعا كورعه وعلما كعلمه ونورا كنوره وفهما كفهمه وإقبالا كإقباله.

لقد فضل الله نبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء فكيف يطلب هؤلاء الضلال مقامه ولم يبق إلا أن يقولوا: ونبوة مثل نبوته.

وهو صلى الله عليه وسلم يدعو أمته للإقتداء به والتأسي ويعلم أنهم لن يقاربوا مقامه فضلا أن يكونوا مثله في هذه الأمور ولم يأمر أمته بمثل هذا فهو من الاعتداء في الدعاء، فقوله: ما أفضدته على روح الكامل هو مذهب الفلاسفة حيث أن النبوة هندهم فيض فاض على روح النبي.

وذكر زيارة نبوية بزعمه للشيخ القشاش وفيها:

السلام عليكم يا أول السلام عليك يا آخر السلام عليك يا باطن السلام عليك يا ظاهر.

هذه أسماء الرب- عز وجل- كما قال تعالى: ? هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ? وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله ((أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء)).

فالذي يسمى بها النبي صلى الله عليه وسلم محاد لله ولرسوله وهو أضل من حمار أهله حيث لم يفرق بين أسماء ربه عز وجل وأسماء نبيه. وقال تحت عنوان ((استشعار رد السلام)):

ينبغي للزائر أن يردد السلام على النبي صلى الله عليه وسلم بأدب ولطف وذل واستكانه لعل الله أن ييسر له سماع جواب سلامه الشريف شهادة و إلا فيؤمن به غيبا وإن لم يسمعه)).

أقول: هنا مسألة ينبغي التنبه لها وهي أن بعض الناس قد يكذب هؤلاء بما يزعمون أنهم يسمعونه من الأصوات أو قد يرونه من الأشخاص عند القبور وكذلك عند الأصنام فيكون ذلك فتنة ولهم لأنهم يرون ويسمعون أشياء حقيقة بل وتقضى لهم بعض الحوائج فإذا كذبهم أحد بذلك ازدادوا تمسكا بشركهم. والصحيح أن هذا يحصل للمشركين من سماع الأصوات وقضاء بعض الحاجات وقد يرون أن القبر قد انشق فخرج منه صورة المقبور وكل هذا وأعظم منه يحصل عند القبور والأصنام وهو الشيطان يفعل ذلك ليزيدهم فتنة إلى فتنتهم وضلالا إلى ضلالهم وقد قال أبي بن كعب: مع كل صنم جنيه وقال ابن عباس: في كل صنم شياطين تكلم السدنة.

ومن هنا ضل أهل الإشراك. فلا يكذبون بذلك لكن يقال لهم: الشطان فعل هذا ليضلكم عن ربكم: ذكر هذا علماؤنا رحمهم الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير