تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حوض في القيامة ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأباريقه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا 34

والصراط حق يجوزه الأبرار ويزل عنه الفجار

ويشفع نبينا صلى الله عليه وسلم فيمن دخل النار من أمته من أهل الكبائر فيخرجون بشفاعته بعدما احترقوا وصاروا فحما وحمما 35 فيدخلون الجنة بشفاعته 36

ولسائر الأنبياء والمؤمنين والملائكة شفاعات قال تعالى ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون الأنبياء 28

ولا تنفع الكافر شفاعة الشافعين

والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان فالجنة مأوى أوليائه والنار عقاب لأعدائه وأهل الجنة فيها مخلدون إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون الزخرف 75

ويؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار ثم يقال يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت 37

محمد خاتم النبيين

ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد المرسلين لا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته ولا يقضى بين الناس في القيامة إلا بشفاعته ولا يدخل الجنة أمة إلا بعد دخول أمته

صاحب لواء الحمد والمقام المحمود والحوض المورود وهو إمام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم أمته خير الأمم وأصحابه خير أصحاب الأنبياء عليهم السلام

وأفضل أمته أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى رضي الله عنهم أجمعين لما روى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال كنا نقول والنبي صلى الله عليه وسلم حي أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي فيبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره 38

وصحت الرواية عن علي رضي الله عنه أنه قال خير هذه الأمة بعد نبيها

أبو بكر ثم عمر ولو شئت لسميت الثالث 39

وروى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين والمرسلين على أفضل من أبي بكر 40

وهو أحق خلق الله بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لفضله وسابقته وتقديم النبي صلى الله عليه وسلم له في الصلاة على جميع الصحابة رضي الله عنهم وإجماع الصحابة على تقديمه ومبايعته ولم يكن الله ليجمعهم على ضلالة

ثم من بعده عمر رضي الله عنه لفضله وعهد أبي بكر إليه

ثم عثمان رضي الله عنه لتقديم أهل الشورى له

ثم علي رضي الله عنه لفضله وإجماع أهل عصره عليه

وهؤلاء الخلفاء الراشدون المهديون الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ 41

وقال صلى الله عليه وسلم الخلافة من بعدي ثلاثون سنة 42 فكان آخرها خلافة علي رضي الله عنه

ونشهد للعشرة بالجنة كما شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وسعد في الجنة وسعيد في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة 43

وكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم شهدنا له بها كقوله الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة 44 وقوله لثابت بن قيس إنه من أهل الجنة 45

ولا نجزم لأحد من أهل القبلة بجنة ولا نار إلا من جزم له الرسول صلى الله عليه وسلم لكنا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء

ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ولا نخرجه عن الإسلام بعمل

ونرى الحج والجهاد ماضيا 46 مع طاعة كل إمام برا كان أو فاجرا وصلاة الجمعة خلفهم جائزة

قال أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من أصل الإيمان الكف عمن قال لا إله إلا الله ولا نكفره بذنب ولا نخرجه من الإسلام بعمل والجهاد ماض منذ بعثني الله عز وجل حتى يقاتل 47 آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل والإيمان بالأقدار رواه أبوداود 48

ومن السنة تولي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبتهم وذكر محاسنهم والترحم عليهم والاستغفار لهم والكف عن ذكر مساوئهم وما شجر بينهم واعتقاد فضلهم ومعرفة سابقتهم قال الله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا الحشر 11 وقال تعالى محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم الفتح 29

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لاتسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا

ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه 49

ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله 50 صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء أفضلهم خديجة بنت خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم

ومعاوية خال المؤمنين وكاتب وحي الله أحد خلفاء المسلمين رضي الله عنهم

ومن السنة السمع والطاعة لأئمة المسلمين وأمراء المؤمنين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله فإنه لا طاعة لأحد في معصية الله

ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به أو غلبهم بسيفه حتى صار الخليفة 51 وسمي امير المؤمنين وجبت طاعته وحرمت مخالفته والخروج عليه وشق عصا المسلمين

ومن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين وترك النظر في كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم وكل محدثة في الدين بدعة 52

وكل متسم بغير الإسلام والسنة مبتدع كالرافضة 53 والجهمية 54 والخوارج 55 والقدرية 56 والمرجئة

والمعتزلة 58 والكرام والكلابية 60 ونظائرهم فهذه فرق الضلال وطوائف البدع أعاذنا الله منها

وأما بالنسبة إلى إمام في فروع الدين كالطوائف الأربع 61 فليس بمذموم فإن الاختلاف في الفروع رحمة والمختلفون فيه محمودون في اختلافهم مثابون في اجتهادهم واختلافهم رحمة واسعة واتفاقهم حجة قاطعة 62

نسأل الله أن يعصمنا من البدع والفتنة ويحيينا على الإسلام والسنة ويجعلنا ممن يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحياة ويحشرنا في زمرته بعد الممات برحمته وفضله آمين

وهذا آخر المعتقد والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير