وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار ولا يقبلها أو ينكر شيئا من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتهمه على الإسلام فإنه رجل رديء المذهب والقول ولا يطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على أصحابه لأنا إنما عرفنا الله وعرفنا رسوله وعرفنا القرآن وعرفنا الخير والشر والدنيا والآخرة بالآثار فإن القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن
والكلام والجدل والخصومة في القدر خاصة منهي عنه عند جميع الفرق لأن القدر سر الله ونهى الرب جل اسمه الأنبياء عن الكلام في القدر ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخصومة في القدر وكرهه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون وكرهه العلماء وأهل الورع ونهوا عن الجدال في القدر فعليك بالتسليم والإقرار والإيمان واعتقاد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جملة الأشياء واسكت عما سوى ذلك
والإيمان بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم اسري به إلى السماء وصار إلى العرش وسمع كلام الله ودخل الجنة واطلع في النار ورأى الملائكة وسمع كلام الله عز وجل وبشرت به الأنبياء ورأى سرادقات العرش والكرسي وجميع ما في السموات في اليقظة حمله جبريل على البراق حتى أداره في السموات وفرضت عليه الصلوات الخمس تلك الليلة ورجع إلى مكة ليلته وذلك قبل الهجرة
واعلم أن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة وتأوي إلى قناديل تحت العرش وأرواح الفجار والكفار في بئر برهوت وهي في سجين
والإيمان بأن الميت يقعد في قبره وترسل فيه الروح حتى يسأله منكر ونكير عن الإيمان وشرائعه ثم تسل روحه بلا ألم ويعرف الميت الزائر إذا زاره ويتنعم المؤمن في القبر ويعذب الفاجر كيف شاء الله
والإيمان بأن الله هو الذي كلم موسى بن عمران يوم الطور وموسى يسمع من الله الكلام بصوت وقع في مسامعه منه لا من غيره فمن قال غير هذا فقد كفر بالله العظيم
والعقل مولود أعطي كل انسان من العقل ما أراد الله يتفاوتون في العقول مثل الذرة في السماوات ويطلب من كل إنسان من العمل على قدر ما أعطاه من العقل وليس العقل باكتساب إنما هو فضل من الله
واعلم أن الله فضل العباد بعضهم على بعض في الدين والدنيا عدلا منه لا يقال جار ولا حابى فمن قال إن فضل الله على المؤمن والكافر سواء فهو صاحب بدعة بل فضل الله المؤمن على الكافر والطائع على العاصي والمعصوم على المخذول عدلا منه هو فضله يعطيه من يشاء ويمنعه من يشاء
ولا يحل أن تكتم النصيحة أحدا من المسلمين برهم وفاجرهم في أمر الدين فمن كتم فقد غش المسلمين ومن غش المسلمين فقد غش الدين ومن غش الدين فقد خان الله ورسوله والمؤمنين
والله سميع بصير عليم يداه مبسوطتان قد علم أن الخلق يعصونه قبل أن يخلقهم علمه نافذ فيهم فلم يمنعه علمه فيهم أن هداهم للإسلام ومن به عليهم كرما وجودا وتفضلا فله الحمد
واعلم أن البشارة عند الموت ثلاث بشارات يقال أبشر يا حبيب الله برضى الله والجنة ويقال أبشر يا عبد الله بالجنة بعد الانتقام ويقال أبشر يا عدو الله بغضب الله والنار هذا قول ابن عباس
واعلم أن أول من ينظر إلى الله تعالى في الجنة ألاضراء ثم الرجال ثم النساء بأعين رؤوسهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته والإيمان بهذا واجب وإنكاره كفر
واعلم أنها لم تكن زندقة ولا كفر ولا شكوك ولا بدعة ولا ضلالة ولا حيرة في الدين إلا من الكلام وأهل الكلام والجدل والمراء والخصومة والعجب
وكيف يجترئ الرجل على المراء والخصومة والجدال والله يقول ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فعليك بالتسليم والرضى بالآثار والكف والسكوت
والإيمان بأن الله يعذب الخلق في النار في الأغلال والانكال والسلاسل والنار في أجوافهم وفوقهم وتحتهم وذلك أن الجهمية منهم هشام الفوطي قال إنما يعذب الله عند النار ردا على الله ورسوله
واعلم أن صلاة الفريضة خمس صلوات لا يزاد فيهن ولا ينقص في مواقيتها وفي السفر ركعتان إلا المغرب فمن قال أكثر من خمس فقد ابتدع ومن قال أقل من خمس فقد ابتدع لا يقبل الله شيئا منها إلا لوقتها إلا أن يكون نسيانا فإنه معذور يأتي بها إذا ذكرها أو يكون مسافرا فيجمع بين الصلاتين إن شاء
¥