تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والرافضة مبتدعة ضلال، بل هم مشركون ويبغضون خيار هذه الأمة، فهم شر الفِرَق المنتسبة للإسلام، وبعضهم شر من بعض، ومع ذلك إذا كان الوالدان والقرابات منهم فلا يسقط حقهم في الصلة والإحسان، فعلى الولد أن يبر والديه وأن يصل رحمه وإن كانوا رافضة، ومن أعظم الإحسان إليهم دعوتهم إلى السنة وبيان بطلان مذهبهم، ويجب بغضهم في الله ولا مانع من تألفهم في سبيل دعوتهم رجاء هدايتهم، ولا تجوز مداهنتهم وإظهار الرضا عنهم على سبيل المجاملة لهم والتودد إليهم، ومن كان منهم داعية للرفض ومعانداً ومظهراً لبغض الصحابة ومعاداة أهل السنة فإنه تجب مقاطعته ومجانبته إهانة له واتقاءً لشره، والله أعلم.

طرح سؤال في موقع الإسلام سؤال وجواب للشيخ محمد المنجد ما نصه: شخص اعتاد زيارة أقاربه، وهؤلاء الأقارب عندهم بعض المنكرات في بيتهم مثل ما يسمى بالدش، علماً بأنهم يعرفون أن حكم هذا حرام، فهل يقطع زيارتهم أو أنه يزورهم؟

فأجيب عليه: الحمد لله

إذا كان له أقارب فإن صلة الأقارب واجبة، حتى وإن كانوا على حال لا ترضى، لأن الله تعالى قال: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير، وإن جاهداك على أن تُشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً) ولم يقل: اقتلهما، بل قال: (وصاحبهما في الدنيا معروفاً).

وكذلك صلة الرحم واجبة حتى مع كون القريب على حال لا ترضى، فيجب عليك أن تصل أقاربك وإن كان عندهم الدش الذي استغله أكثر الناس في المحرم وأضاعوا به أوقاتهم وأموالهم وفسدت به أخلاق كثير من الناس وأفكارهم.

فإن كانوا يشغّلونه على محرم وأنت حاضر، فإنك لا تذهب إليهم حتى لا تشاركهم في المعصية، ومع هذا نشير على الإنسان أن يؤدي حق القريب بالمناصحة، يعني يذهب إليهم ويناصحهم ويبين لهم أن هذا حرام، أي مشاهدة الأشياء المحرمة حرام، حتى يؤدي ما أوجب الله عليه من نصيحتهم والإحسان إليهم.

لقاء الباب المفتوح لابن عثيمين /148

وعلى المسلم أن ينتبه لأولاده عند الذهاب إلى مثل هؤلاء الأقارب في أن لا يجلسوا عندما يُعرض من المحرمات وبإمكان المرء المسلم صاحب الإخلاص إذا تحلّى باللباقة أن يصرف أصحاب البيت وغيرهم إلى حديث شيّق أو نشاط مفيد عن مشاهدة هذه المحرّمات وأن يسعى في توفير وعرض وسائل الترفيه والتسلية المباحة (كممارسة بعض الرياضات والألعاب الحسنة وأنشطة الحاسب الآلي المفيدة وغيرها) ليجد الآخرون عوضا عن مشاهدة الحرام أو بعضه على الأقلّ، نسأل الله أن يُصلح أحوال الجميع وهو الهادي إلى سواء السبيل.

المبحث الثالث: كيفية الصلة

قال الشيخ عبد الرحمن العايد في موضوع له في صيد الفوائد عن صلة الرحم:

((كيفية الصلة:

تحت هذا العنوان فقرتان:

الأولى: متى تكون الصلة.

الثانية: بم تكون الصلة.

أما الأولى: متى تكون الصلة:

فأقول: يختلف الأرحام بحسب قربهم وبعدهم من الشخص, البعد النَسَبي والبعد المكاني.

فالرحم القريب نسباً كالوالد والأخ يختلف عن الرحم البعيد كابن العم أو ابن الخال , كذلك الذي يسكن بحيك يختلف عن آخر يسكن في حي آخر والذي يسكن في مدينتك يختلف عن الذي يسكن خارجها وهكذا.

وعلى كل حال نقول إن الرحم القريب أولى بالصلة من البعيد, وليس هناك تحديد للزمن الذي يجب فيه الوصل فلا نستطيع أن نقول يجب عليك أن تصل أخاك كل يوم أو كل يومين أو كل أسبوع وعمك كل كذا إن كان في بلدك وكذا إن كان في غير بلدك.

أقول ليس هناك زمن يمكن تحديده وإنما يرجع في ذلك إلى العرف بحيث يتعارف الناس على أن هذا الرحم يوصل في كذا وكذا وهذا إن كان قريب المسكن فيوصل عند كذا وكذا.

ولكن كما قلت لك أيها الأخ رتب أرحامك على حسب القرب منك وعليه فرتب صلتهم على هذا الأساس.

وأما الثانية: بم تكون الصلة:

تختلف الصلة بحسب حاجة الموصول وحسب قدرة الواصل, فإذا كان الموصول

محتاجاً لشيء ما وأنت تقدر عليه فإنك تصله بهذا الشيء, كما تختلف الصلة

بحسب قرب الرحم منك وبعده عنك فما تصل به الخال قد يختلف عما تصل به

أبناء عمك.

وعموماً الصلة يمكن أن تكون بما يلي:

1 - الزيارة: بأن تذهب إليهم في أماكنهم.

2 - الاستضافة: بأن تستضيفهم عندك في مكانك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير