عليه السلام هذا المبتلى فالله على ذلك ما رأيت أشبه به منك إذ كان صحيحا قال فإني أنا هو وكان له أندران أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض. هذا حديث غريب صحيح ورجال إسناده ثقات ورواه الإمام محمد بن يحيى الذهلي عن سعيد بن الحكم وقال ثمانية عشر سنة في الموضعين بغير شك.
ذكر محبة الله عز وجل لمن يبتلى من عباده المسلمين الصالحين
(11) أخبروا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أحب الله تعالى قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن حرج فله الحرج. أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن سليمان بن داود عن إسماعيل بن جعفر.
ذكر أن ما يصيب المؤمن من الأذى ونحوه يكفر الله تعالى به من خطاياه
(12) عن عائشة قالت قال نبي الله صلى الله عليه وسلم ما من مرض أبو وجع يصيب المؤمن إلا كان كفارة لذنبه حتى الشوكة.
(13) وري عن النبي الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما فوقه إلا حط الله خطاياه كما تحط الشجرة ورقها. أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش.
ذكر أن الله يرفع درجة المؤمن بما يصيبه من البلاء
(14) روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة و حط عنه بها خطيئة. صحيح أخرجه مسلم من حديث سليمان بن مهران معناه.
ذكر أن الحمى والمرض يكونان طهورا
(15) روي عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الحمى استأذنت فقال من أنت قالت أنا أم ملدم قال أتنهدين إلى أهل قباء قالت نعم قال فأتتهم فحموا ولقوا منها شدة فاشتكوا إليه وقالوا يا رسول الله ما لقينا من الحمى قال إن شئتم دعوت الله فكشفها عنكم وإن شئتم كانت لكم طهورا قالوا بل تكون لنا طهورا.
(16) وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهرا. لا أعلم فيهم جرحا.
ذكر مثل المؤمن ومثل المنافق
(17) روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مثل المؤمن مثل خامة الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد.
(18) ومن صحيح مسلم أنه قال إنما مثل العبد المؤمن حين يصيبه الوعك أوالحمى كمثل حديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها. لا أعلم له علة.
ذكر من صبر على البلاء لينال درجة البقاء
(19) أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر بقراءتي عليه بأصبهان قلت له أخبرتكم فاطمة بنت عبد الله الجوزذانية فأقر به أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن عمران أبي بكر قال حدثني عطاء بن أبي رباح قال قال ابن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي فقال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها.
(20) وقال أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بها طيف فقالت يا رسول الله ادع الله أن يشفيني قال إن شئت دعوت الله عز وجل فشفاك وإن شئت فاصبري ولا حساب عليك قالت أصبر ولا حساب علي. رواه الإمام أحمد في المسند عن محمد بن عمرو بمعناه ورجاله على شرط مسلم.
(21) أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي أخبرنا محمد بن عبد الله بن شاذان أخبرنا عبد الله بن محمد بن محمد القباب أخبرنا محمد بن عمرو بن أبي عاصم حدثنا أبو بكر حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبو سلمة عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل أخذتك أم ملدم قط قال وما أم ملدم قال حر يكون بين الجلد واللحم قال ما وجدت هذا قط قال فهل صدعت قط قال وما الصداع قال عرق يضرب في الرأس قال ما وجدت هذا قط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا. رواه الإمام أحمد في مسنده عن محمد بن بشر عن محمد بن عمرو بمعناه ورواه عمرو بن مرزوق عن ابن المسيب عن أبي هريرة.
ذكر الأجر على ذهاب البصر إذا احتسب صاحبه وصبر
¥