تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأقول: نعم هذا ممكن, بل ان حسن الظن به وأنه لم يتقصد تزيين واجهة كتابه بالكذب على رسول الله × وعلى العلماء يحملنا على ترجيح أنه لا يعلم ذلك, ولكم أليس هذا الاعتذار عنه أو منه, هو كما قال: عذر أقبح من ذنب! اذ كيف يجوز له أن يزين بها كتابه وهو لا يعلم حالها؟؟ والله عز وجل يقول: +وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا" (). ولقد أحسن من قال لمثله:

فان كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم

ان هذا الرجل وأمثاله من المقلدين يقيمون أشد النكير على الشباب المؤمنين, ولا يلتزمون مذهبا معينا يقلدونه – كما هو الواجب كتابا وسنة واتباعا للأئمة الأربعة وغيرهم – بدعوى أنهم من أهل العلم, فيوجبون عليهم أن يقلدوا المذهب, وينسون أنفسهم حين يكتبون في علم الحديث وهم به أجهل من أولئك السنيين بفقههم التقليدي! دون أن يشعر مطلقا بأنهم يعيثون فسادا في الأصل الثاني من أصلي الشريعة, ألا وهي السنة المطهرة وأنهم يتعرضون بذلك للوقوع في وعيد الكذب على رسول الله × عمدا أو جهلا, فيصدق عليهم على الأقل قوله ×: ((من حدث عني بحديث يرى (أي عند أهل العلم بالحديث) أنه كذب فهو أحد الكاذبين)) رواه مسلم وغيره. فان الحديث الأول الذي عزاه للترمذي كذبا, هو نفسه أيضا لا يصح كما قال امام المحدثين البخاري, لأنه من رواية نهشل بن سعيد وهو كذاب كما قال الامام ابن راهويه ومن قبله الطيالسي, وفيه راو واه, وقد خرجته في الكتاب الآخر: ((الضعيفة)) (2416).

ذكرت آنفا ما يقتضيه حسن الظن به أن تخرج تلك الأحاديث ليست له, ولكني وجدت الرجل – لاغراقه في جهله – لا يدعني أن أبقى عندما ذكرت, فقد وجدته وقع له في صلب كتيبه المتقدم أكاذيب أخرى تشبه تلك مشابهة تامة, الى أخطاء أخرى, لا بد لي من بيانها نصحا وتحذيرا.

1 - ذكر (ص 67) حديث (( ... وسننت لكم قيامه)) , وقال: ((رواه أصحاب السنن)) وهم أربعة معروفون, ولم يروه منهم الا النسائي وابن ماجة!

2 - ذكر (ص 18) حديثا في فضل رمضان, وقال: ((رواه النسائي)).

وهو كذب عليه, فانه لم يروه, وانما رواه الطبراني كما في ((الترغيب)) و ((المجمع)) للهيثمي, وقال:

((فيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو ضعيف)).

3 - وذكر (ص50) حديث: ((أرحنا بها يا بلال)) , فقال الحاشية مخرجا له: ((لسان العرب)).

فلم يعرف هذا المسكين مصدرا لهذا الحديث غير هذا الكتاب المعروف بأنه ليس من كتب الحديث, وانما من كتب اللغة, مع أنه في ((سنن أبي داود)) ومخرج في كتب السنة مثل ((المشكاة)) (1253)) وغيره!

4 - أورد (ص 56) أثر أبي ابن كعب في صلاته في رمضان عشرين ركعة, وأنه كان لا يقنت الا في النصف الثاني ... وقال نقلا عن ((المغني)) لابن قدامة: ((رواه أبو داود)).

قلت له علة ظاهرة وهي الانقطاع بين الحسن – وهو البصري – وعمر, وبمثله يحتج على السلفيين المتمسكين بالسنة في صلاة التراويح كما تقدم, ويرميهم بكل باقعة كما سلف.

5 - ذكر (ص 78) حديث ((لا تجتمع أمتي على ضلالة)) وفي رواية أخرى: ((ما كان الله ليجمع أمتي على ضلالة. وقال: ((رواه أصحاب السنن)).

وهذا كذب أيضا عليهم جميعا الا الترمذي فانه رواه باللفظ الأول, وأما الأخر فرواه ابن أبي عاصم في ((السنة)) واسناده ضعيف كما بينته في ((ظلال الجنة)) (رقم 80) , لكنه حسن بمجمع طرقه كما شرحته في ((الصحيحة)) (1331) وغيره.

6 - وفي (ص 96) ذكر قوله ×: ((الكبر بطر الحق وغمط الناس)) وقال: ((أخرجه البخاري)).

قلت: وهو كذب عليه أيضا فانما رواه مسلم فقط في ((الصحيح)) عن ابن مسعود, نعم رواه البخاري في ((الادب المفرد)) عن ابن عمرو. فان كان يعنيه, فهذا من الأدلة على أن الصابوني لجهله لا يفرق بين ما يويه البخاري في ((الصحيح)) زما يرويه خارجة, والا لقيد العزو اليه بقوله: ((في الأدب المفرد))! وهو مخرج في المجلد الأول من هذه ((السلسلة الصحيحة)) برقم (134) , وسيأتي باذن الله تعالى بزيادة في التخريج والطرق في هذا المجلد برقم (1626).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير